بعنوان "المعابر"، وثّق المصوّر سلوان جورج في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية محنة المهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود الأميركية المكسيكية بحثاً عن حياة أفضل، وفي نهاية المقال خاطب زملاءه الصحفيين.
وكتب جورج: "بينما كان فصل الأطفال عن الآباء أمرًا جديدًا، فإن قصة العائلات اليائسة التي تحاول دخول الولايات المتحدة لم تكن كذلك. غير أن العنصر الذي تغيّر الآن هو أن عدداً أكبر من الأميركيين قد تحرك للعمل باسم هذه العائلات"، مضيفًا: "سيكون من المهم للغاية أن يستمر الصحفيون بالعمل عند الحدود، وأن يروا الأحداث بشكل مباشر وأن يتبادلوا القصص والصور مع العالم".
وقد نشرت شبكة الصحافة الأخلاقية (EJN) مقالا عن التأثير الدائم للصور القوية وقدرتها على تعزيز التغيير الإجتماعي والسياسي. وأشار المقال إلى أن "الصور الأخيرة واللقطات لأطفال المهاجرين المقيمين في أقفاص حديدية بالقرب من الحدود الجنوبية للولايات المتحدة أثارت غضبًا عالميًا"، كما أطلقت الصور شرارة تغييرات في سياسة الهجرة الأميركية.
وأتت الرسالة من شبكة الصحافة الأخلاقية واضحة: "التغطية الإعلامية للهجرة تحدث فرقًا". وهذا أمر مهم بشكل خاص في وقت يتزايد فيه عدد الأشخاص عن أي وقت مضى، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. فقد قدّرت الأمم المتحدة عدد المهاجرين الدوليين في عام 2017 بـ 258 مليونا.
وبالنسبة لوسائل الإعلام، هناك قضية هامة، أزمة الهجرة واللاجئين، في الداخل والخارج، ولن تتلاشى في وقت قريب. فما هي أفضل الطرق لتغطية هذه القضية الصعبة؟
وتابع قائلاً: "خلال فترة عملي كمراسل، سافرت مع مجموعة من المهاجرين السلفادوريين والتمست الأمان من السجن والتعذيب الذي واجهه كثيرون في وطنهم. تعلمت بعض الدروس المهمة من خلال التجربة، على سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بكسب الثقة، لا شيء يتفوق على أن تكون شاهدًا في ساحة الحدث. تعلمت أيضًا أن إعطاء صوت للضحايا يؤدي إلى سرد قوي للقصص وأن توفير السياق التاريخي والثقافي يجب أن يكون جزءًا من المعادلة".
وأشار الى أنّ التحديات في المعابر الحدودية اليوم هائلة، فغالبًا ما يخاف المهاجرون من التحدث إلى المراسلين أو أن يتم التعرف عليهم، وعندما يتم نقلهم إلى مراكز الاحتجاز، تكون فرص المقابلات أو متابعة القصص ضئيلة، فينتقل الصحفيون بعدها إلى الناشطين ومحامي حقوق الإنسان وأجهزة إنفاذ القانون المحلية للحصول على المعلومات.
لإلقاء الضوء على العملية، جمعت شبكة الصحفيين الدوليين قائمة من الموارد التي توفر أفضل الممارسات والمبادئ التوجيهية ومشورة الخبراء بشأن تغطية الهجرة.
إعداد التقارير عن الهجرة والأقليات: هو نهج ومبدأ أعده مشروع "احترام الكلام"، ويقدم توصيات عملية مثل تجنب تبسيط قضايا الهجرة ووضع تحركات الهجرة في سياقها.
من بين النصائح: إيلاء اهتمام إلى سبب شعور الناس بأنهم مرغمون على مغادرة وإدراج أصوات اللاجئين وطالبي اللجوء الأكثر تضررا.
وتقترح "نصائح لتغطية الهجرة" التي نشرها الاتحاد الأوروبي للصحفيين، استخدام أدوات دولية، مثل "الأدوات الإعلامية" لوكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية، والمبادئ الأخلاقية لشبكة الصحافة الأخلاقية حول إعداد تقارير عن الهجرة، وميثاق روما، مدونة السلوك المتعلقة بملتمسي اللجوء واللاجئين والمهاجرين وضحايا الاتجار غير الشرعي. كل هذه الأدوات توفر مبادئ توجيهية قيمة وتستحق الاستكشاف.
ويذكّر "دليل الإعلام والإتجار بالبشر" الذي أصدره الإتحاد الأوروبي للصحافة، الصحفيين بأن الإتجار بالبشر يشكل خطرا على المهاجرين. ويقول الدليل إنه على الصحافة ألا تشكل ضررا، لذلك أظهر التعاطف بتقريرك، أشر إلى حلول للأمور الجسدية والعاطفية والأزمات التي يتحملها الأشخاص المتاجر بهم. ولمساعدة الصحفيين، يوفر الموقع استراتيجيات لغرف الأخبار ونصائح حول إجراء المقابلات والروابط والاتصالات لتغطية الاتجار بالبشر.
• التغطية الإعلامية حول الهجرة: الترويج لتقارير متوازنة، التي اصدرتها المنظمة الدولية للهجرة (IOM) ، تنصح الصحفيين بالبحث عن مجموعة متنوعة من المصادر - معظمها من المهاجرين أنفسهم - وتقديم تحليلات حول القضايا المعقدة بدلاً من التقارير التبسيطية، كما تقدم المنظمة الدولية للهجرة حالة حول تجنيد الصحفيين المهاجرين لتغطية قصص حول هذا الموضوع.
•تغطية المهاجرين والهجرة: نصائح من الخبراء من مركز دارت للصحافة والصدمات، يستكشف أفضل الممارسات من قدامى قضية الهجرة. ويتناولون السؤال التالي: "كيف تغيرت تغطية الهجرة منذ أن أصبحت تعمل على هذه القضية؟" على سبيل المثال، تقول ماريا ساتشيتي من صحيفة "بوسطن غلوب": "تنقل بين المقاهي وغيرها من الأماكن التي يقصدها المهاجرون. أترك بطاقة العمل ورقم هاتفك الخلوي خلفك، ودع الناس يعرفون أنه يمكنهم الوصول إليك في أي وقت، ليلاً أو نهارًا. قم بتمضية المزيد من الوقت في السجون - يمكنك إعداد حساب للحصول على المكالمات من السجن - وفي محاكم الهجرة - محامو الهجرة هم موارد كبيرة، ويوما ما ستصاب بالذهول في محكمة الهجرة."
• أصدرت الجمعية الدولية لدراسات التوتر الصادم قضية خاصة حول الأطفال اللاجئين وأسرهم، بما في ذلك "مقالات عن الآثار المؤلمة لفصل الأطفال والموارد اللازمة لعلاج وتقييم الصحة العقلية للاجئين والشباب الذين يتعاملون مع الانفصال القسري".
وأخيراً، هناك أداتان لمعرفة خلفية أوطان المهاجرين واللاجئين هما كتاب الحقائق العالمي الصادر عن وكالة الاستخبارات المركزية وملفات البلاد لهيئة الإذاعة البريطانية. يقدم كلاهما معلومات واسعة النطاق عن الحكومات والاقتصادات والمواقف التي قد تؤدي لهروب الناس من بلدانهم.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على فليكر بواسطة مايكل ثيلين.