تسللت المعلومات المزيفة إلى الأخبار المُتعلقة بالصحة والأمراض، وأثناء جائحة كوفيد-19، صُنفت المعلومات الخاطئة عن الفيروس والإجراءات الصحية، من قبل منظمة الصحة العالمية، كمثال لوباء المعلومات الخاطئة.
وفي الدولة الفرنكوفونية الموجودة في غرب إفريقيا، توغو، يُشكل الانتشار السريع للمعلومات الصحية المُضللة تهديدًا كبيرًا للمبادرات الخاصة بالصحة العامة، مما يقوّض الجهود المتضافرة نحو تعزيز الصحة العامة.
ومع إدراكه لهذه القضية، أنشأ الطبيب التوغولي المُتخصص في الأمراض المعدية، سيرج ميشيل كودوم، في أغسطس/آب 2020، منصة SOS DOCTEUR TV؛ لتوفير إمكانية الوصول إلى المعلومات الموثوقة عن الصحة، خصوصًا في المناطق الريفية عبر إفريقيا الفرنكوفونية.
وقال كودوم: "في إفريقيا، شكّل الوصول إلى المعلومات الصحية تحديًا للناس على مر التاريخ، ولكن اليوم، توفر المنصة للناس في إفريقيا والعالم إمكانية الوصول إلى معلومات صحية عالية الجودة".
حماية الجمهور من المعلومات الخاطئة
أُطلقت المنصة خلال جائحة كوفيد-19؛ لتقديم المعلومات الصحية الموثقة للناس في توغو. وأوضح كودوم: "مع إدراكنا للتهديد الناشئ للوباء المعلوماتي باعتباره مصدر قلق للصحة العامة، هدفنا إلى إنشاء قناة اتصال مفتوحة للعاملين في المجال الطبي ويُمكن للجمهور الدخول عليها"، مضيفًا "كان هدفنا تسهيل تبادل المعلومات بين الأطباء والجمهور العام، وفي نهاية المطاف، التخفيف من الآثار السلبية للمعلومات الخاطئة".
ومدفوعة بمهمة تنمية "الثقافة الصحية للجميع"، تُوظف المنصة فريقًا مُتخصصًا من مدققي المعلومات، يتكون من صحفيين وأطباء لتدقيق المعلومات المُتعلقة بالصحة لضمان الدقة. ويُدقق الفريق التصريحات المنسوبة للأطباء في الأخبار، ويحلل نتائج الدراسات العلمية عن الصحة، ويتحقق من المعلومات المنسوبة للسلطات والمنظمات الصحية مثل منظمة الصحة العالمية.
وبعد عملية التدقيق، تربط المنصة جمهورها بالمعلومات الحقيقية عبر مجموعة متنوعة من الطرق، وشرحت مديرة البرامج في المنصة، إيسوفا فولي بازي: "نُنبه ونُثقف مشاهدينا باستمرار من خلال نشراتنا الإخبارية وبرامجنا وعروضنا الترويجية، مُسلطين الضوء على الحقائق المُضللة الهادفة إلى خداع الناس أو إثارة الذعر بينهم".
إتاحة المعلومات الصحية للجميع
وفي السنوات التي تلت إطلاقها، توسعت المنصة خارج حدود توغو لنشر المعلومات الصحية الموثقة عبر إفريقيا الفرنكوفونية، من خلال برامجها التي تُبث على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، على موقعها الإلكتروني، وتطبيقها، وقناتها التلفزيونية.
وفي الآونة الأخيرة، أنشأت المنصة "نواديSOS DOCTEUR TV "، داخل المدارس والجامعات في توغو لتعزيز الدراية الإعلامية حول المعلومات الصحية داخل هذه المجتمعات.
التحديات
وقال كودوم: "تُشكل الموارد المحدودة والقيود المالية تحديًا كبيرًا للمؤسسة".
وشرح: "التحديات كثيرة، لا سيما بالنسبة لقناة تليفزيونية مُتخصصة، وهناك حاجة مُلحة لتوفير التمويل لإتاحة المعدات المتطورة، وخصوصًا للتغطية المجتمعية"، موضحًا "تعمل القناة حاليًا بدون تمويل مُخصص لها، وتعتمد على الموارد الموجودة ودعم القليل من الشركاء المُختارين".
وعلى الرغم من الحقائق المُتعلقة بالتمويل، تضع قيادة المنصة استراتيجية بشأن كيفية تحسين تأثيرها على المشاهدين، لا سيما الجماهير الشابة. وتتضمن أهدافها المستقبلية تحديث برامجها لمعالجة القضايا الصحية الناشئة، وتنفيذ مبادرات إخبارية لصالح المجتمعات.
وفي النهاية، اختتم كودوم: "يُمثل الإعلام والتثقيف المعلوماتي الحصن الوحيد ضد الأخبار المزيفة وآثارها اللاحقة".
الصورة حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة أبودي فيساكاران.