منصات بديلة للصحفيين الذين يودعون تويتر

بواسطة Marcela Kunova
Dec 23, 2022 في الإعلام الإجتماعي
أيقونة لينكدإن

منذ استحواذ إيلون ماسك على "تويتر"، فصل نصف موظفي الشركة عن العمل، ودمر فرق الإشراف على اعتدال المحتوى، مما دفع المتصيدين على التصرف بجراءة على تويتر. كما قيّد ماسك حصول المستخدمين على علامة التوثيق – وهي ظاهريًا دليل على صحة الحساب – وربطها بدفعهم الاشتراك المبدئي بقيمة 8 دولارات شهريًا في Twitter Blue، وحفز هذا الأمر على انتحال الشخصيات على تويتر، وأجبر المستخدمين على التسجيل أو فقدان علامة التوثيق.

ومنذ ذلك الوقت، أعلن العديد من الصحفيين بقوة عن التوقف عن استخدام المنصة، ولكن المشكلة هي عدم وجود منصة أخرى يذهب إليها الجميع، وحتى الآن، يستمر معظمهم في استخدام تويتر على مضض بينما ينشؤون مؤقتًا حسابات على منصات أخرى.

ماستودون Mastodon

انطلقت هذه المنصة اللامركزية مفتوحة المصدر منذ ست سنوات، ولكن منذ استحواذ ماسك على تويتر، سجل نحو مليون مستخدم جديد في "ماستودون"، التي يُقال إنّها تمنح تجربة مماثلة لتويتر، وتكمن ميزتها الإضافية في عدم إمكانية بيعها أو تعرضها للإفلاس لأنه يوجد عدد من المالكين لها.

ويمكن للمستخدمين إنشاء ملف تعريفي ورفع الصور والفيديوهات ونشر التغريدات – وهي رسائل تصل إلى 500 كلمة – وهو خبر عظيم للمستخدمين الذين يعانون من عدد الكلمات المقتضبة على تويتر. وتتشابه ماستودون مع تويتر في عدة خصائص، من بينها الجدول الزمني، و"الدفعات" - وهي مثل إعادة التغريد، و"التفضيلات" - وهي مثل خاصية "الإعجاب" على تويتر.

ويستطيع المستخدمون التسجيل على خوادم مختلفة بفضل تصميم المنصة اللامركزي، ولكن هذه الخوادم تستضيف بضعة آلاف من الحسابات فقط، ويضع كل خادم معاييره الخاصة بالاعتدال في المحتوى حتى لا تتعامل ماستودون مركزيًا مع هذا الأمر، ومن ثم إذا أساء مجتمع صغير على المنصة التصرف، سيسهل اتخاذ إجراءات صارمة ضده.

إذا شعرت بالارتباك من هذه التفاصيل، تخيل أنّ خوادم ماستودون تعمل مثل مقدمي خدمات البريد الإلكتروني، إذ يمكنك امتلاك حساب على جيميل Gmail، ومراسلة شخص على حسابه على هوتميل Hotmail، ولكن هذا يعني أيضًا أن ماستودون غير جذابة قليلًا ويحتاج المستخدم لأن يعتاد على استخدامها.

 

ويمكنك أن تجد القائمة المتزايدة للصحفيين الذين انضموا بالفعل للمنصة هنا، وإضافة حسابك الشخصي إذا قررت تجربة المنصة.

ريديت Reddit

في بعض الأوقات، لا حاجة لإعادة اختراع منصات، وعلى الأرجح، ريديت هي أكبر وأطول الشبكات الاجتماعية عمرًا وتخدم مجتمعاتها لما يقرب من عقدين.

ويميل الصحفيون للمشاركة في المنتدى الفرعي r/Journalism، وهي صفحة مخصصة لموضوع محدد، إلا أن التفاعل يقتصر على الرسائل النصية والصور والفيديوهات التي يمكنك التعليق عليها أو مشاركتها أو الاحتفاظ بها.

وبالنسبة للمستخدمين الذين يفكرون في مغادرة تويتر لما يحتويه من محتوى مفعم بالكراهية، ربما ريديت ليست الاختيار الأنسب، فعلى الرغم من وجود قواعد تحكم مجتمع ريديت، لا تميل المنصة لإزالة المحتوى المسيء، بزعم أنها تريد حماية حرية التعبير.

لينكدإن LinkedIn

تحتاج هذه المنصة مقدمة صغيرة، فهي أكثر من كونها مكانًا لتوسيع شبكتك المهنية، إذ قدمت المنشورات والمقالات فائدة أكبر كمكان للمشاركة واستهلاك الأخبار وإجراء المناقشات. فأنت لا تحتاج للتواصل مع قادة الفكر المثيرين للاهتمام – إذ قد يمنحك التواصل معهم شعورًا بأنك مسير ورسمي قليلًا – ويمكنك "متابعتهم" فقط كي تظهر منشوراتهم في صفحتك الموجزة.

وأضافت المجموعات والفعاليات والصفحات والنشرات الإخبارية اختيارات قوية تمكنك من بناء ظهورك ككاتب، كما تدعم المنصة الفيديوهات والصور، ولكن تحول المنصة إلى المساهمة في المدح الذاتي من الأمور التي لا تُعجب بعض المستخدمين.

بلوسكاي Bluesky

حتى الآن، تعد هذه المنصة أضغاث أحلام، وقدم المدير التنفيذي السابق لتويتر، جاك دورسي، وعدًا بإطلاقها في الشهور القادمة. ومقارنة بكونها منصة ليست موجودة حتى الآن، إلا أن بلوسكاي تقدم أداءً جيدًا، مع زيادة البحث الإلكتروني عنها بنسبة 207.14% خلال الثلاثين يوم الماضية، وفقًا لبيانات جوجل تريندز، وهناك أكثر من 30 ألف مستخدم على قائمة الانتظار.

كاونترسوشيال CounterSocial

هذه المنصة موجودة منذ 2017، ولكن بالكاد يعرفها أحد، وتستند على رمز ماستودون مفتوح المصدر، ومهمتها هي أن تكون المكان الأكثر أمانًا على الإنترنت. وللقضاء على المتصيدين والمعلومات المضللة ونفوذ الدول الأجنبية وروبوتات البريد العشوائي، قام مؤسسها The Jester، وهو قرصان إلكتروني أميركي ذو خلفية عسكرية، بحظر تسجيل ست دول مسؤولة عن أغلب الحروب السيبرانية وهي روسيا، والصين، وكوريا الشمالية، وباكستان، وإيران، وسوريا.

ويعود إليك قرار أن تعتبر ما إذا كانت منصة كاونترسوشيال معادية للأجانب وعنصرية، أو المنصة الأقل تنفيرًا؛ لأن أغلب المحتوى السيِّئ لن يصل إلى الشريط الزمني الذي يظهر أمامك.

ومثل ماستودون، بإمكانك نشر منشورات وتغريدات من 500 كلمة، ورسوم متحركة وصور من هاتفك. ومع ذلك، قد تظهر هذه الخيارات بشكل جانبي، لأن ميزة "المطهر" تمسح وسائطك المرئية من جميع البيانات الوصفية، وتضيف هذه الثغرات إلى قصور المنصة التي تظهر على شكل شاشة من خمسة أعمدة وتشبه إلى حد ما Tweetdeck

يمكنك إنشاء قائمة مراقبة للمستخدمين أو الموضوعات أو الوسوم، ومجموعات المستخدمين العامة أو الخاصة المشفرة. وتتضمن بعض المميزات الرائعة بالنسبة للصحفيين وجود أداة ترصد أكثر من 7000 من ترددات الراديو في حالات الطوارئ، ويتم ضبطها تلقائيًا في الوقت الفعلي لتُحدث أصواتًا على أرض الواقع عند وقوع حادث كبير. كما توفر المنصة أيضًا "غرف" الواقع الافتراضي التي يمكنك استخدامها بدلًا من مشروع ميتافيرس الذي أطلقه الرئيس التنفيذي لشركة ميتا (Meta مارك زوكربيرج. ولكن يجب عليك دفع الاشتراك النقدي للحصول على العديد من مميزات كاونترسوشيال، إذ إنّ المنصة تعتمد على الاشتراكات المدفوعة.

كوهوست CoHost

إن كوهوست معقدة أكثر من ماستودون، وهي منصة أخرى – لا تزال في المرحلة التجريبية – تميل إلى أن تحل محل تويتر. كوهوست منصة أساسية إذ لا يوجد هناك حدود لعدد الكلمات المستخدمة، كما أن هناك تركيزًا قليلًا للغاية على حالات الإعجاب والمشاركات. ومع ذلك، بإمكان أي شخص الاشتراك في المنصة، ومتابعة منشورات الآخرين وطلب متابعة صفحة شخص آخر، وهذا هو كل شيء فيما يتعلق بهذه المنصة حتى الآن.

تريبيل Tribel

تصف تريبيل نفسها بأنها "بديل لتويتر مبتكر مؤيد للديمقراطية وخالٍ من الكراهية والأخبار الكاذبة". وهي منصة وجد فيها الأميركيون المؤيدون للديمقراطيين وذوو الميول اليسارية إلى حد كبير، من يشبههم في الأفكار. والمنصة مملوكة لاثنين من النشطاء السياسيين الديمقراطيين اللذين يمتلكان أيضًا موقع Occupy Democrats الإخباري.

ومن دواعي سرور الجميع، أن المنصة تحتوي على زر "تعديل"، الذي بإمكانه أن يكون حافزًا للصحفيين للتسجيل على المنصة.

وتسمح تريبيل للمستخدمين باستهداف جمهور محدد لزيادة المشاركة، كما يمكنك تعديل موجز المحتوى عبر متابعة – أو استبعاد – موضوعات (فئات) تشمل كل شيء من الحيوانات الأليفة إلى الأمور الخارقة. إذا شعر الصحفيون بالغضب لفقدانهم علامة التوثيق الزرقاء على تويتر، يمكنهم على تريبيل أن يصبحوا مساهمين في فئة ما ويحصلون على لقب المساهم النجم.

بارلي Parler

إذا تحدثنا عن تريبيل، فمن العدل أن نذكر أيضًا منصة بارلي Parler، التي تصف نفسها بكونها بديلًا للمنصات السائدة وتسمح "بحرية التعبير". سيشتري الشبكة الاجتماعية، والتي أغلب مستخدميها من الأميركيين ذوي الميول اليمينية، "يي Ye"، المعروف سابقًا باسم كاني ويست، والذي حظرته منصتا تويتر وانستجرام بعد نشره رسائل معادية للسامية. وقد وعد ويست بإنشاء "نظام مترابط غير قابل للإلغاء يرحب بجميع الأصوات". وبحسب ما ورد، يوجد على المنصة حوالي 15 مليون مستخدم مسجل، من بينهم العديد من السياسيين المحافظين.

إنّ موقف المنصة من "حرية التعبير" يعني أنها ليست لضعاف القلوب، ففي العام الماضي، أزالها متجرا تطبيقات جوجل وآبل قبل إعادتها فيما بعد، في أعقاب دورها في الأحداث التي أدت إلى اقتحام مبنى الكابيتول الأميركي في 6 يناير/كانون الثاني 2021. وبحسب ما ورد، قامت منصة بارلي منذ ذلك الحين بتحديث سياسات الاعتدال.


تم نشر هذا المقال للمرة الأولى على موقع Journalism.co.uk، ثم أعيد نشره على شبكة الصحفيين الدوليين بعد الحصول على إذن.

الصورة حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش من ألكسندر شاتوف.