أدّى فيروس "كورونا" المتفشي في العالم إلى إلغاء دورة الألعاب الأولمبية التي كانت مقرّرة هذا الصيف، إضافةً إلى تعليق أحداث ومسابقات رياضيّة أخرى، ما شكّل تحديات كبيرة بالنسبة للصحفيين المتخصصين بهذه الأخبار.
وقد علّق إيفجيني زونكو وهو رئيس تحرير МК Sport في حديث لشبكة الصحفيين الدوليين قائلاً إنّ العالم مميز ويحمل دائمًا أحداثًا مفاجئة، لا يتوقعها أحد، مشيرًا إلى أنّ الأحداث الرياضية يتمّ جدولتها قبل وقتٍ طويل وتكون مواعيد إقامتها محدّدة مثل كأس العالم، ودوري أبطال أوروبا والهوكي وغيرها.
وأوضح زونكو أنّه لم يحدث هكذا اضطراب في التاريخ من قبل، حتى عندما قاطعت الولايات المتحدة وأكثر من 60 دولة أخرى الألعاب الأولمبية في عام 1980، وبعد ذلك بأربع سنوات عندما قاطع الاتحاد السوفييتي و13 دولة شيوعية أخرى الألعاب الأولمبية لعام 1984، ولفت إلى أنّ صحفيين رياضيين أميركيين قارنوا الوضع الحالي بتأثير أحداث 11 سبتمبر/أيلول على عالم الرياضة. وأضاف: "توقعنا أن نخسر حوالي 10٪ من القراء، لكن الأخبار حول إلغاء الألعاب الأولمبية ما زالت تساعدنا في الحفاظ على جمهورنا".
ووفقًا لصحيفة "فيدوموستي" الروسية، فقد شهدت قناة "ماتش تي في"، وهي القناة الرياضية الوحيدة المجانية للجمهور في روسيا، انخفاضًا في المشاهدات.
توازيًا، قال الرئيس التنفيذي لـ Tribuna Digital والمؤسس المشارك في Sports.ru دميتري نافوشا إن نسبة المشاهدة تراجعت قليلاً، لكن على الرغم من إلغاء الأحداث الرياضية إلا أنّ اهتمام الناس بالرياضة والرياضيين لا يزال موجودًا، كذلك فهم بحاجة لمتابعة أخبار متنوعة وليس فقط أخبار فيروس "كورونا".
ومع غياب الأحداث التي اعتاد الصحفيون المتخصصون بالرياضة أن يعدّوا تقاريرهم عنها، لا بدّ من الإبداع والتفكير بزوايا جديدة وابتكار أساليب مميزة. وفيما يلي تقدّم شبكة الصحفيين الدوليين أفكارًا لأبرز ما يمكن العمل عليه:
أولاً، تخصيص خانة لـ"كوفيد 19": يمكن للمسؤولين عن المواقع الإلكترونية الرياضية إضافة خانة أو قسم "كوفيد 19" إلى جانب الخانات الأخرى مثل "الهوكي" و"كرة القدم" و"كرة السلة"، وينشر المحررون الصحفيون في هذه الخانة أخبارًا حول إلغاء الألعاب والأحداث والبطولات، وقصصًا حول الرياضيين المصابين بالفيروس، وتغطية الأعمال الخيرية للرياضيين وإجراء مقابلات حول الحجر المنزلي وإعداد تقارير عن الإحصاءات.
ثانيًا، الإستعانة بالتاريخ: على الصحفيين البحث عن أحداث مؤثرة في الماضي، مثل أفضل عشرة أهداف في كرة القدم تم تسجيلها، أو أبرز 15 لحظة في تاريخ كرة السلة. ويمكن إعداد تقارير عن سحب ملف تنظيم مونديال البياتلون على خلفية فضائح المنشطات أو كتابة مقال عمّا حلّ بكرة القدم أثناء تفشي الكوليرا.
التحليل: يمكن إعداد تقارير تحلّل وتقيّم الآثار المالية للفيروس على عالم الرياضة.
إجراء المقابلات: مع التزام الكثير من الرياضيين بالحجر المنزلي، يمكن إجراء مقابلات قصيرة معهم حول تجربتهم الجديدة، أو إعداد مقابلات شاملة ومتعمقة.
تجديد أشكال السرد القصصي: يمكن للصحفيين والمؤسسات الإخبارية التي تعنى بالرياضة تحديث قنوات "يوتيوب" الخاصة لهم، أو الدخول بتجربة بث جديدة، مثل تجربة مؤسسي نادي Spartak لكرة القدم.
متابعة الرياضة المتنوعة في دول مختلفة: يمكن للصحفيين إعداد تقارير عن كرة القدم في بيلاروسيا أو عن الرياضات الإلكترونية، مثل بطولة ألعاب فيديو تضم رياضيين معروفين أو بطولة روسية لكرة السلة عبر الإنترنت.
الترفيه: يمكن تقديم قائمة عن الألعاب والأفلام، ووضع اختبار حول مصطلحات متعلقة بكرة القدم أو الطلب من الرياضيين تقديم اقتراحات الكتب أثناء الحجر الصحي.
وبعد عرض الأفكار السابقة، تجدير الإشارة إلى أنّ محللين يعتبرون أنه من السابق لأوانه تقييم تأثير "كوفيد19" على الصحافة الرياضية في المستقبل، إضافةً إلى صعوبة تحديد إيرادات الإعلانات مع عدم وجود خطط تحريرية واضحة في غرف الأخبار الرياضية.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة Vince Fleming.