يلعب الإعلام الاجتماعي دوراً أساسياً في عملية انتشار المعلومات في العالم العربي، لذا فإن تدريب الصحفيين في المنطقة العربية أصبح ذات أهمية أكثر من قبل.
قبل بداية الثورات العربية بسنوات أدركت الصحفية الأميركية جيسيكا دهيري أهمية الإعلام الاجتماعي الذي يجب على الصحفيين التعامل معه كأولوية. بعد انتقالها إلى لبنان بوقتٍ قصير بغية تأدية مهمّة صحفية، استقرت دهيري في بيروت وأنشأت مؤسسة التدريب "تبادل الإعلام الاجتماعي - SMEX" مع زوجها محمد نجم.
منذ عام 2007 درّبت المؤسسسة الصحفيين ومؤسسات المجتمع الأهلي حول كيفية استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية بطريقة فعّالة. كان "شو قصتِك؟" من المشاريع الأخيرة التي عملت عليها المؤسسة لتعليم النساء من كافة المناطق اللبنانية على إيصال صوتهن وقصتهن عبر وسائل الإعلام الاجتماعية.
تحدثت دهيري مع شبكة الصحفيين الدوليين عن مشاركة المستخدم، وأهمية التحقق من المعلومات قبل النشر والمشاركة، بالإضافة إلى مشاريع مبتكرة في الإعلام الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
شبكة الصحفيين الدوليين: ما هي النصائح التي يمكن أن تقدّميها لمدراء الإعلام الاجتماعي في العالم العربي؟
جيسيكا دهيري:
1- قم بمحاولة صادقة من أجل التحقّق من المعلومات التي تصلك حتى إن كانت من مصدر موثوق به. لا تجعل بحثك على شبكة الإنترنت أو على ويكيبيديا يهدّد من مصداقيتك. كذلك لا تعيد تغريد إحدى الروابط التي لم تطّلع على فحواها. عندما نشارك المعلومات السيئة أو الخاطئة دون الاطلاع عليها فنحن نشارك المصدر الأساسي في تحمّل مسؤولية تبعات هذه المعلومات الخاطئة.
2- تعلّم الإصغاء. في العالم الإلكتروني يتجلّى الإصغاء في متابعة المستخدمين إن كان من خلال تسجيل حسابك لتتلقى تنبيهات عن التحديثات الجارية أو متابعة المستخدِمين على تويتر. تابع المستخدِمين ذوي "الأصوات العالية" أو "الأصوات الخافتة" لكي تطلع على مختلف وجهات النظر حتى إن لم تتفق معها. وذلك يعني عصفاً ذهنياً للكلمات المفتاحية التي تتعلّق بالمواضيع التي تقوم بتغطيتها، وتأسيس تنبيهات إخبارية لها، وخلق روتين للتحقق منها يوميًا. وهذا يعني الإصغاء والاعتراف لما يقوله قراؤك عن عملك والاعتراف بمساهماتهم.
3- استخدم الإعلام الاجتماعي في تعزيز وتقوية هوية مؤسستك. يجب أن تساند حساباتك الإلكترونية على وسائل الإعلام الاجتماعية صحيفتك أو البرامج التلفزيونية التي تعمل عليها، لا أن تنافسها أبداً. استخدم وسائل الإعلام الاجتماعية في نشر الروابط واستقطاب القرّاء والمستخدمين إلى موقعك. كذلك يجب أن تحرص على خلق مساحة للتفاعل ولعرض المواد الإعلامية الجيّدة التي لا يمكن إيجادها في الصحيفة أو التلفزيون. يجب على كل وسيلة إلكترونية أو قناة - مثل تويتر، أو يوتيوب، أو صفحة الفيسبوك، أو المدوّنة أو غيرهم- والمذكورة في استراتيجية البث أو النشر أن تمتلك مهمّة محدّدة تتماشى مع المحتوى العام الذي تنشره الوسيلة الإعلامية، بالإضافة إلى انسجام هذه القنوات مع أهداف المشاركة.
شبكة الصحفيين الدوليين: هل تعتقدين أن هناك بعض الوسائل الإعلامية في العالم العربي تستخدم وسائل الإعلام الاجتماعية بشكل أفضل من غيرها؟
دهيري: بشكلٍ عام إن وسائل الإعلام العربية تتقدم تدريجياً في كيفية استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية، إلاّ أن هذا التطوّر يحدث بشكلٍ بطيء، فإنه ليس من السهل كسر عقلية البث القديمة. وليس بالمفاجىء أن تكون الجزيرة من الأمثلة الواضحة على ذلك، وأقصد بذلك قناتا الجزيرة العربية والإنجليزية. لقد أسست شبكة الجزيرة قسم الإعلام الجديد منذ سنوات ولم تحدّ ابتكاراتها بـ فيسبوك وتويتر فقط، بل تعّدت ذلك من خلال تجربتها مع التطبيقات الاجتماعية كرخصة المشاع الإبداعي، والتعهيد الجماعي، وأدوات التغطية الإعلامية عبر الهاتف المحمول مثل ستريم أو The Stream الذي خُصّص لالتقاط ومعرفة وجهات النظر عبر وسائل الإعلام الاجتماعية.
شبكة الصحفيين الدوليين: كيف تقيّمين مستوى الابتكار في الصحافة واستخدام التكنولوجيا في العالم العربي؟
دهيري: أعتقد أن هناك قدرة كبيرة على الابتكار، وأعتقد أن بعضها قد بدأ بالظهور في مجال المبادرات الإخبارية مثل نهار نات أو Naharnet.com (لا علاقة له بجريدة النهار اللبنانية). يقوم نهار نات باستخدام التكنولوجيا بطرقٍ مثيرة للاهتمام بهدف نشر عدد أكبر من الأخبار الآلية أو التلقائية وبموضوعية ظاهرة للأسواق العربية واللبنانية بشكلٍ خاص.
انقر هنا لتتبع مؤسسة الإعلام الاجتماعي على تويتر، وهنا لإبداء إعجابك بالمؤسسة على فيسبوك.
الصورة: محمد نجم