مبادرتان إعلاميتان بقيادة اللاجئين لسرد رواياتهم

بواسطة Annie Philip
Apr 20, 2023 في التنوع والإدماج
مراسلة "صوت بالونج" تُجري مقابلة

عندما اندلع حريق هائل في مخيم للاجئي الروهينجا في كوكس بازار في بنجلاديش، في أوائل شهر مارس/آذار، لم تضطر إذاعة "صوت بالونج" Voice of Palong، إلى إرسال فريق عمل من مكان بعيد؛ لأن فريقها القاطن بالفعل خارج مخيم كوتوبالونغ للاجئين، قدم تغطية صحفية عن الكارثة من مكان الواقعة وشارك صوره مع القنوات الإخبارية البنجلاديشية.

ويُعد البرنامج الإذاعي المحلي الأسبوعي، الذي يُذاع مما يُعد أكبر مخيم للاجئين في العالم والذي يضم نحو مليون شخص، إنتاجًا مشتركًا بلغة الروهينجا من قبل لاجئي الروهينجا والمجتمع البنجلاديشي المضيف، وبدعم من أكاديمية دويتشه فيله، و"القوة الشابة في العمل الاجتماعي".

وهناك أيضًا البرنامج الإذاعي "أواز إي دوستي" Awaz-e-Dosti، الذي يبثه اللاجئون الأفغان في باكستان، وهو أيضًا مبادرة مشتركة بين اللاجئين والمجتمع المضيف. ويتم إنتاج البرنامج باللغات الفارسية والباشتو والدارية، ووجد جمهورًا في أفغانستان وباكستان وغيرهما من الأماكن، وذلك وفقًا لفخيرة نجيب، المديرة الفنية في مؤسسة Power99، التي ساعدت في إطلاق البرنامج بالتعاون مع أكاديمية دويتشه فيله.

وتختلف هاتان المبادرتان الإعلاميتان عن وسائل الإعلام التقليدية، وتعملان على تمكين مجتمعات اللاجئين من التحكم في رواياتهم لقصصهم.

أن يسرد المرء قصته

وأطلقت مؤسسة Power99 وأكاديمية دويتشه فيله، برنامج "أواز إي دوستي"، بعد إجراء دراسة داخلية وجدت أن وسائل الإعلام الباكستانية تفتقر إلى تغطية شؤون اللاجئين الأفغان.

وقالت نجيب: "ربما يكمن السبب وراء ذلك في الصعوبات التي تواجهها وسائل الإعلام السائدة في الوصول إلى المخيمات إذ يحتاج الصحفيون إلى موافقات للعمل في مخيمات اللاجئين"، مضيفة: "حددنا الأشخاص المهتمين بالإذاعة وتمكنا من فهم الأفضل لتحديد المصادر ورواية قصصهم. وتساعد البرامج في إخراج الأخبار من المخيمات إلى العالم الخارجي".

واتفق أحد مذيعي برنامج "أواز إي دوستي"، بلال دانش، مع نجيب، قائلًا: "أريد أن أخدم مجتمعي من خلال الصحافة".

ويبلغ دانش من العمر 25 سنة، وهو لاجئ أفغاني انتقلت أسرته إلى باكستان قبل جيلين أثناء الغزو السوفيتي لأفغانستانوألهمت إحدى قصصه عن مريض بالسرطان في مخيم هاريبور للاجئين، الناس لعرض مساعداتهم. كما قدم دانش أيضًا تغطيات عن اللاجئين الأفغان، والنزوح المناخي، وهي التغطيات التي يأمل دانش أن تنشرها وسائل الإعلام الأفغانية الأكبر مثل TOLOnews، وPajhwok Afghan News.

أما مراسلة "صوت بالونج" المحلية، ميزانا بيجوم، فهي لاجئة من الروهينجا تبلغ من العمر 18 سنة، وكانت قد فرت من ميانمار مع أسرتها في عام 2017 بعد الحملة العسكرية ضد الروهينجا. وبيجوم فخورة للغاية بتغطيتها للمشروعات التجارية التي يقودها اللاجئون، والتي تقول إنها شجعت جارها الشاب على البدء في عمله التجاري ليعيل نفسه. كما تمكنت أيضًا من تغطية حريق كوكس بازار، مسهبة في سرد قصص المتضررين من الكارثة.

وأوضح مدير مشروع "صوت بالونج" في القوة الشابة في العمل الاجتماعي، شهاب جيشان: "ما يميزنا أن صوت بالونج مخصص للمجتمع ومقدم بواسطته ومنه"، مضيفًا: "يخدم البرنامج الإذاعي مجتمع الروهينجا والمجتمع البنجلاديشي المضيف. وهذا هو محور التركيز".

 

Reporting carried out by Voice of Palong.
مصدر الصورة: صوت بالونج.

التغطية البناءة

ويعطي برنامجا "صوت بالونج" و"أواز إي دوستي"، أولوية للصحافة البناءة القائمة على الحلول، وقال جيشان: "تبني قصصنا جسورًا بين المجتمع المضيف ومجتمع اللاجئين، ويحاول عملنا تقليل احتمالية اندلاع الصراع". وأضاف: "قدمنا قصة عن الحب المشترك لكرة القدم أثناء كأس العالم، كما أدت قصة قدمناها عن أزمة المياه في المخيم إلى تقدم المنظمات غير الحكومية بالحلول".

كما قدم المراسل المحلي في "صوت بالونج"، جاهد حسين، تغطية عن Myanmar Curriculum Pilot، وهو برنامج تعليمي يستند إلى المناهج الوطنية للبلاد. وحسين لاجئ من الروهينجا، ويبلغ 22 سنة، وتدرب كحافظ للقرآن قبل أن يفر من ميانمار في 2017، ويعمل الآن في الإذاعة في مخيم اللاجئين.

وبالمثل، ألهم تقرير قدمه "أواز إي دوستي" عن قلة عدد الفصول للطلاب الأكبر سنًا في المدرسة المحلية، المجتمع لتجديد غرفة قديمة وإحضار مدرس حتى يتمكن الطلاب اللاجئون الأفغان – وخاصة الفتيات – من استكمال تعليمهم. وقالت نجيب: "نركز على قصص الأمل والصمود والتماسك الاجتماعي وليس على خلق الإثارة".

 

Bilal Danish of Awaz-e-Dosti
بلال دانش من "أواز إي دوستي". مصدر الصورة: "أواز إي دوستي".

بناء القدرات

كما ساعد برنامجا "صوت بالونج" و"أواز إي دوستي" مراسليهما على بناء مهارات مهنية مهمة، وقال حسين: "قبل انضمامي إلى صوت بالونج كان لدي وجهة نظر سلبية عن التليفزيون والإذاعة، كوني قدمت من خلفية محافظة، ولكن بعد العمل هنا يمكنني أن أرى كيف يمكن أن تنقذ المعلومات الصحيحة الأرواح كما هو الحال فيما يتعلق بالتقارير عن التطعيم. لقد غيرت حياتي".

ومن جانبه، أعرب دانش عن سعادته بتلقيه تدريبًا، بما في ذلك تدريب في تحرير مقاطع الصوت والفيديو، مشيرًا إلى أنه تعلم أيضًا كيفية دمج الصحافة البناءة في تغطياته الصحفية.

كما تطورت بيجوم مهنيًا خلال الشهور التي قضتها في "صوت بالونج"، موضحة: "كنت خجولة، ولكن تعلمت الآن أشياء جديدة، مثل إجراء المقابلات ومقابلات vox pops، وغيرها". وأضافت: "لقد أصقل مهارات التواصل عندي، كما تعلمت أيضًا كيفية التعامل مع وصمة العار الاجتماعية حول عمل النساء خارج منازلهن في مجتمع الروهينجا".

تحديات الاستدامة

ومع "أواز إي دوستي"، أرادت مؤسسة Power99، إنشاء مركز إعلامي لمساعدة المراسلين على أن يصبحوا مصادر موثوقة للمعلومات للمؤسسات الإعلامية المحلية والدولية التي ترغب في تقديم تغطيات من مخيمات اللاجئين.

وعلى الرغم من ذلك، لا يُعد مجرد تدريب اللاجئين على أن يصبحوا صحفيين أمرًا كافيًا، فهم في حاجة إلى طرق ليكونوا قادرين على دعم أنفسهم والحفاظ على أعمالهم.

وأوضحت نجيب أنّه لا يُسمح لطاقم العمل المكون من اللاجئين العمل في باكستان كموظفين بدوام كامل جرّاء وضعهم كلاجئين، وبإمكانهم فقط أن يكونوا متطوعين، بينما يفتقر اللاجئون الروهينجا إلى الوضع القانوني في بنجلاديش، مما يمنعهم من العمل أيضًا ويضع قيودًا على الحركة والحصول على التعليم والرعاية الصحية. وفي النهاية، ستحتاج وسائل الإعلام التي يقودها اللاجئون إلى مواجهة هذه التحديات للمضي قدمًا.


مصدر الصورة الرئيسية: صوت بالونج.