"تكلّم كي أراك".. فأنت لست مضطرًا بعد الآن لكتابة أو مشاركة تقارير مرئيّة للوصول إلى جمهور كبير على مواقع التواصل الإجتماعي، إذ يمكنك أن تتكلم فقط باستخدام تطبيق "كلوب هاوس"، الذي يمكن لمستخدمي هواتف "آيفون" دخوله والمشاركة في الدردشة بعد تلقيهم دعوات من أعضاء سبق ودخلوا إليه، ثمّ التفاعل بعد الدخول بمحادثات تهمّهم. لكنّ محدودية الدعوات دفعت بعض الأعضاء لبيع الدعوات التي يملكونها مقابل آلاف الدولارات على مواقع مثل eBay.
وعندما يفتح المستخدمون التطبيق، يمكنهم التنقّل بين غرف مختلفة، يُشارك فيها أعضاء نشطون في "كلوب هاوس" ويتحاورون حول مواضيع متنوّعة. إذا أراد أي شخص المشاركة بالمحادثة، يمكنه الضغط على علامة ليرفع يده، ويمكنه أيضًا ترك الحوار بهدوء في أي وقت.
وبرز "كلوب هاوس" في الآونة الأخيرة في مقدّمة التطبيقات الصوتيّة، مع أنّ "تويتر" كان قد أطلق ميزة المساحات Spaces الصوتيّة، وتعمل شركة "فيسبوك" على إنشاء تطبيق دردشة مماثل.
والجدير ذكره أنّ التطبيق أُطلق في شهر آذار/مارس2020 ، وأثار ضجة كبيرة، وذلك بعدما بدأ كمجموعة خاصة بموظفي "وادي سيليكون"، قبل أن يبدأ بالتوسّع ليضم بعض المشاهير مثل صاحب شركة "تسلا" للسيارات الكهربائية إيلون مسك، ومؤسس فيسبوك مارك زوكربيرج. وتشير إحصاءات "أبتوبيا" إلى أنّه تم تنزيل التطبيق أكثر من ثلاثة ملايين مرة منذ بداية العام.
إقرأوا أيضًا: إرشادات لإطلاق غرفة أخبار خاصة على "تيك توك"
في هذا السياق، علّق الإستشاري المتخصص بوسائل التواصل الإجتماعي والمدير السابق في thenextweb.com، مات نافارا على استخدام هذا التطبيق والإهتمام به على نطاق واسع قائلًا: "إنّ الإهتمام بتطبيق الدردشة يزيد بالتوازي مع الإغلاق العام وتعزيز ثقافة العمل من المنزل وبالتالي طلب محتوى جديد".
ومع بروز هذا التطبيق، بدأت وسائل الإعلام بمراقبته ومتابعة تطوّراته عن كثب، وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، أنشأت Barstool Sports حسابًا في "كلوب هاوس"، وتعمل شركة Battenhall للتواصل والعلاقات العامة على تعيين مسؤول تنفيذي في حسابها بالتطبيق.
ولفت نافارا إلى أنّ التطبيق يعتبر أداة جيدة للصحفيين، سواء لجمع القصص أو إعداد التقارير. وإذا استطاع الصحفي تأمين دعوة، يقترح عليه التطبيق عددًا من الغرف ليُشارك فيها، وهنا يقول نافارا: "لا بدّ من التعرّف على كيفية استخدام الناس للتطبيقات والآداب التي يعتمدها المستخدمون عند المشاركة في الدردشات الصوتية".
ومن أجل الإنطلاق في رحلة الدردشة الصوتية، قدّم نافارا عبر شبكة الصحفيين الدوليين عددًا من الطرق التي يمكن أن يستعين بها الصحفيون في "كلوب هاوس"، من أجل إعداد تقارير مميزة:
أولًا، التعمق في الموضوع وتحديد المصادر: يُمكن الإستعانة بتطبيق "كلوب هاوس"، عبر إنشاء غرف ليناقش فيه الصحفيون موضوعًا يريدون إعداد تقرير عنه، وبالتالي يدعون خبراء أو أشخاصًا متأثرين بالموضوع، ويمكن أن يبحث الصحفيون وينضموا إلى غرف قد أطلق فيها المشاركون حول حوادث أو موضوعات محددة تتعلق بتقاريرهم.
وبدلاً من استخدام التطبيق للبحث عن أشخاص ومصادر ومواضيع، يمكن أن يستضيف الصحفيون مراسلين آخرين أو أشخاصًا مستعدين للحوار والتحدث، من أجل الترويج لقصص أعدوها.
ثانيًا، التعرف على آراء الجمهور بموضوع وإعداد دراسات الحالة: أحيانًا يكتب الصحفي تغريدة أو يضيف سطرًا في قصة ويطلب من الأشخاص مشاركة تجاربهم الخاصة بما يتعلّق بموضوع ما. وفي "كلوب هاوس"، يمكن أن يقوم الصحفي بالأمر نفسه، من خلال إنشاء غرفة دردشة صوتية لمناقشة موضوع بالتفصيل. لكن يجدر الإنتباه إلى أنّه لا ينبغي أن يحل هذا الحوار في التطبيق مكان المكالمات الخاصة، لا سيما إذا كان الموضوع المطروح حساسًا، ولكن يمكن الإستعانة بغرفة في "كلوب هاوس" من أجل تحديد حالات لمتابعتها واكتشاف اهتمامات الجمهور.
ثالثًا، متابعة حصرية للقصص الشعبية: يمكن أن يعدّ الصحفي أو الناشر جلسات متابعة لمواضيع معيّنة ودعوة القراء والخبراء والشخصيات العامة المطلعة على قصة ما، للانضمام والمشاركة بالنقاشات، ما يضفي أهمية على المحتوى. وبحال كان هدف الصحفي أن يجني أرباحًا، يمكنه جعل الإنضمام إلى الجلسة بمثابة اشتراك.
رابعًا، عند دعوة الأشخاص للمشاركة بحوار في جلسة ستقام في "كلوب هاوس"، يمكن أن تُرفق بملاحظة أنّ المراسل سيقوم بتدوين ملاحظات في الجلسة من أجل إعداد التقارير.
وعلى الرغم من مزايا التطبيق، إلا أنّ المستخدمين يواجهون بعض العثرات، على سبيل المثال كشفت الصحفية المتخصصة بالشؤون التكنولوجية في صحيفة "نيويورك تايمز"، تيلور لورينز عن تعرضها لاعتداء لفظي في التطبيق. وفي منشور لها، دعت المستخدمين إلى مراسلتها بحال شهدوا أي نوع من المضايقات أو المعلومات المضللة أو العمليات الإحتيالية خلال استخدامهم التطبيق.
إقرأوا أيضًا: مكافحة التضليل والأخبار المزيّفة.. تحدّ مستمر في 2020
عن هذا الأمر، أوضح نافارا أنّه يصعب الآن إدارة المضايقات ومنعها نظرًا لمحدودية الأدوات والميزات المتاحة في "كلوب هاوس" حاليًا.
وإضافة إلى المضايقات، يشكّل انتشار المعلومات المضللة على التطبيق واحتمال عدم اكتشافها مصدر قلق آخر للصحفيين. وعن هذا الأمر، كتبت المسؤولة في شبكة تقصي الحقائق الدولية كريستينا تارداغويلا، في مقال نشره "بوينتر" أنّ تصميم "كلوب هاوس" الحالي يجعل من الصعب على الصحفيين أن يدققوا بالأخبار ويتقصوا الحقائق، إذ لا تتوفّر ميزة الآن لحفظ المنشورات القديمة أو الملفات الصوتية والمحادثات والمستخدمين. ورأت تارداغويلا أنّ "الإفتقار لهذه الميزات يؤدّي إلى ظهور حواجز أمام المدققي بالحقائق".
ناتاشا تاينز هي مؤسسة مجموعة سباربان الإعلامية وخبيرة في التواصل وتتمتع بخبرة لأكثر من عشرين عامًا في مجال التواصل الرقمي. نُشرت أعمالها في واشنطن بوست، مجلة إيل، مجلة "نيتشر"، هافينجتون بوست، مجلة إسكواير، الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة إرين كوان.