وسط التغييرات الهائلة في مجال وسائل الإعلام، وبشكل أسرع أحيانا مما يمكننا نقله عبر تويتر، أو تمبلر، يبدو السؤال المطروح حول كيفية تهيؤ الصحفيين للمستقبل الذي ينتظرهم من الصعب الإجابة عليه.
قامت شبكة الصحفيين الدوليين بإجراء حديث مقتضب مع ماجدة أبو فاضل، مديرة برنامج التدريب الصحفي في الجامعة الأميركية في بيروت، وسألتها عن نصائح حول التدريب في المستقبل.
أبو فاضل، صحفية متمرسة بالصحافة التقليدية والجديدة. عملت مع العديد من المنظمات الإخبارية الدولية، بما في ذلك وكالة الصحافة الفرنسية ووكالة UPI يونايتد برس انترناشنول. وهي مديرة برنامج التدريب الصحفي في الجامعة الأمريكية في بيروت، وتقوم بتنظيم ورش عمل تدريبية في ثلاث لغات.
احتضنت أبو فاضل أيضا وسائل الإعلام الجديدة،وتحديداً التدوين للـهافينغتون بوست منذ العام 2007، وهي تقوم بالتقاط الصور والفيديو لمواضيعها بنفسها. تشجع أبو فاضل كل الصحفيين على مواكبة التغير في المشهد الإعلامي، وهي من المتسائلين اليوم عن مدى جدوى الالتحاق بالجامعة لدراسة الصحافة.
شبكة الصحفيين الدوليين : ما الذي يجذبك الى التدوين وانت التي عملت لسنوات طويلة كمراسلة تقليدية؟
ماجدة أبو فاضل : لقد استمتعت بعملي كصحفية، كمحررة وكمراسلة أجنبية مع مختلف المنظمات الدولية، ولكن العمل في المدونات أمتع بكثير. فما اكتبه لا يتمّ قصه، أو اعادة تحريره. انها بيئة حرّة. وبما انني قد تدربت كصحفية، لا زلت اهتم كثيراً بالدقة، وتوفير المصادر والإنصاف والتوازن في مواضيعي. القواعد هي نفسها ولكن الوسائل اختلفت.
شبكة الصحفيين الدوليين : ما رأيك بتحول الصحفيين المهنيين إلى وسائل الإعلام الجديدة؟ كيف تعتقدين أن بإمكانهم أن يحصلوا على مردود مادي؟
ماجدة أبو فاضل : لا اتقاضى أجراً من الهافينغتون بوست ولا أبالي، لأنه لدي وظيفة ثابتة. أمارس التدوين كهواية. يمكنني أن أنشىء مدونة خاصة، أو موقعاً، والعمل على ايجاد موارد له، لكن ذلك يحتاج الى المزيد من الوقت والجهد مما لدي في الوقت الحالي. أما بالنسبة للصحفيين المحترفين الذي يتحولون الى التدوين، فإن ذلك أساسي. هناك المزيد من الانفتاح على الآخرين والوصول اليهم. أؤمن أيضا بالصحافة ذات المصادر المفتوحة.
شبكة الصحفيين الدوليين : لقد حضرت مؤخرا منتدى الإعلام العربي وكنت عضوة في لجان الحكم، ما كانت حصيلة هذا المؤتمر بالنسبة اليك؟
ماجدة أبو فاضل : إن منتدى الإعلام العربي هو مكان عظيم للقاء الأصدقاء القدامى، واجتماع الناس، لإقامة شبكة علاقات والتعرف على أحدث ألاتجاهات في وسائل الاعلام في المنطقة العربية.
ركز منتدى هذا العام على التغييرات التي تجتاح العالم العربي، لا سيما الثورات التي جرت وتجري، لذلك كانت المواضيع ذات صلة بما يجري، وقد اتاح المنتدى فرصة الاطلاع على كيفية تعامل وسائل الاعلام مع تغطية هذه الأحداث. وسلط الضوء أيضاً على الصعوبات التي تواجهها وسائل الاعلام في المناطق الخطرة العديمة الاستقرار. ونأمل، أن نكون قد تعلمنا دروسا حول كيفية أن نصبح صحفيين واعلاميين، وكيف نتواصل بشكل أفضل.
شبكة الصحفيين الدوليين : هل وسائل الإعلام الجديدة تشكل تهديدا للصحافة المحترفة؟
ماجدة أبو فاضل : لا، لا اعتقد ان وسائل الاعلام الاجتماعية وصحافة المواطن هي تهديدات، إذا قام الصحفيون بإعتمادها بشكل كامل، وأصبحوا صحفيين ومحررين للوسائط الاعلامية المتعددة للصحفيين. علينا أن نتعامل مع القرن 21. ما تعلمته في الكلية بات قديماً [وتمّ تجاوزه]. الأخلاقيات هي عينها، ولكن مع تغيرات في اساليب إيصال الأخبار، يمكن القول أن السياق مختلف. لذلك علينا التكيّف.
شبكة الصحفيين الدوليين : هل يستحق الأمر الالتحاق بكلية للصحافة؟
ماجدة أبو فاضل : أنا لا أعرف ما اذا كان الأمر يستحق كل الأموال التي تنفق للإلتحاق بكليات الصحافة اليوم، منذ أن تغيّر المشهد بسرعة ونحن في سباق مع الزمن مع كل هذه التكنولوجيا الجديدة، لكن بالتأكيد يستحق الأمر أن نستثمر في الحصول على شهادة جامعية، لأن معظم أرباب العمل لا زالوا يطلبوها.
ومن المهم أيضا الاستثمار في التدريب المنتظم لمواكبة التطورات. أما عن فرص العمل، فعلى خريجي الجامعات، أن يكونوا مرنين ويتعلموا كيفية إعادة استخدام الادوات، تبعا لاحتياجات السوق. لقد تغيرت الأولويات، لذلك على المرء أن يجاري وجهة سير الامور.