لماذا تحتاج الشركات الإخبارية الناشئة لمحرري المواقع

بواسطة Christopher Guess
Oct 30, 2018 في الصحافة الرقمية

لقد حدث صعود لمؤسسات الأخبار على مدى السنوات العشر الماضية. وقد أدى ظهور النشر الرقمي لصعود مؤسسات ناشئة تقوم بتغطية كل شيء من الأخبار العامة إلى أصغر الموضوعات المتفردة التي يمكنك تخيلها. لسنوات حاولت هذه المؤسسات الجديدة اتباع نفس نموذج أخواتهم الكبار ونجح ذلك، في بعض الأحيان. أمّا في أحيان أخرى تطغى قيود الميزانية، والنزعة العملية المجردة التي تفتقر للخبرة، بما يضعف القرارات الهيكلية والتجارية الهامة.

يعد تجاهل الدور شديد الأهمية لمدير تحرير الموقع هو الخطأ الأكبر والأكثر تكراراً الذي أرى هذه المجموعات الجديدة ترتكبه. في المطبوعات الورقية، فكرة عدم وجود مصمم للصفحة وسكرتير تحرير، من شأنها أن تترك رئيس التحرير منهاراً من الإرهاق. فالدور الذي يجب القيام به من أجل أن تظهر كل نسخة في نفس الشكل، وأن يكون كل عنوان بغض النظر عن أهميته في نفس الحجم والعرض والمسافات بين الحروف، كما في اليوم أو الأسبوع أو الشهر السابق، هو أمر في منتهى السخافة.

وعلى الرغم من هذا فبالنسبة للمنافذ الرقمية الجديدة يبدو أن هذا هو الحال حصراً.

يبدو أن المنهجية السائدة في كل شركة إخبارية ناشئة تقريباً هي "وضع النموذج ونسيانه". كل ساعة، وكل يوم، وكل شهر، وكل قصة عاجلة تبدو بالضبط شبيهة لبعضها البعض. سواء كانت متابعة الموقع من خلال الكومبيوتر المكتبي أو المحمول، فالقصص لا تتحرك، العنوان المكون من ثلاثة أعمدة هو دائماً عنوان من ثلاثة أعمدة حتى لو تم انتخاب رؤساء أو انفجرت الأشياء حرفياً.

مؤسسات الأنباء الناشئة، عادةً ما تدير شؤونها بطريقة غير محترفة، بدافع الضرورة. بدء مؤسسة إخبارية يتطلب ثبات، ومثابرة وعادة رئيس تحرير يعتقد أنهم قادرون على فعل كل شيء، وهو أمر جيد لأنهم في العادة يضطرون لذلك. عندما تبدأ الخدمة في اجتذاب متابعين أكثر، ويبدأون في التوظيف، تكون فكرة أنهم يعملون على الإنترنت هي مجرد شيء قد "حدث". فرئيس التحرير المعروف بسبب كتاباته أو كتاباتها، يوظف المزيد من الكتّاب وتصبح دورة تكرر نفسها. فمصممي الصفحات الجيدين لا يبدأون عادة في عمل مراكز تحقيق.

لا يمكن التمييز تقريباً بين تصميم المواقع الإخبارية وهذا أمر يجب أن يتغير. إذا قلنا مثلاً إن مسلحين ذبحوا بوحشية مئات من الأشخاص في عاصمة كبيرة، فمعظم المواقع لا تملك حتى القدرات التقنية لتغيير نموذج شكلها بسرعة. وهم في معظم الأحيان لا يوظفون شخص مهمّته هي أخذ القرارات المتعلّقة بمتى يتم تغيير أو تعديل تصميم الموقع.

عندما تقوم المؤسسات الإعلامية الجديدة بالتوظيف للمرة الأولى، وتبدأ في تجاوز الضجة الأولى، يجب عليهم تجاوز قالب وورد برس الأولي أيضاً. إذا كنت تبدأ في مجلة جديدة، فثالث الأشخاص الذين ستوظفهم سيكون مصمم صفحات. إذا كان المنتج الخاص بك هو موقع إلكتروني، ينبغي أن يكون مدير تحرير الموقع في نفس المرتبة.

يجب أن يكون لدى مؤسسات الأنباء شخص تخصصه لإتمام هذه المهام، والأهم من ذلك وظيفته، هي اتخاذ القرارات على أساس يومي حول الكيفية التي ينظر بها للموقع الإلكتروني. في المطبوعات وجدت هذه الوظيفة على الأقل منذ أواخر 1800ـ  وإذا أضفنا لوظيفة محرر الأخبار المتغيّر الرقمي، فهذه وسيلة مؤكدة للمعرفة من أن شيئاً لن ينجز أبداً. محررو الأخبار مشغولون بشدة وهم أكثر قلقاً بشأن المقتبسات والدقة من قلقهم على شكل وتصميم الأعمدة، وهم على حق في ذلك. هذا لا يعني أن المحررين ليست لديهم القدرة على اتخاذ هذا القرار؛ ولكن أنه لا يحب أن تكون وظيفتهم هي التفكير في أشياء مثيلة. ويعتبر عدم وجود محرر للصفحة بمثابة الانتحار في مطبوعة ورقية، وعدم وجود مدير تحرير للموقع ليس مختلفاً في حالة النشر الرقمي.

بالطبع فمدير تحرير الموقع يفعل ما هو أكثر من مجرد تحديد حجم العمود، ففي نهاية المطاف الشخص الذي يقوم بهذا الدور هو محرر كما ينبغي أن يكون المحرر. يقوم هو أو هي بتعديل القصص لتكون مناسبة للمنصات المختلفة عن طريق إعادة كتابة الوصف، وينفقون وقتاً طويلاً في التفكير في العناوين الخاصة للمنصات. هم يقررون متى يرسلون إخطارات للقراء على هواتفهم المحمولة. هم يقومون كذلك بعرض الروابط والقصص من الأرشيف، ويضعون المحتوى ذي الصلة معاً بطريقة تجعل الإنترنت أفضل بكثير من الطباعة. هم يسعون لكي يكون الموقع متغيراً وحديثاً ويشرك القراء، كما يحرصون أن يرى العاملون بالموقع كيف أن عملهم لن يكون مستتراً وغير ظاهر.

بعض من المؤسسات الكبيرة تقوم بهذا بشكل جيد على وجه الخصوص. نيويورك تايمز لديها عدد من الأشخاص مهمتهم الوحيدة هي تحديد ما الذي يذهب أين على موقعهم المتغير دائماً وتطبيقات المحمول الخاصة بهم. يقوم المحررون كذلك بإعادة كتابة وإضافة تعليقات قصيرة على الخبر الأساسي في اليوم، (خاصة تطبيق صحيفة نيويورك تايمز المذهل إن واي تي ناو). وأنا أعرف من التجربة الشخصية، أن هذا يشجع الناس على قراءة القصص فعلاً، وكثيرا ما يربط قصص أخرى ببعضها لتشكيل تجربة أكثر تماسكاً. ويعد تطبيق الأخبار على المحمول الخاص بـ"باز فيد"، أيضاً مثالاً ممتازاً على هذا المحتوى ذو الطابع الشخصي الذي يتم تحريره من قبل أشخاص وليس إلكترونياً.

لا يعني هذا القول إنك في حاجة إلى نفس عدد العاملين أو الموارد المالية مثل المطبوعات الكبرى لتحقيق نتائج ممتازة. فبالنسبة لمعظم المطبوعات الصغيرة يمكن لشخص واحد (ربما موظف احتياطي لبعض الوقت يعمل في الإجازة الأسبوعية والإجازات الأخرى) تولي هذا العبء بسهولة. هكذا كان يتم الأمر لسنوات طويلة في المطبوعات الورقية، ويمكن (ويجب) القيام به في المؤسسات الرقمية كذلك.

تحمل الصورة رخصة المشاع الإبداعي، بواسطة توم جاميت.