لا تبالغ باللغة: فقط أطلق عليه تغير المناخ

بواسطة Wändi Bruine de Bruin and Gale Sinatra
Aug 22, 2024 في تغطية قضايا البيئة
شجر وماء كما يبدو من أعلى

ربما سمعت عبارات مثل "أزمة المناخ" أو "حالة الطوارئ المناخية" أو "العدالة المناخية" في كثير من الأحيان في الآونة الأخيرة إذ يحاول الناس شرح المخاطر المُلِحّة وعواقب تغير المناخ. إنّ الخطر حقيقي، ولكن هل استخدام هذه اللغة مقنع حقًا؟ 

لقد اتضح أنّ الأميركيين قلقين بشأن تغير المناخ والاحتباس الحراري أكثر من أزمة المناخ أو حالة الطوارئ المناخية أو العدالة المناخية، وفقًا لاستطلاع رأي حديث أجريناه مع عينة تمثيلية على المستوى الوطني مكونة من 5,137 أميركيًا.

وعلاوة على ذلك، لم نجد أي أدلة على أنّ المصطلحات البديلة زادت من شعور الناس بالإلحاح، أو استعدادهم لدعم السياسات الصديقة للمناخ، أو استعدادهم لاتخاذ إجراءات.

وكانت المصطلحات المألوفة - تغير المناخ والاحتباس الحراري - فعالة بنفس القدر على الأقل - وأحيانًا أكثر فعالية من مصطلحات أزمة المناخ وحالة الطوارئ المناخية في إثارة القلق والاستعداد لاتخاذ إجراءات. بينما كان مصطلح العدالة المناخية يميل باستمرار إلى تحقيق نتائج أسوأ، وربما يرجع ذلك جزئيًا إلى أنّه كان المصطلح الأقل شيوعًا. وكانت الردود متشابهة بين الجمهوريين والديمقراطيين والمستقلين.

تبسيط الأمر

في عملنا كباحثين، استكشفنا كيف يستجيب الأميركيون إلى الطرق التي تعرض من خلالها أزمة تغير المناخ، واكتشفنا الحاجة إلى استخدام لغة مباشرة.

فعلى سبيل المثال، شعر الأشخاص الذين أجرينا مقابلات معهم من أجل دراسة نُشرت في 2021، أنّ خبراء المناخ يتحدثون بلغة عصيّة على الفهم، ويستخدمون مصطلحات مثل "التكيّف"، و"التخفيف"، و"الاستدامة"، و"إزالة ثنائي أكسيد الكربون"، وأرادوا بدلًا من ذلك أن يستخدم الخبراء مصطلحات مألوفة أكثر.

 

 

ولقد ألهمنا هذا لكتابة دليل سريع لمصطلحات المناخ، والذي نُشر على موقع "ذا كونفيرسيشن". إنّ استخدام اللغة اليومية يجعل المعلومات أسهل في الفهم، وحتى الأشخاص المتعلمين تعليمًا عاليًا يميلون إلى تفضيلها.

ومع ذلك، غالبًا ما يستخدم الخبراء مصطلحات معقدة لأنّها مألوفة لهم، وقد لا يدركون أنّها ليست مألوفة للآخرين.

تطور المصطلحات

لقد أصبح من الشائع الحديث عن تغير المناخ والاحتباس الحراري كما لو كان لهما المعنى نفسه، ولكن هناك اختلافات، إذ يُشير تغير المناخ إلى التغيرات في المناخ العام، بينما يشير الاحتباس الحراري على وجه التحديد إلى ارتفاع درجات الحرارة.

ووجدت مراجعة تاريخية أنّه في الماضي كان الناس أقل احتمالًا لربط مصطلح تغير المناخ بفكرة أنّ البشر يساهمون بشكل نشط في تسخين الكوكب، من مصطلح الاحتباس الحراري، وربما لهذا السبب اعتاد الديمقراطيون الإعجاب بمصطلح الاحتباس الحراري، بينما يُعزى انتشار مصطلح تغير المناخ إلى فرانك لونتز، مستشار في إدارة جورج دبليو بوش.

كما أظهرت استطلاعات الرأي السابقة أنّ الديمقراطيين اعتادوا التفكير في أنّ الاحتباس الحراري أكثر خطورة من تغير المناخ، بينما اعتقد الجمهوريون أنّ تغير المناخ أكثر خطورة من الاحتباس الحراري. ولكن وفقًا لمراجعة حديثة، فقد تلاشت هذه الاختلافات الحزبية الآن، ويميل أغلبية الجمهوريين والديمقراطيين إلى التعبير عن قلقهم بشأن المصطلحين.

 

 

واستُخدمت المصطلحات البديلة مثل أزمة المناخ، وحالة الطوارئ المناخية، والعدالة المناخية، للتأكيد على جوانب أخرى من تغير المناخ ولمحاولة إثارة القلق. وفي 2019، تحولت الصحيفة البريطانية "الجارديان" إلى استخدام مصطلحي أزمة المناخ وحالة الطوارئ المناخية لأنّها أرادت نقل شعور ضرورة الاستجابة. 

ومن جانبهم، يستخدم النشطاء مصطلح العدالة المناخية لجذب الانتباه إلى تغير المناخ باعتباره تحديًا متعلقًا بحقوق الإنسان: فالأشخاص أصحاب الدخل المنخفض حول العالم هم الأكثر معاناة من آثار تغير المناخ، على الرغم من أنّهم يتحملون المسؤولية الأقل عن التسبب في حدوثه.

الدرس المستفاد: تجنب اللغة المبالغ فيها 

في الوقت الحالي، تُعد مصطلحات أزمة المناخ، أو حالة الطوارئ المناخية، أو العدالة المناخية، مألوفة بدرجة أقل، وتثير قلقًا أقل من مصطلحي تغير المناخ أو الاحتباس الحراري.

وحتى إذا أصبحت هذه المصطلحات أكثر شيوعًا، لا يوجد ضمان بأنّها ستزيد القلق أو تلهم باتخاذ إجراءات. في الواقع، اقترحت الدراسات أنّ عبارات مثل أزمة المناخ قد تأتي بنتائج عكسية إذا لم تلق صدى واسعًا لدى الناس.

نصيحتنا: لا ترتكب خطأ استخدام اللغة المبالغ فيها، والتزم فقط بالمصطلحات المألوفة التي يفهمها الناس - استخدم الاحتباس الحراري عند الإشارة إلى ارتفاع درجات الحرارة، وتغير المناخ عند الإشارة إلى التغيرات العامة في المناخ.


واندي بروين دي بروين، مديرة مبادرة العلوم السلوكية والسياسات، معهد شايفر للسياسة العامة والخدمة الحكومية، كلية برايس للسياسة العامة بجامعة جنوب كاليفورنيا، كلية دورنسيف للآداب والعلوم بجامعة جنوب كاليفورنيا، وجيل سيناترا، أستاذة التربية وعلم النفس، جامعة جنوب كاليفورنيا.

هذه المقالة أُعيد نشرها من ذا كونفيرزيشن بموجب رخصة المشاع الإبداعي. اقرأ المقالة الأصلية.

الصورة حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة أندرياس جوكلهورن.