عندما تقوم المؤسسات والجمعيات غير الحكومية في الاستثمار في مشاريع تطوير وسائل الإعلام، فإنها تأمل أن يؤدي تحسين المعلومات الى تطور المجتمعات، وبالتالي تحسين حياة الناس.
صدر تقرير جديد يضم أكثر من 20 نموذجاً ملموساً، يظهر كيف يتم تطبيق هذه العملية على أرض الواقع.
يبيّن التقرير، الذي أصدره المركز الدولي للصحفيين، كيف حدثت التغييرات في سياسات الحكومات كنتيجة لعمل زملاء نايت للصحافة الدولية في أفريقيا، أوروبا، الشرق الأوسط ووسط وجنوب أميركا.
عرضت جويس برانثان، رئيسة المركز الدولي للصحفيين، واريك نيوتن، مستشار رئيس مؤسسة جون س. وجيمس ل. نايت، ثلاثة نماذج ملموسة عن تلك التغييرات في السياسات الحكومية من خلال مقالة مشتركة نشرت اليوم :
-
ففي كينيا : أدت سلسلة من التحقيقات الصحفية حول الخدمة الرديئة في المستشفيات العامة، الى تحسين مستوى الخدمة بصرف أكثر من 7.5 مليون دولار أميركي.
-
في اندونيسيا : دفعت سلسلة من التحقيقات الاستقصائية حول النفايات الطبية في المستشفيات الحكومية الى أن تبني هذه المستشفيات محطاتها الخاصة لمعالجة صرف النفايات الطبية.
- وفي البيرو : وبعد حصول عدد من الجرائم من قبل عدد من سائقي سيارات الاجرة غير المرخصين، بات على سائقي التاكسي إظهار هويتهم الرسمية.
كيف تمكن 19 زميلا من إنجاز هذا الكمّ من التغييرات؟
قام المركز الدولي للصحفيين، بإدخال تغييرات رئيسية على برنامجه الرائد لـ"زمالات نايت للصحافة الدولية"، بتمديد مهلة المنحة على مدى عام كامل، موظفاً زملاء دوليين، ومستهدفاً البلدان النامية، حيث نسبة التأثير أكبر.
على مدى هذه التجربة، توصل المركز الدولي للصحفيين، الى استنتاجات واكتشافات هامة حول الخطوات الأكثر فعالية :
-
إن المهارات الصحفية العالية، ليست كافية لضمان نجاح مشاريع "الزميل". فـ"الزملاء" الأكثر فعالية هم رجال الأعمال من ذوي المهارات الإدارية العالية، والمطلوبة لقيادة مشاريع معقدة في بيئات صعبة.
-
إن المشاريع الأكثر تأثيراً، تحتاج التزاماً قوياً من قبل الشركاء المحليين. فبالإضافة، إلى التواصل مع المدراء في المناصب العليا في المنظمات الشريكة، يجب ان يتواجد احساس قوي، لدى الذين يعملون بشكل وثيق مع "زميل نايت للصحافة الدولية"، وذلك لأن المشروع يعود عليهم بالنفع أيضا. فمن خلال وضع الشركاء المحليين لمواردهم الخاصة في المشروع، يصبح لديهم مصلحة في نجاحه .
-
أن المشاريع التي تنفذ في البلدان المستقرة، والتي تتمتع بمستوى عالٍ نسبياً من حرية الإعلام، لديها قابلية أكبر للنجاح.
-
إن المشاريع التي تركز على الصحافة الالكترونية هي التي غالبا ما تحدث التأثير المستدام. وإن الهواتف المحمولة هي الوسيلة الاعلامية الأكثر إستخداماً من قبل العدد الأكبر من الناس في البلدان النامية، [أكثر من أية وسائل إعلامية أخرى]. وأن الأنظمة الاستبدادية تميل إلى تنظيم ومراقبة وسائل الاعلام التقليدية، أكثر من شبكة الإنترنت.
-
أن "الزملاء" يحققون نجاحات أكبر، كلما كانت خبرتهم في الميدان أطول. ويطلب فقط من "الزملاء" ذوي المستوى المتقدم، تمديد مهمتهم في الخارج.
-
إن الطلاقة اللغوية أمر ضروري للنجاح، أما تجربة العمل السابقة للـ"الزميل" في بلد معين، فليست بهذه الأهمية.
- وأن الابتكارات التي طورها زملاء نايت للصحافة الدولية، يمكن أن تصبح نموذجاً يحتذى، ويستفاد منها في برامج أخرى للمركز الدولي للصحفيين.
منذ العام 2007، نشر برنامج زمالات نايت للصحافة الدولية 45 زميلاً، في 37 بلدا. هذا، ومن المعروف أن البرنامج يدار من قبل المركز الدولي للصحافيين، الذي يدير أيضا شبكة الصحفيين الدوليين (IJNet).