كيف تُحقق في تطبيقات المراسلة ومنصات الذكاء الاصطناعي بحثًا عن المعلومات المضللة عن الانتخابات؟

Feb 2, 2024 في مكافحة التضليل والمعلومات الخاطئة
التحقيق في المعلومات المضللة عن الانتخابات

من المقرر أن تجري 40 دولة، بداية من الولايات المتحدة والهند ووصولًا إلى روسيا وتايوان وغيرها، الانتخابات الوطنية في 2024.

وفي ظلّ تزايد المعلومات الخاطئة والمضللة عن الانتخابات، لاسيما على منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة مثل فيسبوك وتيك توك وواتسآب وتيلجرام، يُشكل التحقيق في مصدر المحتوى المزيف ومن يموله مهمة هامة ومليئة بالتحديات.

وأجرت الصحفية وكاتبة المقالات في فولها دي سان باولو البرازيلية، باتريشيا كامبوس ميلو، ومراسل بروبوبليكا، كريج سيلفرمان، أبحاثًا وتغطيات واسعة النطاق عن انتشار المعلومات المضللة على تطبيقات المراسلة ومنصات التواصل الاجتماعي، أثناء الانتخابات.

وفي جلستين من جلسات برنامج مكافحة المعلومات المضللة التابع للمركز الدولي للصحفيين، استعانا بخبرتيهما لمشاركة إرشادات للصحفيين الذين يُحققون في العوامل المُحركة للمعلومات المضللة. كما ناقشا كيفية البحث في الإعلانات السياسية على منصات التواصل الاجتماعي ومن يمولها، فضلًا عن الاستخدام واسع النطاق لتطبيقات المراسلة لنشر المحتوى المزيف والمضلل، وغيرها من الأمور.

ونقدم إليكم نصائحهما للصحفيين:

انضم إلى قنوات ومجموعات واتسآب وتيليجرام العامة

اقترحت كامبوس ميلو انضمام الصحفيين للمجموعات العامة على واتسآب وتيليجرام، أو التعاون مع المراكز البحثية والجامعات التي تراقب هذه المجموعات؛ للتحقيق في السرديات المزيفة. وقالت كامبوس ميلو: "حاول اكتشاف القضايا الخاضعة للمناقشة لفهم ما يتحدث الناس عنه". ولحماية هويتك وتجنب استهدافك، حاول استخدام أرقام هاتفية مختلفة عند الانضمام إلى المجموعات.

كما يقدم واتسآب وتيليجرام قنوات بث أحادية الاتجاه، وحذرت كامبوس ميلو من أنّ هذه الميزة قد تُستخدم لنشر المعلومات المضللة لأعداد كبيرة من الناس، مؤمنة بأنّه يتحتم على الصحفيين الانضمام إلى القنوات ذات الصلة كجزء من جهودهم لتتبع المعلومات المزيفة.

وأشارت كامبوس ميلو إلى أنّه أثناء الانتخابات البرازيلية لعام 2018، انتشرت كميات كبيرة من المعلومات المضللة والدعاية السياسية على منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة "بسرعة مذهلة". كما زعم الرئيس السابق جايير بولسونارو قبيل انتخابات البلاد لعام 2022كذبًا وبدون أدلة – أنّ ماكينات التصويت مزورة، ووصلت هذه الادعاءات إلى أنصار بولسونارو عبر منصات التواصل الاجتماعي والرسائل على واتسآب وتيليجرام.

حقق في مكتبات الإعلانات

وتُدير شركات ميتا وتيك توك وجوجل مستودعات الإعلانات النشطة والسابقة على منصاتها، وباستطاعة الصحفيين استخدام مكتبات الإعلانات تلك للتحقيق في الجهات الممولة للإعلانات.

وتُورشف مكتبة ميتا للإعلانات، الإعلانات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية والانتخابات والسياسة لمدة سبع سنوات، ويتحتم على المستخدمين الذين يُعلنون عن هذه الموضوعات التسجيل وتأكيد هويتهم وإثبات وجودهم في الدولة التي يرغبون في نشر الإعلان فيها، وغيرها من الأمور. ولا تؤرشف ميتا الإعلانات غير السياسية، ومن ثم تكون متاحة فقط عندما تكون نشطة.

وإذا أدار مُعلن غير مسجل إعلانات عن قضايا سياسية أو اجتماعية، قد تضع ميتا علامة عليها وتؤرشفها إذا لم تغفل عنها. وحذر سيلفرمان: "تختفي الإعلانات غير المُسجلة كإعلانات عن قضايا سياسية أو اجتماعية أو تلك التي غفلت ميتا عنها بمجرد توقف الحملة".

وتضم مكتبة تيك توك للإعلانات العديد من المزايا الموجودة في ميتا سوى أنّها تؤرشف جميع الإعلانات لمدة سنة بعد آخر مرة شاهدها أي مستخدم. وتمنع المنصة رسميًا أي إعلانات سياسية أو متعلقة بالانتخابات. ومع ذلك، وعلى غرار ميتا، لا تكتشف هذه الإعلانات دائمًا، ومن ثم من الأهمية بمكان النظر في المكتبة بانتظام لإيجاد الإعلانات التي تناسب هذا الوصف.

كما تمتلك تيك توك مركزًا إبداعيًا يُظهر الموضوعات الرائجة على المنصة. وقال سيلفرمان: "ربما يُعد هذا المركز طريقة أخرى لاكتشاف الإعلانات التي ربما لم تفكر في البحث عنها أو إيجادها".

وباستطاعة المستخدمين على فيسبوك وتيك توك البحث من خلال الكلمات المفتاحية، واقترح سيلفرمان: "إذا أردت البحث عبر الكلمات المفتاحية عن أي إعلانات بها جملة (انتخابات مسروقة)، يُمكنك ذلك في مكتبة ميتا للإعلانات، ورؤية ما إذا كان أي شخص قد تمكن من عرض إعلان يتضمّن هذه الجملة".

كما تسمح جوجل أيضًا للمعلنين بنشر الإعلانات السياسية والمتعلقة بالانتخابات، ومع ذلك، فمكتبة جوجل للإعلانات أكثر محدودية من مكتبتي ميتا وتيك توك، وفقًا لسيلفرمان، الذي أوضح أنّ أكبر القيود هو العجز عن إجراء البحث باستخدام الكلمات المفتاحية، إذ بإمكان المستخدمين البحث باسم المعلن أو الموقع الإلكتروني، ولكن ليس باستخدام اقتباس أو جملة.

وتوفر المكتبات الثلاث مزايا الغربلة والتي تتيح البحث بناء على الدولة أو تصنيف الإعلان (على سبيل المثال، العقارات، أو التوظيف، أو الانتخابات، أو السياسة)، وغيرها.

واقترح سيلفرمان إعداد قائمة بالمرشحين السياسيين، والجماعات النشطة سياسيًا، والكلمات المفتاحية التي قد ترغب في التحقيق فيها. راقب المكتبات بانتظام، وخصوصًا أثناء موسم الانتخابات. وقال سيلفرمان: "ستأتي الإعلانات وتذهب في هذه المكتبات الإعلانية، ولا تتم أرشفة جميع الإعلانات وتبقى هناك للأبد".

انظر في المواقع الإخبارية غير المرغوب فيها

وأوضحت كامبوس ميلو أنّ المواقع الإخبارية غير المرغوب فيها – وهي تلك التي تنشر أخبارًا متطرفة أيديولوجيًا أو مفرطة الحزبية أو مليئة بالدعاية – غالبًا ما تمول نفسها من خلال إعلانات جوجل أو Taboola.

ووجد تحقيق استقصائي من إعداد كامبوس ميلو أنّ هذه المواقع الإخبارية غير المرغوب فيها نشرت معلومات مضللة عن الانتخابات في البرازيل.

ويتحتم على الصحفيين تتبع هذه المواقع لرصد المعلومات المزيفة التي قد تنتشر عن الانتخابات، وكيفية تمويلها.

اقرأ عن الإرشادات التوجيهية للدول ومنصات التواصل الاجتماعي

ولدى كل دولة لوائح مختلفة خاصة بالإعلانات السياسية، وربما تتضمن – على سبيل المثال – قواعد بشأن الموعد الذي يُمكن أن تبدأ فيه الحملات السياسية بث الإعلانات من أجل الانتخابات. ويتحتم على الصحفيين مراقبة إذا ما كانت الإعلانات المنشورة على منصات التواصل الاجتماعي يتم تنفيذها بما يتوافق مع هذه السياسات أم لا.

كما تمتلك شركات التكنولوجيا إرشاداتها التوجيهية التي تميل إلى معالجة طبيعة المحتوى الموجود في الإعلانات وما إذا كان مولدًا اصطناعيًا أم لا، وغيرها من الأمور. وعلى سبيل المثال، ستطلب ميتا من المعلنين الإفصاح عن استخدامهم للذكاء الاصطناعي، وستحظر أي إعلانات جديدة سياسية أو اجتماعية أو متعلقة بالانتخابات أثناء الأسبوع الأخير السابق للانتخابات الأميركية. 

وتحظر سياسة ميتا أي إعلانات تحرض على العنف أو تزعم كذبًا أنّ الانتخابات مزورة. وفي إشارة إلى النشاط على المنصة أثناء الانتخابات البرازيلية لعام 2022، قالت كامبوس ميلو: "من خلال استخدام مكتبة الإعلانات، يُمكننا رؤية أنّهم لم يكتفوا بعدم تطبيق سياسة الاعتدال بشكل ملائم فقط، بل كانوا يحققون ربحًا من الإعلانات المُحرضة على العنف".

ونصحت كامبوس ميلو الصحفيين بمراقبة ما إذا كانت شركات التكنولوجيا تُطبق سياسات الاعتدال الخاصة بها أم لا.

تعاون وتتبع المال

وأشارت كامبوس ميلو إلى أنّ التعاون بإمكانه تسريع جهود التحقيقات، موضحةً: "في بعض الأوقات، لا يكون لديك كمراسل ما يكفي من القوة لمعالجة كل هذه المعلومات، وعندما تتعاون مع جامعة أو مركز بحثي تجمع الجهود معًا".

وفي وقت سابق من هذا العام، اقتحم أنصار الرئيس السابق جايير بولسونارو، الكونجرس البرازيلي في 8 يناير/كانون الثاني، بعد خسارته للانتخابات، وحثت الرسائل على واتسآب وتيليجرام البرازيليين على الذهاب إلى برازيليا لشن الهجوم. ومن جانبها، استخدمت كامبوس ميلو أجهزة الرصد الخاصة بواتسآب وتيليجرام التي طورتها جامعة ميناس جيرايس للمساعدة في تتبع جهود جمع الأموال ذات الصلة، والتحويلات المالية، والجهات الفاعلة.

وفي النهاية، باستطاعة الصحفيين استنساخ مثل هذه الجهود عند التحقيق في سرديات المعلومات المضللة حول الانتخابات في دولهم وعالميًا.


يدير المركز الدولي للصحفيين برنامج مكافحة المعلومات المضللة بتمويل رئيسي من مؤسسة سكريبس هوارد، وهي مؤسسة تابعة لصندوق سكريبس هوارد، الذي يدعم الجهود الخيرية لشركة إي. دابليو. سكريبس. ومن المقرر أن يمكّن المشروع الممتد لثلاث سنوات، الصحفيين وطلاب الصحافة من محاربة انتشار المعلومات المضللة في وسائل الإعلام الإخبارية.  

الصورة حاصلة على رخصة الاستخدام على Pexels بواسطة cottonbro studio.