كيف تقدم تقريرًا عارضًا للحقائق ويراعي الأخلاقيات باستخدام الفيديو؟

Mar 27, 2023 في الصحافة متعددة الوسائط
هاتف ذكي

يُعد الفيديو من أبرز الطرق الفعالة التي يمكن للصحفيين استخدامها لإيصال المعلومات التي تستعرض الحقائق وتراعي الأخلاقيات، وذلك في مواجهة المعلومات الخاطئة والمضللة المتفشية عبر الإنترنت. إذ يمكن أن ينتشر التقرير المصوّر والمعد بطريقة جيدة على الإنترنت على نطاق واسع والبقاء في أذهان المشاهدين لفترة طويلة بعد نشره.

وعلى الرغم من أنّ الصحفي يسعى دائمًا لانتشار الفيديو الذي أعدّه بشكل كبير، إلا أنّ تحقيق التفاعل يعدّ أكثر أهمية من عدد المشاهدات، ويكمن التحدي الحقيقي في إنتاج محتوى للفيديو يتردد صداه لدى الجمهور.

وفي معرض حديثه عن أسباب انتشار المحتوى، قال رئيس قسم الفيديو في مؤسسة طومسون رويترز، جاكوب تمبلن، في الجلسة الأولى من المؤتمر العالمي لتمكين الحقيقة، الذي يقدمه المركز الدولي للصحفيين: "هناك الكثير من الأمور الأخرى التي يجب أن يوليها الصحفي أهمية أكثر قبل أن التفكير في انتشار المادة المصورة".

 

 

وقدم تمبلن عدة نصائح للصحفيين حول كيفية إعداد تقارير مصورة بطريقة تحفز التفاعل وتلقى صداها لدى الجمهور. وفيما يلي أهم أربع نصائح:

تعرف على ما يجذب جمهورك

عندما ينتشر فيديو على الإنترنت، فهذا يعني أنه حازَ سريعًا على شعبية وتفاعل المستخدمين بطرق مختلفة، فعلى سبيل المثال يمكن أن يبدي المستخدمون إعجابهم بالموضوع عبر كتابة تعليق عليه أو مشاركته على حساباتهم.

وأوضح تمبلن أنّ هناك العديد من العناصر المختلفة التي تساهم في تحقيق معدلات تفاعل مرتفعة، وتشمل العناصر المحفزة للعواطف: هل أضحك مقطع الفيديو الجمهور أو ربما أبكاهم؟ فإعداد مقطع الفيديو بطريقة تولد استجابة عاطفية يمكن أن يكون له فعالية كبيرة في زيادة الإعجاب والتعليقات والمشاركات.

بالإضافة إلى ذلك، قد ينجذب الجمهور أيضًا إلى مقطع فيديو لأنّ جودة إنتاجه مذهلة بصريًا، بينما قد يكون آخرون مهتمين بدقة توقيت مقاطع الفيديو مثل تلك الفيديوهات التي تتحدث عن تطورات الأخبار العاجلة.

كما يولد معدل التفاعل المرتفع وصولًا أكبر للجمهور أيضًا، وتفضل خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي المنشورات ذات معدلات التفاعل المرتفعة، وبالتالي كلما زاد التفاعل مع المحتوى الذي تقدمه، زاد ظهوره للمستخدمين الآخرين عبر الإنترنت.

كذلك فإنّ فهم سبب حصد مقاطع فيديو محددة شعبية أكبر من مقاطع أخرى يعدّ الخطوة الأولى نحو صناعة محتوى سيكون له صدى أفضل لدى المشاهدين ويصل بدوره إلى جماهير أكبر.

فهم منصات التواصل الاجتماعي

من المهم أن يدرك الصحفيون الطرق الفريدة التي تعمل بها خوارزميات كل منصة من منصات التواصل الاجتماعي لعرض المحتوى. في هذا الإطار، أشار تمبلن إلى أنّ البعض قد يظن أنّ نشر مقطع الفيديو في كل المنصات سيزيد من معدل مشاهدته وبالتالي انتشاره، ولكن هذا الأمر لا يطبّق دائمًا.

وضرب تمبلن مثلًا بالقول إنّ "المشاهدات تكون مختلفة باختلاف منصات التواصل الاجتماعي، فالمشاهدة على يوتيوب مختلفة عن المشاهدة على تيكتوك"، مضيفًا: "من الصعب معرفة إلى ماذا سيؤدي نشر فيديو - منشور على إحدى المنصات - على منصة أخرى".

كما ينبغي على الصحفي أن يستغرق بعض الوقت في فهم التركيبة السكانية لجمهوره، كي يعرف أين ينشر أعماله وكيف يُصممها، ويجب على الصحفي تتبع معلومات مهمة مثل أعمار الجمهور، ووظائفهم، ودخلهم/وموقعهم الجغرافي، وكيف يفضلون أن يصلهم المحتوى.

فأغلبية المستخدمين على تيكتوك أصغر سنًا، بينما مستخدمي فيسبوك أكبر سنًا، وتميل منصة تويتر إلى جذب المستخدمين من مختلف الفئات العمرية، ويمكن أن يساعد فهم جمهورك ونشر المحتوى على المنصة المناسبة في تعزيز المحتوى.

قياس التفاعل

هناك الكثير من البيانات تحت تصرفك لقياس التفاعل، إلا أنّ هناك مقاييس محددة ستكون أكثر أهمية لك من مقاييس أخرى بناء على محتواك وكيف تأمل أن تتفاعل مع جمهورك.

وينبغي أن تسأل نفسك كيف تُعرف النجاح عندما يتعلق الأمر بالتفاعل؟ وما هي أهم المقاييس بالنسبة لك؟ فعلى سبيل المثال، إذا كانت المؤسسة الإخبارية التي تعمل فيها مهتمة بالتفاعلات مع جمهورك، فكر في التركيز على التعليقات بدلًا من عدد مرات المشاهدة.

وأشار تمبلن إلى أنّ "إجمالي عدد المشاهدات ربما لا يكون الأمر الأكثر أهمية"، مضيفًا: "بالتأكيد، تُحسب جميع الأمور معًا، ولكن أعتقد أنه من الضروري للغاية التفكير في هذا الأمر أولًا، ووضع نظام لقياس نجاحك في الأشياء التي تشكل أهمية لك أكثر من غيرها".

اختبر وعدّل وكرر

ومن الأهمية بمكان أنّه عندما يتعلق الأمر بمحتوى الفيديو، أن تختبر النجاح وتقيسه، وتُجري التعديلات، ثم تكرر الأمر.

وتعد التنسيقات التي تستخدمها لمقاطع الفيديو من الجوانب المهمة التي يجب اختبارها، فعلى سبيل المثال، قد تأخذ بعض تنسيقات الفيديو نمط حزمة الأخبار، بينما قد توظف مقاطع أخرى أسلوب السرد القصصي المبني على الشخصيات. ويُعد العثور على تنسيق فعال لإيصال رسالتك – وهو التنسيق الذي يُشرك جمهورك - أمرًا أساسيًا.

ونصح تمبلن الصحفي بالتعامل مع افتتاحية مقطع الفيديو كأنها العنوان الرئيسي لقصة مكتوبة ثم يُجرب الأمر، ناصحًا أيضًا بالانتباه إلى الافتتاحيات التي تجذب الجمهور بشكل أفضل وتعزز التفاعل. ولفت إلى ضرورة استخدام التحليلات لإثراء محتوى الفيديو الذي سيقدمه الصحفي في المستقبل، وإذا وجدَ أنّ بعض المقاييس أقل مما يصبو، عليه تحليل الأسباب وإجراء التعديلات على مقاطع الفيديو وفقًا لذلك. وبمجرد تحديد التنسيق الذي يتوافق مع الأهداف، على الصحفي تكرار الأمور التي حصدت نتائج أفضل له وللجمهور.

ويمكن أن يكون القيام بذلك هو الفرق بين ما يحرك الحقائق - وليس المعلومات الخاطئة - للمستخدمين عبر الإنترنت.

وقال تمبلن: "ما يمكننا القيام به كصحفيين هو أن نكون متواجدين على هذه المنصات حيث تنتشر المعلومات المضللة ويمكننا مشاركة تقاريرنا عن طريق تجربة أكبر عدد ممكن من الموارد لوضع معلوماتنا أمام الجمهور"، مختتمًا: "من الممكن أن تكون مقاطع الفيديو أداة فعلية لمواجهة المعلومات المضللة الخطيرة للغاية".


يدير المركز الدولي للصحفيين برنامج مكافحة المعلومات المضللة بتمويل رئيسي من مؤسسة سكريبس هوارد، وهي مؤسسة تابعة لصندوق سكريبس هوارد، الذي يدعم الجهود الخيرية لشركة إي. دابليو. سكريبس. ومن المقرر أن يمكّن المشروع الممتد لثلاث سنوات، الصحفيين وطلاب الصحافة من محاربة انتشار المعلومات المضللة في وسائل الإعلام الإخبارية.

الصورة حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة زاك راميلان.