في الآونة الأخيرة، قرأت الكثير عن طريقة جديدة حول دعم وسائل الإعلام التي يمكن أن تفيد المشاريع الصحفية الصغيرة، والتي تفتقر دائما إلى رأسمال للإطلاق والإستمرار.
كتب عن هذا الموضوع علماء الإجتماع وخبراء الإقتصاد لسنوات-رأس المال الإجتماعي- وأنا محرج بالقول إنني قد بدأت للتو بتعلم ذلك.
رأس المال الإجتماعي هو قيمة على وسائل الإعلام الصغيرة إمتلاكها عبر شبكاتهم الإجتماعية، المهنية والتجارية. وهي قيمة ينشئونها من خلال تأثير عملهم على المجتمع.
المستثمرون والجمهور ووسائل الإعلام الصغيرة نفسها مالوا نحو تخفيض قيمة عملهم لأنه من الصعب أن تضع قيمة لرأس المال الإجتماعي. على النقيض تماما، فمن السهل تقييم منشور من خلال الإعلان وإيرادات الإشتراكات التي تولدها والأصول التي تمتلكها.
عندما ينشّط أصحاب المشاريع الصغيرة رأس المال الإجتماعي يمكن أن ينشئوا قيمة تولد إيرادات ويدعموا الصحافة الحرة.
كتاب "السلطة في كلّ مكان: كيف يحرّك أصحاب المصلحة وسائل الإعلام" يحتوي على العديد من الأمثلة حول كيف تفعّل وسائل الإعلام حول العالم راس مالها الإجتماعي.
ميديا بارت، فرنسا
مؤسسو موقع ميديا بارت الفرنسي - الصحفيون المعروفون جدا من لوموند وليبيراسيون- فعّلوا شبكاتهم الإجتماعية في 2007 لدحض الإعتقاد السائد في حينها أن الناس لن تدقع للصحافة الإلكترونية الإستقصائية.
عندما تم إطلاق ميديا بارت في 2008، رفع المؤسسون نحو 4 مليون دولار كرأس مال أولي، مليونان من أموالهم الخاصة ومستثمران خارجيان كل واحد منهم استثمر نحو 700 الف دولار و40 صديقا وأخرون استثمروا 7 آلاف و70 الفا كل منهم ليتمموا الـ700 الف الباقين.
سمعة المؤسسين وشبكاتهم كانت الرأس المال الإجتماعي الذي جذب المستثمرين فضلا عن فريق من 25 مراسلا على استعداد للمخاطرة بمشروع توقع الكثيرون فشله. الإشتراك - ترويج إلكتروني فقط- وصل إلى 130000 مشترك يدفعون 120$ على الأقل سنويا.
دي كوريسبوندنت، هولندا
دي كوريسبوندنت وهي منصة صحفية باللغة الهولندية أُطلقت في خريف 2013 بعد تأمين رأس مال 1.7 مليون دولار من 19000 شخص ما شكل في حينها رقما قياسيا عالميا في تمويل تأسيس مؤسسة إعلامية من قبل الجمهور.
مرة أخرى، المؤسسون هم صحفيون معروفون. قيمة عرضهم أنهم يقدمون تقارير متعمقة وتحليلا للأخبار غير مرتبط بإيديولجيا سياسية ومن دون إعلانات من أجل الحفاظ على الإستقلالية التحريرية. لديهم الآن أكثر من 50000 مشترك.
المحرر إرنست يان فوث كشف أحد الأسرار لتفعيل هذه الشبكة من المواطنين الهولنديين هو إطلاق تيار، وليس منشورا.
قلنا لجمهورنا أننا اردنا أن نبدأ بمنشور يكون بمثابة ترياق لأعمال الداعية اليومية. وعدنا قرّاءنا أن هذا سيساعدهم على فهم العالم من حولهم.
التاثير الإجتماعي كرأس المال
في السنوات الأخيرة برز نوع جديد من الإستثمار يسمى "المشاريع الخيرية" أو الإستثمار في التأثير الإجتماعي، حيث أن المستثمرين فيه لا يهتمون بالعائد الإقتصادي فقط بل بالتأثير الإجتماعي أيضا.
الصندوق الإستثماري لدعم لتنمية وسائل الإعلام يستثمر في وسائل الإعلام المستقلة حول العالم، مؤمنا الأخبار، المعلومات والنقاش التي تحتاجها الناس لبناء مجتمعات حرة ومزدهرة.
قدم الصندوق خلال عشرين سنة .000.000 US$153 كتمويل واستشارات لأكثر من 100 مؤسسة في 39 بلد.
طور الصندوق لوحة قيادة لتقييم الأثر،تقوم اللوحة بقياس تاثير استثماراتها في وسائل الإعلام "المبيع، عدد المستخدمين، القراء، المشاهدين، المستمعين) والجدوى المالية(التدفقات النقدية، الأصول، الديون،النمو والإدارة) فضلا عن التأثير في مساءلة السلطات والكشف عن الفساد.
كما تجدر الإشارة إلى أن العديد من المؤسسات الإعلامية هذه إهتمامه الأول ليس توزيع الأرباح على المساهمين بل الفائدة الإجتماعية على شكل الصحافة المستقلة والحرة.
يقيسون فعاليتهم بمدى تأثيرهم في المجتمع عبر المساءلة القوية، تشجيع المشاركة الديموقراطية، وإعطاء مجتمعاتهم معلومات حول القضايا الحيوية.
هذه استراتيجيتهم لجذب المستثمرين، الرعاة والمشتركين، وهم يلحظون في هذا الصدد أن صناعة الصحافة ليست فقط مصدرا وارباح.
من أجل ازدهار الصحافة ذات الجودة العالية بعد انهيار نموذج أعمال وسائل الإعلام التقليدية، فإن القيمة الإقتصادية للتاثير الإجتماعي يجب أن تستخدم لسوغ وجذب الإستثمارات من المؤسسات،المنظمات غير الحكومية، الشركات والجمهور وحتى الحكومات. في هذه الديناميكية الجديدة، ستحتاج المؤسسات الإعلامية أن تجد طرقا لتوليد الإيرادات والمحافظة على استقلاليتها من خلال إبقاء مسافة بينهم وبين الممولين.
هذا المنشور مُختصر من منشور وضع للمرة الأولى على مدونة أخبار روّاد الأعمال لجيمس برينير، وأعيد نشره على شبكة الصحفيين الدوليين بعد الحصول على إذن.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على موقع فليكر بواسطة Japanexperterna.se.