كيفية التعامل مع المعلومات المُضللة والخاطئة في أوقات عدم اليقين

بواسطة Laura Zommer
Jan 15, 2025 في مكافحة التضليل والمعلومات الخاطئة
صورة تعبر عن المعلومات المضللة

إذا كان لديك بضع دقائق فقط، فإليك النقاط الرئيسية التي تناولتها هذه المقالة:

  • تميل المعلومات المُضللة والخاطئة إلى الانتشار بوتيرة سريعة ومُتكررة خلال فترات عدم اليقين والتغيير.
  • يعود ازدياد انتشار المعلومات المُضللة والخاطئة جزئيًا إلى نفور البشر من الغموض وحثهم المستمر للعثور على إجابات.
  • وللتواصل بشكل فعال في أوقات عدم اليقين، من المفيد التحلي بالشفافية بشأن ما نعرفه وما نجهله. ومن المهم أيضًا الانتباه إلى الصيغ التي تصل من خلالها المعلومات، فضلاً عن تحليل البيانات المُتاحة بحذر.

وفي الوقت الذي تترقب فيه الولايات المتحدة عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يسود عدم اليقين فيما يتعلق بتصريحاته بشأن عمليات الترحيل الجماعي، وتقليص الخدمات الاجتماعية، وإجراء تغييرات جذرية على سياسات التعليم والصحة.

وفي هذا السياق، ليس من المستغرب أن يشعر بعض أفراد المجتمعات الهسبانية واللاتينية في البلاد بالقلق.

وقد كشفت جائحة كوفيد-19 عن أدلة واضحة أشارت إلى أن التضليل الإعلامي مُصمم لاستغلال عواطفنا؛ فهو يميل إلى الانتشار على نطاق واسع وبشكل أسرع خلال فترات التغيير وعدم اليقين، وخصوصًا عندما يطرح الناس أسئلة وتظهر فجوات في المعلومات، فيستغل مروجو المعلومات المُضللة (أولئك الذين يستفيدون من نشر الأكاذيب) هذه الفرصة لطرح إجابات أو حلول قد تبدو بسيطة و"سحرية".

وفي هذا الصدد، إليكم بعض النصائح التي ينبغي أخذها في الاعتبار لحماية أنفسكم من الوقوع في فخ المحتوى الكاذب أو المثير للقلق أو مشاركته.
الشفافية
على مدى الأسابيع الماضية، تلقينا في منصة Factchequeado محتوى، وأسئلة من شركائنا الإعلاميين، وأفراد المجتمع من خلال روبوت الدردشة على تطبيق واتسآب حول الإجراءات المُحتملة التي قد تتخذها إدارة ترامب فور تسلمه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني 2025.

وبينما نرغب في الإجابة على كل هذه الأسئلة، ونُساهم في تهدئة المخاوف، فإنّ من ركائز عملية التحقق من المعلومات، والصحافة بشكل عام، الشفافية بشأن ما نعرفه وما نجهله.

وفي التقرير الذي أصدرته كل من Chequeado، وFull Fact، وAfrica Check عام 2020 بعنوان "كيفية التواصل في أوقات عدم اليقين"، تبرز النقطة التالية كأحد الجوانب ذات الصلة بالسياق الحالي:

"وبصفتنا مُدققي معلومات، فإننا نشجع الأفراد والمنظمات على دعم ما يقولونه بالأدلة، والتأكد من صحة المعلومات التي يشاركونها. إننا نساعد الجمهور على فهم هذه الأدلة من خلال تلخيصها وتقديم حكمنا استنادًا إلى الجهة التي تميل إليها قوة الأدلة. وهذا يتطلب منا ذلك تحقيق التوازن الدقيق في جوانب عدم اليقين وإبراز التفاصيل الدقيقة حيثما وجدت، مع أهمية وضوح رؤيتنا بشأن الاتجاه الذي تشير إليه الأدلة.

ومع ذلك، فإنّ الاعتراف بعدم اليقين يُعتبر أمرًا أساسيًا في موثوقية عملية التحقق من المعلومات، ولكن طريقة توصيل هذا الأمر مهمة أيضاً؛ لأنها تؤثر على فهم الجمهور وتُشكل الثقة في الأرقام والقائمين بعملية الاتصال".

رؤى مهمة
فيما يلي رؤى مهمة حول كيفية توصيل المعلومات بدقة خلال أوقات عدم اليقين، مُستمدة من الدراسة المُشار إليها أعلاه، والتي حللت بشكل أساسي الأدب الأنجلو أميركي:

  • التركيز على الطريقة التي تقدم بها المعلومات: الصيغ المستخدمة في توصيل المعلومات المتعلقة بعدم اليقين تؤثر بشكل مباشر على قدرة الناس على فهم المعلومات، وكيفية تفسيرهم لها.

  • إنّ البشر لديهم حاجة فطرية لمعرفة المعلومات ونفور من الغموض. لقد أظهرت الدراسات التي أجراها باحثون في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية على مر السنين أنّ الناس يفضلون المراهنة على النتائج المعروفة، وتجنب الغموض. ومع ذلك توجد حدود لما نعرفه. إنّ وجود مستوى معين من عدم اليقين يُعد أمرًا حتميًا، وذلك بسبب محدودية قدرتنا على قياس البيانات المُستندة إلى معلومات سابقة، أو تلك التي لم توجد بعد. وهناك حقيقة بسيطة أخرى وهي أن أي تنبؤ بالمستقبل يعتمد على الاحتمالات.

  • إنّ الكلمات أسهل في الفهم من الأرقام، ولكنها أقل دقة. قد يكون من الصعب استيعاب بعض العمليات الحسابية، أو المصطلحات المتخصصة، أو الكميات الكبيرة مثل "مليار"، مما يؤدي إلى نفور بعض أفراد الجمهور عندما يتعلق الأمر بالتواصل بالأرقام والبيانات.

  • من الضروري أن تكون واضحًا بشأن النطاقات لتوضيح عدم اليقين بشكل أفضل. التعبيرات اللفظية عن الكميات لها حدودها، فمجرد إضافة كلمة مثل "تقديري" ليس كافيًا لمساعدة الناس على فهم رقم محدد، مثل نمو البطالة أو انخفاض معدلات الجريمة، لأنها تشمل مجموعة من السيناريوهات المُحتملة. 

  • عند التعبير عن احتمالات النتائج، يمكن أن تُفسر المصطلحات غير الدقيقة مثل "المرجح" بطرق مختلفة. بالنسبة للبعض، قد تعني احتمالاً بنسبة 60%، وقد يفسرها آخرون على أنها 30%.

  • يميل الجمهور إلى تجميع التعبيرات اللفظية المتعلقة بالاحتمالات. عند متابعة ما يحدث حاليًا في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة، يُلاحظ أنه عندما يقرأ المستهلك أن شيئًا ما "مرجح" من مصادر مختلفة، فقد يقود البعض إلى تفسيره بشكل خاطئ على أنه "مرجح جدًا". ومجرد قراءتك عن حدوث عمليات ترحيل جماعية عدة مرات  أو إغلاق وزارة التعليم، لا يعني أن احتمالية وقوع هذه الأحداث قد زادت. وفي الوقت نفسه، لا يمكن استبعاد إمكانية وقوع هذه الأحداث أيضًا.

وقد أظهرت سلسلة من التجارب أنّ استخدام التعبيرات اللفظية عن عدم اليقين (مثل عبارات "الأرقام قد تكون أعلى أو أقل") أدت إلى انخفاض طفيف في ثقة القراء في الأرقام المعروضة وفي الصحفيين الذين ذكروها في تقاريرهم، وذلك وفقًا لما أشارت إليه عالمة الأنثروبولوجيا والباحثة دورا أوليفيا فيكول في تقريرها.

وتشير الأدلة أيضًا إلى أنّ الثقة تتراجع عندما تكون النتائج مُخالفة مع الاحتمالات التي تم تقديمها كتوقع "مُؤكد". وباختصار، فإن الطرق التي يتم بها توصيل عدم اليقين تؤثر على ثقة الجمهور في المعلومات وفي المتخصصين الذين يشاركونها.

ومع ذلك، يُمكن التخفيف من هذه القيود من خلال توضيح جوانب عدم اليقين بدقة، وتحديد ما نعرفه، وما إذا كان هناك أي خلاف حول هذه المعلومات، مما يُتيح لنا كصحفيين بالحفاظ على الشفافية بدون إضفاء الشك على الرسالة بأكملها.

أهم التوصيات:

فيما يلي بعض التوصيات المهمة  لتوصيل المعلومات في أوقات عدم اليقين:

  • أن تتحلى بالشفافية.
  • كُن محددًا بشأن ما هو غير مُؤكد على وجه التحديد.
  • وضح عدم اليقين حول البيانات الموجودة باستخدام نطاقات رقمية بين قوسين بعد القيمة الرئيسية.
  • كُن حذرًا عند استخدام الأرقام الكبيرة والمصطلحات المُتخصصة.
  • استكشف طرقًا جديدة لمساعدة الجمهور في تحسين قدرتهم على معالجة حالات عدم اليقين.

Factchequeado هي منظمة إعلامية مُتخصصة في التحقق من المعلومات، وتسعى إلى مكافحة المعلومات المُضللة والخاطئة باللغة الإسبانية في جميع أنحاء الولايات المتحدة وذلك من خلال بناء مجتمع من الشركاء على مستوى البلاد. هل ترغب في المشاركة؟ شارك في هذه الجهود عن طريق إرسال المحتوى الذي ترغب في التحقق منه إلى رقم واتسآب الخاص بالمنصة  +16468736087،  أو عبر الموقع التالي: factchequeado.com/whatsapp.

الصورة الرئيسية مُقدمة من منصة Factchequeado.

نُشرت هذه المقالة في الأصل باللغة الإسبانية على شبكة الصحفيين الدوليين، وقد ترجمته الصحفية ناتالي فان هوزر إلى اللغة الإنجليزية.