قدّم كتاب جديد أعدّته منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة "اليونيسكو" أدوات مهمّة للإعلام لمواجهة أزمة التضليل التي تجتاح العالم.
وقال غاي بيرغر، مدير اليونيسكو للتعبير عن حرية التعبير وتطوير وسائل الإعلام، يوم إصدار الكتاب: "يعتمد هذا الكتاب الجديد على الأفكار والنصائح التي يقدمها الخبراء العالميون لإلقاء الضوء على تضليل المعلومات، وشرح كيف يمكن للصحف أن تردّ".
وجرى تصميم الكتاب الذي عُنونَ "الصحافة: أخبار مزيفة ومعلومات مضللة"، كدليل عمليّ لمديري غرف الأخبار، والصحفيين في الميدان والمعلمين. حيثُ يمكن لمديري غرفة الأخبار والمدربين انتقاء المواد لاستخدامها في ندوات، ومشاركات وورش العمل الإعلامية. ويمكن لمعلمي الصحافة استخدام النماذج السبعة في الكتاب كمنهج نموذجي للتدريس، مع الخطوط العريضة والتمارين والواجبات والقراءة.
ويسرد الكتاب أفضل الممارسات التي تتناول مجموعة واسعة من الموضوعات، بدءًا من تقصي الحقائق الأساسي والتحقق من وسائل التواصل الإجتماعي إلى محو الأمية في وسائل الإعلام ومكافحة الإساءة عبر الإنترنت.
من جهتها، قالت جولي بوسيتي، المحررة المشاركة في الكتاب، وهي زميلة باحثة في معهد رويترز لدراسة الصحافة بجامعة أكسفورد: "إنّ أزمة التضليل التي نواجهها اليوم تتطلب مهارات متقدمة، تشمل الحاجة إلى مهارات ذات مستوى عالٍ لمصادر وسائل التواصل الإجتماعي، النص، الفيديو والصور، إلى جانب استراتيجيات للتعامل مع المضايقات عبر الإنترنت والتي أصبحت بشكل متزايد سمة من سمات حملات التضليل المدبرة التي تستهدف الصحفيين".
وقد شاركت بوسيتي في وقت سابق من هذا العام، في تأليف "دليل مختصر لتاريخ الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة" للمركز الدولي للصحفيين (ICFJ). وذكر الدليل أن التاريخ المسجل لـ"حروب التضليل" يعود إلى عهد روما القديمة.
وتقول بوسيتي: "ما هو الجديد اليوم هو السرعة التي يتم بها دفع المعلومات التضليلية عبر وسائل التواصل الإجتماعي"، مضيفةً أنّ "احتمال الترويج لمواد بطريقة احتيالية تدّعي أنها تمثّل صحافة، أو تشوّه الحقيقة، أو تحرف الكلمات والأفعال بشكل كامل، هو الآن أمر غير محدود".
ويقول الدليل أيضًا إن "القرن الواحد والعشرين شهد تسليح المعلومات على نطاق غير مسبوق".
إضافةً الى ما تقدّم، يسلط دليل اليونيسكو الضوء على الجانب النظري لحرب التضليل، ونطاق الأزمة وتطورها، ومبادئ توجيهية حول كيفية التعامل مع هذا التهديد المتنامي.
ويتم تعريف المستخدمين في الوحدة الأولى، على مشروع Trust، وهو اتحاد يعمل في 70 دولة حول العالم لتطوير أساليب ومؤشرات تساعد الجمهور على تحديد الأخبار التي تلبي معايير الجودة في الدقة والمساءلة والأخلاقيات وكذلك المؤسسات الإعلامية الملتزمة بمبادئ عالية للصحافة. ويروّج المشروع للمعايير عن طريق طرح أسئلة حول المنشورات مثل كيفية تمويلها، ما هي مهمتها وهل هي مكرسة للتنوع والدقة والأخلاق؟".
ويسلط النموذج الثالث الضوء على أمثلة حول كيفية تغطية وكالات الأنباء للأخبار المزيفة بطريقة تتعارض مع خلل المعلومات. على سبيل المثال، تتبنى صحيفة الغارديان مقاربة إبداعية من خلال "اختبار تفاعلي للأخبار المزيفة" يتحدى القراء لمعرفة الفرق بين "الأخبار المزيفة" البارزة والمقالات التي أعدها فريق الغارديان.
ومن الأمثلة الأخرى على ذلك صحيفة "نيويورك تايمز"، التي تتخذ مسارًا تقليديًا أكثر باستخدام التقارير التفسيرية حول المعلومات المضللة من خلال دراسات حول الحالة، وProPublica، التي يعرض مشروعها "Electionland" تأثير التقارير التعاونية وفحص الحقائق من قبل معلمي وطلاب الصحافة.
ويتناول النموذج الخامس منهجية وأخلاقيات تقصّي الحقائق. هناك روابط لأمثلة من اليابان وكوريا الجنوبية وأميركا اللاتينية وأوروبا والولايات المتحدة. الصحفيون الذين يعملون من خلال هذا الفصل سوف يكتسبون "فهمًا لظهور التحقق من الحقائق كشكل واضح من أشكال الصحافة"، وفقًا للنص.
وتضيف بوسيتي: "هذه المطالب الواقعية للصحافة تضاعف من جودة التقارير المستقلة التي تستند إلى معلومات يمكن التحقق منها والتي تتم مشاركتها للمصلحة العامة". وتشير الى أنّها "تتطلب صحافة تحاسب الأشخاص ذوي النفوذ وتساعد على تعزيز المجتمعات المفتوحة. كما تتطلب أيضًا الالتزام بسرد قصص عن المعلومات المضللة التي تساعد المجتمعات على ملاحظتها ومواجهتها، فضلاً عن تعزيز الالتزامات بالتحقق".
يستضيف معهد رويترز لدراسة الصحافة حلقة نقاشية في 6 كانون الأول /ديسمبر للاحتفال بإطلاق دليل اليونيسكو. وستكون بوسيتي من بين الضيوف المتحدثين.
الصورة الرئيسية مرخصة على أنسبلاش بواسطة أنطوني بيفيلاكا.