كان من المتوقع أن يكون العام 2020 محوريًا بالنسبة للقضايا البيئية، وأن يشهد أحداثًا كثيرة ونشاطات متعلّقة بالبيئة والتنوع البيولوجي وتغير المناخ والمحيطات، لكنّ جائحة "كورونا" أدّت إلى تحوّل الأنظار إلى هذه الأزمة الصحية العالمية، وعلى الرغم من أولويات الصحفيين الراهنة، عليهم التفكير في مكان وكيفية تغطية التهديد الوجودي الآخر المتمثّل بأزمة المناخ.
فقد أدّى تفشي "كوفيد 19" إلى تعطيل الحياة والمجتمعات والشركات حول العالم، وسيدخل عام 2020 التاريخ باعتباره عامًا من عدم اليقين والألم والحزن. وفيما يلي بعض أبرز الاقتراحات والإرشادات التي يقدّمها الباحث في تغير المناخ في منظمة الصحة العالمية آرثر واينز للصحفيين لتغطية قضايا المناخ بالتزامن مع الأزمة الصحية والإنسانية.
عصر الأزمات المتزامنة: نعيش في عصر الأزمات المتقاطعة والمتزامنة، فالخشية الأساسية من أزمة المناخ تتمثّل بتهديد الصحة العامة من خلال زيادة معدّل تلوث الهواء. كذلك من الصعب مكافحة "كوفيد 19" في الأماكن التي تعاني من انعدام الأمن المائي والتي تفاقمت فيها الأزمة بسبب تغير المناخ.
وبحسب واينز، هناك أزمات مرتبطة ببعضها البعض وتتفاعل وتؤثر ببعضها وعلى الصحفيين معرفة كيفية تغطيتها، وهي التدهور البيئي وأزمة المناخ والنزاعات والتوترات السياسية وعدم الإستقرار الاقتصادي وتهديدات الصحة العامة.
التعامل مع أزمة المناخ كأزمة صحية: تفاقم آثار تغير المناخ من الضغط على الأنظمة الصحية في العالم، فالكوارث الناجمة عن المناخ وموجات الحر وانعدام الأمن المائي وتلوث الهواء، كلّها عوامل مؤثرة في الأمن الصحي وانتشار أمراض معينة، مثل زيادة سوء التغذية والملاريا والإسهال والضغط، إضافةً إلى إنفاق مليارات الدولارات كتكاليف صحية.
الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية: تعدّ الأنظمة الصحية خط الدفاع الأول ضد تهديدات الأمن الصحي، بما فيها تغير المناخ. وقد أبرزت جائحة "كورونا" أنّ أنظمتنا الصحية تحتاج إلى تزويدها بالموارد الكافية لكي تصمد أمام الصدمات.
تغطية عدم المساواة: تواجه المناطق الفقيرة "كورونا" بطرق ضعيفة تناسبًا مع هكذا أزمة صحيّة، وينطبق الأمر نفسه على تغير المناخ. وأصبحت معدّلات عدم المساواة في مجال الصحة العامة مرتفعة حول العالم، حيث لا يتمتع نصف سكان العالم تقريبًا بأبسط الخدمات الصحية.
الحلول الصحيّة غالبًا ما تكون مناخيّة: تؤثر القيود التي فرضتها الدول بسبب تفشي "كورونا" بشكل إيجابي على الصحة والمناخ أيضًا، مع تراجع بعض العادات الإجتماعية والإقتصادية.
تلوث الهواء وكورونا: أدّت الجهود التي تُبذل لمواجهة "كورونا" إلى خفض النشاط الاقتصادي ما أسفر عن تحسين وتنقية الهواء، الأمر الذي غطته وسائل إعلام كثيرة.
وعلى الرغم من أنّ تلوث الهواء يهدّد الجميع، إلا أن الأطفال والمسنين والنساء الحوامل والبالغين الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة هم الأكثر عرضة للخطر من الهواء الملوث.
الصحة العامة والسياسة: دخلت الصحة العامة المجال السياسي الآن، أكثر من أي وقتٍ مضى، لأنّ التطورات الصحية ستؤثر كثيرًا على الساحة الدولية وعلى الخيارات السياسية وعلى القرارات المتعلقة بتغير المناخ والتهديدات الأخرى.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة ماثيو رادر