خاضت كارولين طومسون التي كانت تعمل في شركة للإستشارات في كندا تجربة مميّزة، إذ انتقلت إلى العمل في مجال الصحافة عام 2009 بعد مشاركتها في تدريب في جنوب إفريقيا، غيّر واقعها وأبعدها عن العمل بالإستشارات، وهو المجال الذي لم تجد أنّه يناسبها.
وفي التفاصيل، فقد أنهت طومسون فترة التدريب وعادت إلى كندا، حيث تابعت تحصيلها العلمي وحازت على درجة الماجستير في الصحافة من جامعة كارلتون في أوتاوا. ثمّ انتقلت للعمل في إحدى الصحف في كندا، وبعدها سافرت إلى جنوب السودان للعمل، قبل أن تنتقل إلى كينيا، حيث تعمل منذ عام 2017، بشكل أساسي على صحافة البيانات، وتعدّ تقاريرًا خاصّة بحقوق الإنسان والهجرة. وقد نُشرت أعمالها على شبكة CBC والجزيرة وواشنطن بوست وغيرها من وسائل الإعلام، ومن أبرز أعمالها كان تقرير مفصّل عن السيطرة على تفشي فيروس إيبولا.
ومؤخرًا، تم اختيارها للمشاركة في زمالة News Corp Media لمدة ثلاثة أشهر من المركز الدولي للصحفيين، حيث التقتها شبكة الصحفيين الدوليين قبل أن تتوجه إلى نيويورك للعمل في مختبر علوم الإعلام في صحيفة "وول ستريت جورنال".
وتحدّثت طومسون عن صحافة البيانات وعن أبرز نصائحها للصحفيين الشباب.
شبكة الصحفيين الدوليين: هل كان تغيير العمل والإنتقال من كندا إلى شرق إفريقيا مهمّة صعبة؟
طومسون: لقد كانت المهمّة صعبة، لا سيما أنني انتقلت إلى دول لا أجيد تحدّث لغتها وكانت البيئة جديدة لأعدّ التقارير فيها، لهذا فإنني أعتبر التجربة التي خضتها بمثابة تحدِّ.
في البدء، كنت أعمل كمدرّبة وصحفيّة مستقلّة، وتعرّفت على أشخاص يملكون خبرات جيّدة، وعلمتُ معهم. كما أنني أعمل على تنفيذ التحقيقات بشكل تعاوني مع صحفيين آخرين.
والجدير ذكره أنّ معظم المشاريع التي نقوم بها هي متخصصة بصحافة البيانات، وأنا أتعاون مع الصحفيين الكينيين والسودانيين من أجل إعداد تقارير مهمّة.
شبكة الصحفيين الدوليين: كيف بدأت مشوارك بالعمل على صحافة البيانات؟
طومسون: قبل أن أصبح صحفية، كان عملي في مجال الإستشارات، وهناك تعلمت المحاسبة، وكنت أحب الأرقام والرياضيات منذ أن كنت في المدرسة. وعندما قرّرت دراسة الماجستير، وجدت دورة حول أساليب البحث وإعداد تقارير يُشرف عليها صحفيون استقصائيون من كندا، وأدركت حينها أنّها تهمني وأنني أريد إعداد تقارير تستند إلى أدلّة، وتكون أكثر واقعية وعمقًا ودقّة.
شبكة الصحفيين الدوليين: كيف تستطيعين الوصول إلى مجموعات البيانات التي تحتاجينها؟
طومسون: هناك الكثير من البيانات في المنطقة التي أعمل فيها، لا سيما في جنوب السودان، ولكنني أواجه تحديات تتمثّل بأنّه لا يتم تحديث هذه البيانات بانتظام، أو قد لا تكون دقيقة أو غير متاحة للصحفيين.
وفي عملي، أعتمد كثيرًا على الوكالات الدولية التي تجمع البيانات، لا سيما تلك المرتبطة بالأمم المتحدة أو المنظمات غير الحكومية التي تقوم بجمع البيانات حول قضايا محددة، كذلك أعمل مع فريق العمل على جمع بيانات خاصة.
شبكة الصحفيين الدوليين: كيف تعملين على المواضيع المطوّلة والمثيرة كموضوع السيطرة على تفشي الإيبولا؟
طومسون: كانت تغطية الإيبولا صعبة معقّدة، بفعل اختلاط العوامل السياسية والاجتماعية والطبية، كما أنّ هذا الفيروس كان مخيفًا والمعلومات التي تنشر عنه تؤثر بعدد كبير من الأشخاص، كذلك فقد وردت الكثير من المعلومات الخاطئة حول هذا الموضوع.
وخلال العمل على التقرير، فكرتُ في كيفية استخدام البيانات لرواية قصص عن الإيبولا، وتعاونت في الموضوع مع صحفيين آخرين.
شبكة الصحفيين الدوليين: ما هي نصائحك للصحفيين؟
طومسون: يتمثّل طريق النجاح في العمل الصحفي، لا سيما للمستقلين بإيجاد طرق جديدة لسرد القصص وطرق جديدة لعرضها في التقارير. ولهذا على الصحفيين البحث عن مكان أو مجال اهتمام يمكنهم التركيز عليه بشكل مختلف.
بالنسبة لي، كانت صحافة البيانات وسيلة لتوفير مادّة مختلفة عمّا ينتجه معظم الصحفيين في المنطقة، وهذا يعني أنني أستطيع إيجاد قصص لا يعمل عليها أشخاص آخرون. كذلك هناك الكثير من الطرق التي يمكن للصحفيين الإستعانة بها من أجل تنفيذ تحقيقات مميزة.
الصورة الرئيسية من التحقيق الذي أعدّته طومسون حول الإيبولا