صحفية هذا الشهر: ساهر بالوش تشارك آمالها حول حرية الصحافة في باكستان

بواسطة Sam Berkhead
Oct 30, 2018 في صحفي هذا الشهر

في كل شهر، تسلّط شبكة الصحفيين الدوليين الضوء على صحفي دولي يجسّد مهنة الصحافة ويستخدم موقع شبكة الصحفيين الدوليين للدفع قدماً بمسيرته المهنية. إن كنت ترغب بأن تكون واحداً من هؤلاء الصحفيين، أرسل لنا عبر البريد الالكتروني سيرة ذاتية مقتضبة وفقرة تشرح من خلالها كيف استخدمت شبكة الصحفيين الدوليين، هنا.

صحفية هذا الشهر هي ساهر بالوش، مراسلة صحيفة "دون" الباكستانية التي تتحدث عن أفكارها وآمالها للصحافة في باكستان في 2016.

ظلت ظروف عمل الصحفيين الباكستانيين صعبة طوال العام 2015، مع الأوضاع الأمنية التي كثيراً ما تكون غامضة والضغط السياسي السائد. وفي تقرير مراسلون بلا حدود السنوي عن حرية الصحافة، وضعت باكستان في المرتبة 159 من بين 180 دولة، مما يجعلها واحدة من أسوأ الأماكن في العالم بالنسبة للصحفي.

ساهر بالوش، مراسلة في صحيفة داون التي تصدر باللغة الانجليزية، ألقت الضوء على التحديات التي تواجه الصحفيين الباكستانيين كل يوم، جنباً إلى جنب مع بعض من آمالها للعام الجديد بأوله:

شبكة الصحفيين الدوليين: ما هي المجالات التي تعتقدين بأن الأوضاع تتحسن فيها بالنسبة للصحفيين الباكستانيين؟ هل هناك أية أمثلة لوسائل إعلام مستقلة بدأت في الظهور، أو هل تتحسن الظروف الأمنية على الإطلاق؟

ساهر بالوش: الأمور تتحسن بالنسبة للصحفيين، لكنها عملية بطيئة. ما نحتاجه الآن هو تطور وليس ثورة في صناعتنا - والصحافة في هذا الجزء من العالم تتطور. على سبيل المثال، أصبح الوصول للإنترنت متاحاً أكثر بكثير مما كان عليه منذ سبع سنوات. يمكن للصحفيين الشباب العمل كصحفيين مستقلين مع غرف الأخبار على شبكة الإنترنت وأن يتعلموا عملية كتابة الأخبار وتحريرها كبداية.

التناقض الوحيد هو أنه لا يوجد العديد من غرف الأخبار على شبكة الإنترنت، لأنه لا يوجد العديد من الصحف. وبالنظر للمعيار الذي أراه من حولي، فمعظم مؤسسات الأخبار تستثمر في صفحات الإنترنت الخاصة بوسائل إعلامهم. المشكلة هي أن صفحات الإنترنت هذه تعمل كامتداد لصحفهم أو قنواتهم التلفزيونية بدلاً من العمل بشكل مستقل. صفحة الإنترنت المستقلة الوحيدة التي أعرفها هي تانكييد دوت أورج، ولكن هناك جدل أضخم متعلّق بأمن الصحفيين، فحتى مع غرف الأخبار التقليدية، هناك تساؤل حول إلى أي مدى تستطيع منافذ الأخبار المستقلة - سواء مطبوعة أو على الإنترنت - من تخطي الخطوط الحمراء عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع القصص الاستقصائية. وهذه واحدة من المشاكل المستمرة التي نواجهها: أمن الصحفيين. كلنا عرضة لهذا الخطر الذي قد يأتي من أي جهة.

هل يقوم المشرعون الباكستانيون بعمل أي شيء لحماية الصحافة من الرقابة أو العنف؟

ساهر بالوش: الوضع كئيب للغاية عندما يتعلق الأمر بملاحقة من يقفون وراء مقتل الصحفيين، إلا في حالة والي خان بابار، الذي قتل في عام 2011. نجحت المحكمة إلى حد ما في ملاحقة الأفراد الذين يقفون وراء قتل والي فقط بعد أن تم تحويل القضية إلى منطقة أخرى في إقليم السند. بالإضافة إلى ذلك، ألقي القبض على الجناة وتمت معاقبتهم في قضية مقتل مراسل صحيفة وول ستريت جورنال، دانييل بيرل. ولكن في هذه الحالة، كان هناك كذلك ضغط دولي كبير.

أحصت لجنة حماية الصحفيين مقتل 56 صحفياً يعملون في باكستان منذ عام 1992. وتكمن المفارقة في أنه على مدار سنوات، كانت هناك حرية كبيرة في الحديث عن قضايا كانت تعتبر في وقت سابق من المحرمات، على الأقل في المدن الرئيسية في باكستان. لكن لا يزال إقليما بلوشستان وخيبر باختونخوا تحت التهديد والرقابة.

إلى جانب ذلك، لا يبدو أن هناك موقفاُ ثابتاً ضد محاسبة قتلة الصحفيين ببساطة لأن الدولة لا تبدو مهتمة.

تعاملتي في السابق مع قصص تمثّل تحدياً للصحفي الذي يود الكتابة عنها أو تغطية أحداثها، مثل القضايا المتعلقة بالعنف على طول ساحل كراتشي ونزاع بلوشستان. ما هي أنواع التحديات التي واجهتك أثناء العمل على هذه القصص؟ ما هي النصيحة التي تقدمينها للصحفي الذي يريد إلقاء الضوء على القضايا الصعبة المماثلة؟

ساهر بالوش: من المثير للإهتمام، أن الجهات الفاعلة التي يمكن أن تعمل ضد مراسل ما واضحة أو معروفة عندما يتعلق الأمر إما ببلوشستان أو خيبر باختونخوا. عادة ما يكون هناك تهديد من الأجهزة الأمنية، والمتشددين، والانفصاليين أو شرطة الحدود، لذلك أنا أحاول أن أضمن الموقف الرسمي في قصصي. عادة ما تكون المشكلة في كراتشي، حيث الجهات الفاعلة كثيرة جداً ويمكن أن تنزعج، وهو ما قد يكون أمر إشكالي.

ستكون نصيحتي هي ضرورة تغطية جميع الجوانب. لا تقم بعمل افتراضات، لأن الكثيرين منا يرغبون في إلقاء الضوء على قضايا من مدننا أو مقاطعاتنا ويعتقدون أننا خبراء ونعرف كل شيء. وكذلك عدم إبراز الشخص الصحفي لنفسه بشكل كبير عن طريق إعطاء الرأي في المسائل السياسية والدينية والطائفية أو الاجتماعية القائمة. ما دام الناس لا يعرفون رأيك، فمن السهل أن تتفاعل معهم وتتجنب التهديدات المحتملة. وأن نتذكر أننا صحفيون ولسنا نشطاء، نحن لا يمكننا حل جميع القضايا ولكن يمكننا فقط تسليط الضوء عليها.

ما الذي تأملين في حدوثه للصحافة في باكستان في عام 2016 وما بعده؟ ما هو نوع المناخ الإعلامي الذي ترغبين في رؤيته هناك؟

ساهر بالوش: سوف تصبح الأمور صعبة بعض الشيء، لأن هناك ندرة في القصص الاستقصائية ويكمن التركيز بالحصول على آخر مستجدات الأخبار الحالية بدلاً من المتابعة لإنتاج قصة متكاملة. سيكون من الجيد أن نرى ذلك يتغير في عام 2016.

تجدر الإشارة أنه تم تحرير وتلخيص هذا الحوار.