شراء "بيزوس" لصحيفة واشنطن بوست تعرف تجارب مرادفة في الصين

بواسطة James Breiner
Oct 30, 2018 في مواضيع متنوّعة

جيف بيزوس، مالك شركة أمازون ليس فقط ملياردير التجارة الإلكترونية فهو يصنع الأخبار ويستحوذ على الشركات. هناك أيضاً جاك ما، المتربّع على عرش زعامة التجارة الإلكترونية في الصين، "علي بابا"، وقد استثمر مئات الملايين من الدولارات في خدمة تدوين مصغّرة كتويتر وخدمة الموقع الجغرافي عبر الخرائط.

قام كلا هذان العملاقان بابتلاع هذه الشركات التي يمكن أن تساعدهم في الحصول على التآزر من خلال الجمع بين المحتوى، والشبكات الاجتماعية، وتجارة التجزئة عبر الإنترنت، ورسم الخرائط (البيع الذي يعتمد على الموقع الجغرافي بالإضافة إلى خدمات أخرى)، والمنصات المحمولة، وأجهزة وأنظمة التشغيل.

أكبر منافسيهم وبنفس الوقت النموذج الذي يتّبعونه هو جوجل، الرائد عالمياً في مجال الاعلان على شبكة الإنترنت. كان يدخل جوجل نفسه في كل هذه الأعمال. حيث رأت شركات الإنترنت الكبرى بهدف التنافس عالمياً - مثل فيس بوك، والأمازون، وياهو وتويتر، كما في الصين علي بابا وتينسنت - الحاجة إلى تطوير كافة قطاعات الأعمال التجارية عبر الإنترنت. كان لهذا التوجّه أثره على موفّري المحتوى وعلى وكالات الأنباء بالإضافة إلى أثره على حرية التعبير. على الرغم بدايةً من اتجاهات الأعمال.

المعركة القادمة على الهواتف المحمولة

يرى "علي بابا" ونظرائه فرصة للاستفادة من الهواتف المحمولة. إذ يملك "علي بابا" بالفعل نحو 700 مليون مستخدم لمزاده على الإنترنت وخدمات التجزئة التي يقدّمها، ولكن مع استثماره في "ويبو" والتزامه للإعلان على تلك الشبكة الاجتماعية، سيصبح أكثر قدرة على الاستفادة من الهواتف المحمولة بالإضافة إلى أخذه منحاً أكثر اجتماعي، وفقاً لمراسل صحيفة وول ستريت جورنال توم أورليك.

السبب الرئيسي لإنفاق "علي بابا" 586 مليون $ للحصول على نسبة 18 في المئة في ويبو هو توفير منصة الهواتف المحمولة لقطاع التجزئة، بحسب تحليل قامت به "ذا ستريت". يملك "ويبو" 50 مليون مستخدم نشط يومياً. لقد منحوا "علي بابا" أداةً لمواجهة تحدي هيمنة قطاع التجزئة من قبل عملاق الإنترنت الصيني، "تين سنت"، والذي يضم 300 مليون مستخدم لخدمة التراسل الفوري عبر الهاتف المحمول، والتي تدعى "WeChat".

أضحى الهاتف المحمول ساحة المعركة الجديدة للإنترنت، وليس فقط في الصين، ولكن على الصعيد العالمي. صرّح موقع فيس بوك عن نمو إيراداته بنسبة 53 في المئة في الربع الأخير، من جراء التركيز بشكل مكثّف على الإعلانات عبر الأجهزة المحمولة. في اقتباس عن وكالة بلومبرغ، رأى المحللون أنه هناك إمكانات ضخمة لنمو الشركة عبر استخدام الإعلانات على الأجهزة المحمولة.

ربط الموقع الجغرافي بقطاع التجزئة

من الجوانب الأخرى للمنافسة على شبكة الإنترنت هو ربط الأجهزة المحمولة على خدمات المواقع الجغرافية مع عملية الشراء عن طريق الإنترنت. يقوم مستخدمو الأجهزة المحمولة على نحو متزايد، باستخدام خدمات تحديد الموقع لاتخاذ خياراتهم حول أماكن التسوّق حيث تتواجد المحال ومراكز للتسوّق. أو أنها تجمع بين المنحى الاجتماعي، والمحمول، وخدمات تحديد الموقع للعثور على الأصدقاء المتواجدين في مكان قريب بهدف التلاقي في المطاعم أو أماكن الترفيه.

لقد عزز "علي بابا" رصيده في خدمات الموقع الجغرافي من خلال الحصول على حصة 28 في المئة في "أوتو نافي" القابضة وذلك مقابل 294 مليون $، وهو ما سيسمح "لعلي بابا" بربط خدمة الموقع الجغرافي بعروض البيع بالتجزئة. عرضت صحيفة وول ستريت جورنال هذا التحليل حول الصفقة:

"سيتمّ التعاون بين الشركتين أيضاً عبر دمج بيناتهما لتطوير منتجات للبيع عبر الإنترنت والتي ستستفيد من موقع تواجد مستخدمي الهواتف المحمولة الذكية. هذا المجهود الذي قام به "علي بابا" لتوثيق هذا الارتباط، يُعَد خطوة إضافية لبسط السيطرة على الخدمات المتوافرة على الهواتف الذكية. مما قد يشكّل تحدياً "لرايفل تانسنت" القابضة (.Ltd)، والذي رجّح المحللون أنّها ستستفيد من تطبيق المراسلة الواسع الانتشار "وي تشات" لكسب مدخول من التسويق والتجارة الإلكترونية على نفس القاعدة المُعتمدة على أساس الموقع الجغرافي للمستخدمين."

نحن نشهد سباق مذهل سعياً لتوطيد هيمنة الإنترنت من قبل حفنة من الشركات العملاقة - جوجل والأمازون، تويتر، فيس بوك، علي بابا، تينسنت وغيرهم - ممن يقتنون الشركات التي ستساعدهم في سعيهم. شراء فيس بوك لإنستاجرام في عام 2012 مقابل 1 مليار $ هو مثال رئيسي على هذا الاتجاه القائم.

هذه المقالة هي مقتطف مما تمّ نشره على أخبار رجال الأعمال. وتمّ نشرها على شبكة الصحفيين الدوليين بعد أخذ الإذن. يمكنكم قراءة المقالة كاملة، هنا.

جيمس برينر، مستشار في الإعلام الإلكتروني والريادة. هو المدير المشارك سابقاً لبرنامج صحافة الأعمال العالمية في جامعة تسينغهوا. وهو زميل سابق في زمالة نايت للصحافة العالمية والذي أطلق وأدار مركز الصحافة الإلكترونيّة في جامعة كوادلاخارا. هو ثنائي اللغة ويتحدث الإسبانية والإنجليزية. يمكنكم متابعته على تويتر، هنا.

الصورة تحت رخصة المشاع الإبداعي على فليكر، بواسطة المنتدى الاقتصادي العالمي.