سعيًا إلى التنوّع في غرفة الأخبار.. خطوة جديدة لـ"واشنطن بوست"

Oct 1, 2020 في التنوع والإدماج
مبنى واشنطن بوست

في أعقاب مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد في أيار/مايو الماضي وسلسلة الاحتجاجات التي خرجت منددةَ بقتله في الولايات المتحدة الأميركية، أعادت الكثير من المؤسسات النظر في طرق التعامل مع قضايا عدم المساواة على أساس العرق والأصل في أماكن العمل، ومن بينها برزت وسائل الإعلام، وفي مقدّمتها صحيفة "واشنطن بوست" التي أعلنت عن خطط جديدة لتعزيز الجهود في مجال التنوع والإختلاف، معلنةً عن 12 وظيفة جديدة في حزيران/يونيو الماضي، معظمها يتعلق بقضايا العرق والقضايا الاجتماعية. وبعد أسابيع جرى تعيين المحررة التي تعمل في الصحيفة منذ 20 عامًا كريسا طومسون، كمديرة تحرير متخصصة بالتنوع والشمول في "واشنطن بوست"، وهو منصب تمّ استحداثه ويتضمّن عددًا من المسؤوليات، إذ أوضحت طومسون في حديث مع شبكة الصحفيين الدوليين أنّها أصبحت مسؤولة عن التوظيف وتنظيم التغطية الإخبارية وتعزيز ثقافة غرفة الأخبار والسعي إلى استبقاء الموظفين فيها.

والجدير ذكره أنّه مع توليها هذا المنصب، أصبحت طومسون أول سيدة أميركية من أصل أفريقي تشغل منصب مديرة تحرير في تاريخ الصحيفة. وفي تعليقها على هذا الأمر، قالت: "نريد غرفة أخبار تشبه أميركا ويمكنها تغطية جميع المجتمعات بعمق وعلى نطاق واسع".

                                       إقرأوا أيضًا: إرشادات وموارد للصحفيين لإعداد تقارير حول العنصرية والكراهية

في المقابلة التالية مع طومسون، أوضحت عن أهداف عملها الجديدة وتوقعاتها، في وقتٍ تتصدر العدالة العرقية القضايا الأساسية في الولايات المتحدة:

-هل سيركز عملك على تعزيز الثقافة في غرفة الأخبار، أم ستسعين إلى إشراك جماهير متنوعة؟

طومسون: إنني أركّز على الأمرين، ولهذا أريد إجراء مكالمات واجتماعات مع المديرين والموظفين ومحاورتهم قبل البدء بجمع الأفكار ووضع خطط قابلة للتنفيذ. وسأعمل على لعب دور حاسم في إنشاء غرفة أخبار تكون نموذجًا للتنوع والشمول في عالم الصحافة، كما أخطط لفتح فرص وظيفية وتدريبية.

-لماذا يعدّ التنوع والشمول معيارين مهمين لـواشنطن بوست؟

طومسون: إنّ التنوع والشمول من أبرز الأهداف التي نسعى لتحقيقها، ومؤخرًا أصدرنا تقريرًا حول التنوّع في الصحيفة وغرفة الأخبار، بمحاولة لتعزيز الشفافية، كما أننا نكثّف اتصالاتنا بشأن كيفية تطبيق هذا العمل، وسينعكس التركيز على هذين المعيارين بين الموظفين والصحفيين إلى التنوّع في التغطيات أيضًا، وهو الأمر الذي سيرضي القراء بشكل أكبر.

 -كيف تأثرت غرفة الأخبار في الصحيفة بمقتل جورج فلويد والتظاهرات التي تلت الحادثة؟

طومسون: لقد أدّى مقتل فلويد إلى خروج احتجاجات تاريخية، وقد قام الفريق الصحفي بتغطية الحدث بشكل جيد، كما أنّه دفع غرف الأخبار الأميركية، ومن بينها "واشنطن بوست" إلى إعادة النظر بأوجه عدم المساواة العرقية بين الموظفين وأطلقت حوارات من أجل التحسين ومعالجة الثغرات.

- ما هي التوقعات داخل غرفة أخبار "واشنطن بوست" بشأن دورك والتغييرات في التنوع والشمول داخل الصحيفة؟

طومسون: إنني متحمسة جدًا لهذا العمل، وأسعى لتعزيز ثقافة العمل الجماعي، إذ لا يمكن لأي شخص تغيير ثقافة غرفة الأخبار أو جعل المكان أكثر شمولاً بعمل فرديّ، فهذه المسألة تتطلب عمل الصحفيين معًا بنفس الثقافة وروح العمل من أجل تحقيق الطموحات التي نتطلّع إليها.

-عند الإطلاع على التقرير الذي أصدرته "واشنطن بوست" حول موظفيها، يتبيّن أنّ أكثر من 77% من الموظفين في المناصب الإدارية من ذوي البشرة البيضاء و9% فقط من ذوي البشرة السمراء. ما هي خطواتك الأولى لسد هذه الفجوة؟

طومسون: أودّ رؤية الأشخاص الموهوبين في الصحيفة ينتقلون إلى مناصب قيادية، وأتوقّع حصول تحسّن في التمثيل وفي المواقع الإدارية من خلال الاستثمار في الطاقات الموجودة بالفعل في غرفة الأخبار.

-يُظهر تقرير "واشنطن بوست" أنّه تمّ إغلاق الفجوة في التوظيف بين النساء والرجال في الصحيفة منذ العام 2017، ومنذ ذلك الوقت رأينا زيادة بالمطالب المتعلقة بحقوق المرأة. فهل يمكن تكرار أي شيء من التجربة السابقة من أجل القضاء على الفجوة العرقية والإثنية؟

 طومسون: أرغب بأن تصبح الصحيفة مقصدًا ومثالاً عندما يتعلق الأمر بإنشاء غرفة أخبار تشبه أميركا، لقد تقدّمنا كثيرًا ونفذنا خطوات ناجحة تتعلّق بالمساواة بين الجنسين وأعتقد أن زيادة الوعي حول عدم المساواة العرقية سيساعدنا في سد الفجوات الموجودة في هذا المجال بشكل أفضل. نحن نخصص الموارد لتحسين كلّ ما يرتبط بالتنوع والشمول وأعتقد أننا سنصل إلى هدفنا.

ألدانا فاليز هي مديرة برامج في المركز الدولي للصحفيين.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصلة الإستخدام بواسطة  Wikimedia Commons.