المركز الدولي للصحفيين و"تاو" يطلقان إستبيانًا حول آثار "كوفيد 19" على الصحافة

بواسطة Julie Posetti and Emily Bell
May 13, 2020 في تغطية كوفيد 19
مقابلة

في ظلّ تفشي جائحة "كوفيد 19"، تمرّ الصحافة في وضعٍ استثنائيّ ساهم في انهيار عدد كبير من المؤسسات الإخبارية حول العالم، وفقدان عشرات الآلاف لوظائفهم في غرف الأخبار أو إعادة النظر في طريقة عملهم وتغيّر مهامهم.

وبناءً على ما تقدّم، نُطلق استبيانًا حول العالم لتتبع وقياس وتقييم آثار الجائحة على مجال الصحافة حول العالم وللمساعدة في تصوّر المستقبل الذي ينتظره.

ونهدف من خلال هذه الدراسة إلى معرفة كلّ ما هو مطلوب من أجل استمرار العمل الإعلامي، انطلاقًا من الدعم والتدريب على المديين القصير والطويل، وصولاً إلى كيفية مواجهة الصحفيين لتحديات إعداد التقارير خلال زمن كورونا والأساليب الإبداعية والمبتكرة التي يستخدمونها، إضافةً إلى الخطوات التي يمكن القيام بها من أجل المساعدة في حماية الصحفيين والدفاع عن حرية الإعلام أثناء انتشار "كورونا".

حاجة طارئة للإستبيان

لقد ظهرت آثار كثيرة للجائحة في المجال الإعلامي حول العالم، والذي شهدَ تراجعًا للإعلانات، انكماشًا واضحًا في الصحافة المطبوعة، انخفاض القدرة على إجراء التحقيقات الاستقصائية،  كذلك تأثرت الأخبار المحلية بشكل كبير، في وقت استغلّ المسؤولون لا سيما الديكتاتوريون والمستبدون، الوضع الصحي الطارئ في العالم، لتكثيف الهجمات على الصحفيين وتشويه صورة الصحافة وتقويض حرية وسائل الإعلام.

وتهدف هذه الدراسة المستقلة إلى اكتشاف المناطق الأكثر احتياجًا حول العالم والتي تحتاج للمساعدة في الإستجابة للجائحة، وهذا الإستبيان ليس سوى الجزء الأول من مشروع الصحافة والجائحة البحثي، الذي يُنفذه فريق يضمّ صحفيين وباحثين أكاديميين لديهم خبرات واسعة، وذلك ضمن شراكة بين المركز الدولي للصحفيين ومركز تاو للصحافة الرقمية في جامعة كولومبيا. وإضافةً إلى ما تقدّم، فإنّ أحد أهداف الدراسة هو فهم حجم الأزمة بالنسبة للصحافة، من أجل العمل والتعاون لتحسين الوضع الإعلامي. 

 ولتحقيق الأهداف التي نتطلّع إليها في هذه الدراسة، التي تأتي في مرحلة انتقاليّة في عالم الصحافة، نحتاج إلى وسائل الإعلام والصحفيين والمحررين وغيرهم من العاملين في وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم للمشاركة بهذا الإستبيان، فكلّما اكتشفنا تأثيرات "كوفيد 19" بشكل مبكر، كلما استطعنا تقدير الخسائر ورسم خارطة للتعافي.

لقد شهدنا عددًا من المبادرات الناشئة التي أطلقتها منظمات خيرية وشركات تكنولوجية وجهات حكومية، ولكن لم يتبيّن بعد كيف ستساهم خططهم بتحسين مجال الصحافة، أثناء الجائحة وبعدها.

وفي هذا السياق، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيوغوتيريس مؤخرًا أنّه "لا يمكن لأحد أن يحلّ مكان وسائل الإعلام لتزويد الناس بالمعلومات والتحليلات، وفي مواجهة الشائعات خلال مرحلة تفشي كوفيد 19".  

وعلى الرغم من التأثير السلبي للجائحة على مجال الصحافة، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ "كوفيد 19" ساهم بإبراز بعض القيم والجوانب المهمّة، حيث يعرّض الكثير من الصحفيين حياتهم للخطر يوميًا كي يعدّوا التقارير حول الأزمة الصحية الطارئة عالميًا، كما يقدّم الصحفيون قصصًا تحرّك الناس، وأخرى تساعدهم على تمييز الوقائع عن الخيال، إضافةً إلى استكشاف المصادر الموثوقة من مروّجي الأخبار المضلّلة والخاطئة، وقدّم الصحفيون خلال الفترة الراهنة التقارير التي تدعو إلى محاسبة النافذين، كما نشر الصحفيون قصصًا تحدث فرقًا وتترك أثرًا.

 ماذا تريد أن تعرف؟

أولاً، كيف يؤثر فيروس "كورونا" على المؤسسات الإخبارية وأمن الصحفيين في وظائفهم؟

أحدثت جائحة "كوفيد 19" ضربة كبيرة للكثير من المؤسسات الإخبارية ومزوّدي الأخبار. نطلب من المشاركين توضيح وتفصيل آثار الجائحة على عملهم وعلى استدامة مؤسساتهم الإخبارية. نريد أن نعرف ما إذا كانت مؤسستك قد تأثرت كثيرًا أو أغلقت مؤقتًا بسبب "كورونا". ونريد أن نتعرف على الآثار المترتبة على الصحفيين، بما فيهم المستقلين، لا سيما من حيث فقدان الوظائف وتخفيض الرواتب.

ثانيًا، كيف حوّلت الجائحة مسار الأبحاث الصحفية، السرد القصصي وإعداد التقارير؟

على الرغم من معاناة الكثير من غرف الأخبار من الضغوط المتكررة، يوجد الكثير من الصحفيين الذين استخدموا أساليب مبتكرة في إعداد التقارير، من خلال تطوير تقنيات جديدة، استخدام البيانات وتقنيات التحقيقات المفتوحة المصدر لسرد القصص بمزيد من الوضوح والدقة. نريد أن نعرف المزيد عن هذه الإبتكارات!

ثالثًا، ما هي التحديات المتعلّقة بسلامة الصحفيين الجديدة والناشئة مع "كوفيد 19"؟

كم عدد الصحفيين والإعلاميين الذين تُرسلهم المؤسسات التي يعملون فيها لتنفيذ تحقيقات ميدانية من دون أن تزوّدهم بمعدات حماية مناسبة؟ كيف يتأثر الصحفيون المستقلون؟ ما هي الآثار الصحية النفسية التي يواجهها الصحفيون بعد احتكاكهم بالأشخاص المرضى وأولئك الحزينين عليهم؟ هل واجه الصحفيون المضايقات عبر الإنترنت خلال عملهم؟ ماذا عن الإرهاق الناجم عن عملهم خلال تغطية "كورونا"؟ وماذا عن الأمن الرقمي خلال عمل معظم الصحفيين عن بُعد؟

رابعًا، ما هي التهديدات الرئيسية التي يشكّلها "كوفيد 19" بالنسبة لحرية وسائل الإعلام؟

تعرّض الكثير من الصحفيين حول العالم لهجمات، تحت عنوان "كوفيد 19"، ويتم استغلال القانون ضد الصحافة. نريد استكشاف الآثار من خلال الصحفيين في وسائل الإعلام والذين يعدّون التقارير الميدانية.

 خامسًا، ما هي تجارب الصحفيين مع الأخبار المضللة حول الجائحة وكيف يعملون من أجل مواجهتها؟

 نبّهت منظمة الصحة العالمية واليونسكو من الأخبار المضللة، فما هي التجارب التي واجهها الصحفيون ومدققو الحقائق وغيرهم من الإعلاميين مع إساءة استخدام المعلومات والأخبار المضللة؟ ما هي آثار "كورونا" على عملهم؟ وكيف تعمل المؤسسات الإخبارية لمواجهة المعلومات الخاطئة التي تزيد مع تفشي "كوفيد 19"؟

 سادسًا، كيف أثّر فيروس "كورونا" على توزيع المحتوى وإشراك الجمهور؟

 زادت وتيرة التحوّل نحو الإعلام الرقمي بشكل كبير، كما أصبح هناك تركيز أكبر على الإشتراكات، توازيًا مع  لعب المنصات والخوارزميات دورًا أكبر خلال "كوفيد 19"، كذلك زاد عدد الجماهير المهتمين بالأخبار في مناطق كثيرة في العالم، ولكن كيف تتكيف غرف الأخبار مع الاهتمام المتزايد بمتابعة الأخبار في وقت تنخفض فيه الإيرادات وهي مشكلة تعاني منها وسائل إعلامية كثيرة حول العالم.

 إليكم ما بإمكانكم فعله للمساعدة!

نعرف أنّ كثيرين منكم سيسألون "من لديه الوقت لملء هذا الإستبيان خلال تفشي الجائحة؟". نحن ندرك أنّ العديد من الصحفيين والمؤسسات الإخبارية حول العالم يكافحون من أجل البقاء وتغطية "أكبر قصة في عصرنا". ولكن إذا أردنا أن تنجو الصحافة وتتعافى من "كورونا"، فنحن بحاجة إلى أبحاث جيدة للمساعدة ذلك.

ونشدّد أيضًا على أهمية وصول أصوات الصحفيين الذين يعملون في ظلّ تفشي "كوفيد 19"، في دراسة تتعدّى إجراء إحصاءات ورسوم بيانية. وإذ نقدّر وقتك وإجاباتك، سنعمل على نشر تحديثات بشكل منتظم، استنادًا إلى أبحاثنا، كي تصلك الصورة الواضحة والشاملة.

الإستبيان متاح الآن باللغات التالية:

يتمّ تنفيذ مشروع الصحافة والجائحة بالتعاون بين المركز الدولي للصحفيين ومركز تاو للصحافة الرقمية في جامعة كولومبيا. هذا المشروع هو جزء من مبادرة أوسع أطلقها المركز الدولي للصحفيين لمساعدة الصحفيين الذين يغطون "كوفيد19"،التي أصبحت واحدة من أهمّ القصص في وقتنا، وأكثرها تعقيدًا.

تُشارك لجنة حماية الصحفيين معنا في هذا الإستبيان في الجوانب المرتبطة بالسلامة الصحفية وحرية الإعلام.

لمزيد من المعلومات أو للتواصل مع الباحثين من أجل التعاون في هذا المشروع، يرجى إرسال رسالة إلى البريد الإلكتروني التالي: PandemicProject@icfj.org

الدكتورة جولي بوسيتي هي مديرة الأبحاث العالمية في المركز الدولي للصحفيين. تتمتّع بثلاثة عقود من الخبرة وحاصلة على جوائز. كما أنّها باحثة في مركز حرية وسائل الإعلام في جامعة شيفيلد وفي معهد رويترز لدراسة الصحافة في جامعة أكسفورد.

البروفيسورة إميلي بيل هي المديرة المؤسسة لمركز تاو للصحافة الرقمية في جامعة كولومبيا، وتعدّ من أبرز المفكرين والمعلقين والاستراتيجيين في القضايا المرتبطة بالصحافة الرقمية. وقد عملت من قبل في Guardian News  ووسائل إعلامية في لندن، ككاتبة ومحررة في صحف مطبوعة وفي وسائل إعلامية رقمية، كما أنّها حائزة على جوائز.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش.