خمس خطوات لكتابة ذات تأثير كبير

بواسطة Anonymous
Oct 30, 2018 في أساسيات الصحافة
 أكدت الأبحاث أن ثلاثة أمور تجعل المصدر موثوقا وهي 1- أن تشعر ببراعته ومعرفته الجيدة بالموضوع. 2-  أن تشعر بمشابهته للجمهور. 3- الحيوية والطاقة البينة و الحماس الذي يبرزه.
 وهذه المقاييس الثلاثة تطبق سواء أكان المصدر شخصاً أو صحيفة. كما أنه بإمكان الصحف تعزيز مصداقيتها باعتمادها على هذه الأمور الثلاثة. فالتقارير الدقيقة و الشاملة تقنع القرّاء بأننا نعلم ما نحن فاعلون.
 كما أن انتقاء المواضيع التي تهم الجمهور بشكل حقيقي وكتابتها بالإنكليزية المحكية تساعد القرّاء على الوثوق بنا. ونقوم بالعمل على توفير الفاعلية والحيوية التي تولد الأثر الأكبر عن طريق التخطيط الواضح, والرسوم والكتابة.
 

ولحسن الحظ, فإن أسرع وأسهل طريق للوصول إلى المصداقية هو الكتابة الفعالة والنشيطة. تنتج الكتابات ذات التأثير الكبير عن تقنيات محددة, وباستطاعة أي صحفي تقريباً أن يتقن الأمور الخمسة الهامة التي من شأنها أن تقوم بجعل مقالتك فعالة:

  1. أبقي الجمل قصيرةً. قلما يستخدم الكتّاب الذين يبغون استرعاء انتباه القرّاء جملاً ذات تحتوي على أكثر من 17 كلمة. ولزيادة اهتمام القرّاء يقومون بالتنويع في معدلات طول الجمل المستخدمة أثناء الكتابة, كما أنهم في بعض الأحيان يستخدمون جملاً يتراوح طولها ما بين ال30 و35 كلمة على أن تكون صحيحة وذات ترتيب مضبوط إلا انه عليهم حينها تغيير ناقل الحركة.

    إضافة إلى أن خليط الجمل الجيد يجب أن يحتوي على جمل مؤلفة من ست كلمات أو أقل. كتب بيل بلوندل, الصحفي السابق ومدرب الكتابة الصحفية في صحيفة وال ستريت, والذي أتقن هذه التقنية منذ زمن بعيد, هذه الفقرة في إحدى قصصه الحائزة على جائزة الـ
    ASNE  " حقق هنود اليافاباي ال360 الباقون من الآلاف المقلصة التي عاشت في يوم من الأيام على مساحة عشرة ملايين أيكر من أريزونا و الموجودين في هذه المستوطنة الصغيرة, نصرهم الأول على الرجل الأبيض. أراد إسكاتهم بوضع ثلاثة وثلاثين مليون دولار في جيوبهم. وكان ردهم على ذلك, اغرب بعيداً من هنا."
 
  1. استخدم الأفعال القوية. تعبر الأفعال عن السلوك والعمل المباشر, ولا شيء يضيف الحيوية أو الفاعلية إلى القصة أو المقالة أكثر منها. ترافق الفعل المتعدي جلَبة كبيرةً حيث أنه يأخذ مفعولاً به مباشراً والتي بدورها تولّد مجرى ثانوي للأحداث. " أدمت نهايته ظهرها" " أوصل عداءين إلى منازلهما" "التهمت النيران الطابق الأول"  كما أن الأفعال اللازمة أيضاً تحتوي في تركيبها على القوة. " تفجرت الحاوية بقوة بركانية" " اندفع المتزلّج نحو الفضاء " " انقطع السلك, وانزلقت الحمولة نحو الحاجز ".  

    في حين أن أفعال الربط لا تعبر عن الحركة لذا فإنها تضعف الكتابة. إذ أنها غالباً ما تعلن مشابهة أو عدم مشابهة بعض الأشياء لبعضها الآخر بطريقة ما. " القمر كئيب ", " كانت عظات الخطبة مضجرة ", " كانت الأرض مشبعة بالماء ". إن أفعال الربط في الحقيقة, هي عبارة عن تعاريف بإمكانها نقل الآراء, غير أنه ليس بإمكانها نقل أخبار جديدة.           
                 

    إحدى استراتيجيات الأفعال هي تجنب تحويل الكلمات الدالة على الحركة إلى أسماء. انتبه إلى الكلمات ذات اللواحق التي تتركز حركتها وحيويتها في جذر الكلمة. فبدلاً من كتابة " تمكن من الدخول " اكتب " دخل ". وبدلاً من "منذ انتهاء مهلة العقد" اكتب "منذ أن انتهى العقد". فضّل "اعتمد" على "الاعتماد" و "عالج" على "علاج". ابحث عن جذور الأفعال القوية من الكلمات "مقحم" و "تخرُّج".

  2. عليك تفضيل المبني للمعلوم على المبني للمجهول : تتفق كافة سلطات الكتابة من أورويل إلى زينسير على أن المبني للمعلوم يزيد من القوة والمبني للمجهول ينقصها. ولكن المشكلة تكمن في أنه يكاد أن يكون من الممكن لأي شيء أن يولد قلقاً كما تفعل الكتابة. وعادة ما ينجم عن القلق نوع من الجبن, الذي يتمثل في معظم الأحيان بشكل المبني للمجهول. لذا, فإننا نكتب بأن " الطائرة أصيبت بصاعقة" لا " أصابت الصاعقة الطائرة" وأنه"صوٍّت بشكل أكبر لصالح مورفي" بدلاً من " المصوتين اختاروا مورفي". أو أن "بلدة لويس تاون غُمرت من قبل النهر الفائض" بدلاً من "غمر النهر بلدة لويس تاون".

  3. كن دقيقاً. فالأسماء المادية والأفعال والصفات تضيف الحيوية والفاعلية إلى ما تكتبه. أما الجوامد فتذهب تلك الحيوية بعيداً. يسأل الكتاب المفعمين بالحيوية أنفسهم ما إن كان باستطاعتهم جعل كل كلمة يكتبونها أكثر دقة بدون التضحية بالمعنى الجوهري الخاص بها. لذا فغنهم يفضلون "الجمهور" على "الناس الذين حضروا". ويقولون بأن متسوقاً "تباطأ" في المجمع التجاري بدلا من "مشى ببطء". و يملؤون كتاباتهم بصور حسية يمكن للقراء تصورها. فالتفاصيل تعطي الثقل, والثقل يعطي الأثر.

  4. اختصر الزوائد. تقول مدربة الكتابة في دالاس مورنينغ نيوز, باولا لاروك ( Paula LaRocque ), أن الشيء الذي لا يضيف على القطعة المكتوبة يأخذ منها. فالكلمات الغير ضرورية تقلل من قوة الأثر من خلال الحشو أو استبدال الأفعال بالمفردات المحدودة ذات المعنى الجوهري والأساسي فقط. حتماً ستعترش بعض الزوائد مسوداتك الأولى, لذلك فإنه يجب عليك أثناء التبييض أن تركز على اختصار أي شيء غير ضروري. والتقنية الأبسط هي بالتأكيد الأفضل دائماً: تمعن في كل كلمة من كلمات المسودة, مع اختبار حذف كل منها ذهنياً, فإذا بقي ما ينوب عنها, قم بحذفها من على الشاشة.  

    هنالك تكتيك آخر بإمكانك الاعتماد عليه وهو أن تختصر العبارات المجرورة عن طريق جعل الاسم المجرور يصف الاسم الذي يعود عليه بشكل مباشر. بعبارة أخرى, أكتب "اسم حرف الجر المجرور" بدلاً من "الاسم المجرور بحرف الجر". استبدل "الحائط التابع للمتحف" بـ "حائط المتحف". وإن وجدت أن ضغط العبارة المجرورة سيقلل من شأن فكرة تعتبرها ذات أهمية, عد إلى التقنية رقم ((1)) واكتب تلك الفكرة في جملة مستقلة. واستخدم في بنائها فعلاً قوياً.
 

هارت هي رئيسة التحرير العليا للكتابة وتطوير الهيئة في Portland Oregonian .

 

التحرير والنشر 19 تشرين الأول/ أكتوبر 1996