في الصف الخلفي من قاعة النيوزيم (متحف الصحافة)، في واشنطن دي.سي.، احتشد عدد من الصحفيين الباكستانيين، ليل الاحد الماضي (الأول من أيار/مايو)، آملين أن تزودهم نشاطات اليوم العالمي لحرية الصحافة، بأفضل المعلومات لاستخدامها عند نقلهم الأخبار في مناخ التشدد والتضيقات الذي يواجهونه يومياً.
كان من بينهم عدنان رشيد، وهو منتج اذاعي من سوات في باكستان، ذكر أن متشددين ذكروه بالاسم، على أنه "يقوم بتضليل الرأي العام". وقال مراسل من محطة تلفزيونية مقرّها لاهور، شميلا جايفري، أن بعض الصحفيين قاموا بالانتحار، لأنه لم تكن تدفع لهم أجورهم. وأضاف أن الحكومة تقيّد عملية نقلهم للأخبار، كما يلجأ بعض مالكي وسائل الإعلام إلى الرقابة الذاتية.
إفتتحت القيّمة على النيوزيم والكاتبة باتي باو لورد، المؤتمر الذى يستمر لثلاثة أيام، مشيدة بالصحفيين الذين يواجهون ظروفاً صعبة، كالتي يواجهها رشيد وجايفري، وأعلنت أن "حرية الصحافة هي الأمل".
ومن الجدير ذكره أن مؤتمر اليوم العالمي لحرية الصحافة، يُقام للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأميركية، وانطلق مساء الاحد، أمام حشد في النيوزيم، متحف واشنطن للأخبار. وقام المتحدثون في الافتتاح بتكريم الصحفيين الذين سقطوا، مشددين على أهمية وسائل الإعلام الجديدة، التي فتحت قنوات لوصول المعلومات، وأدت في الوقت عينه، إلى تشديد القيود المفروضة على حرية التعبير.
قالت باو لورد "في هذا العالم المتغير بسرعة، مسارات من أجل حرية الصحافة كان لا يمكن تصورها بالأمس، وإذ بها تظهر فجأة". مستشهدة بـ"حصاد" المعلومات التي نتجت بناء على ما جرى مع بائع تونسي متجول فقير اشعل النار في نفسه فأطلق ثورة تونس.
في رحلتها الأخيرة إلى الشرق الأوسط، ذكرت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للدبلوماسية العامة والشؤون العامة جوديث ماكهيل، في الكلمة التي ألقتها في المناسبة، أن الصحفيين التونسيين سألوا فريقها عن الأسلوب الذي يجب اعتماده لطرح الأسئلة على السياسيين.
واضافت "لم تكن لديهم في السابق القدرة على أداء هذه الوظيفة الأساسية في الصحافة". ولكن الانتخابات المقبلة لا شك ستفسح في المجال أمام الصحفيين هناك للتمرس في هذا الحقل وممارسة الحريات الجديدة.
أما ستيفن كينغ، من شركة الاستثمار الخيرية شبكة أوميديار، فأشاد بمشاريع مثل Ushahidi crowdsourcing ومنصة صحافة المواطن غلوبل فويسيز (أصوات عالمية)، لأنها تعزز وتروّج مطالبة الحكومات بالشفافية.
أما كارل جريشمان، رئيس مؤسسة الصندوق الوطني للديموقراطية، فتحدّث عن "التناقض الحاد" بين الدول "المغلقة"، التي تحكم سيطرتها على وسائل الإعلام الجديدة، والمجتمعات المفتوحة، حيث تتدفق المعلومات بحرية، على نحو متزايد. وقام بتكريم أربعة زوجات من الصحفيين الذين سقطوا، ومن بينهم دانيال بيرل وغيلليرمو كانو.
اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي أسسته الأمم المتحدة في العام 1993، يحتفل بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، بتقييمها على الصعيد العالمي، ويدافع عن وسائل الإعلام المستقلة، ويكرم صحفيين سقطوا خلال تأديتهم عملهم.
يصادف هذا العام، الذكرى الـ20 لإعلان ويندهوك، الذي سمي كذلك تيمناً باسم العاصمة الناميبية، حيث تم التوقيع على هذا الاعلان، والذي جاء في أعقاب مؤتمر من اجل تعزيز حرية الصحافة في أفريقيا، ملقياً الضوء على الدور الهام الذي تلعبه الصحافة المستقلة في مجال الديمقراطية والتنمية الاقتصادية.
سيركز مؤتمر واشنطن على العنوان الآتي: "إعلام القرن الحادي والعشرين: آفاق جديدة، حواجز جديدة"، عبر ثلاث جلسات عامة ستعالج المواضيع الآتية: أوضاع حرية الصحافة في الوقت الراهن؛ الرقابة في العصر الالكتروني؛ ودور وسائل الإعلام الجديدة في توسيع نطاق الحصول على المعلومات.
ثلاثة عشر جلسة جانبية ستعمق التعرف بهذا المشهد الإلكتروني المتحول، مناقشة التحديات بين الجنسين، استهلاك الشباب لوسائل الإعلام، المعارك القانونية، أساليب التهرب، نماذج الأعمال الجديدة، التحقيقات الصحفية وأخلاقيات المهنة. ومن المتحدثين في المؤتمر قادة من منظمات صحفية متنوعة، ومسؤولون حكوميون وأكاديميون وصحفيون، من مختلف أنحاء العالم.
تقوم منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة (الأونيسكو) بتنظيم احتفالات اليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو يوم الاحتفال بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، لتقييمها، وللدفاع عن وسائل الإعلام من الهجمات المتكررة على استقلاليتها. وهو يوم لتكريم الصحفيين الذين فقدوا أرواحهم وهم يؤدون واجبهم. للحصول على معلومات كاملة عن اليوم العالمي لحرية في واشنطن العاصمة، قم بزيارة www.wpfd2011.org (باللغة الإنكليزية).