"فن المقابلة هو جوهر العمل الصحفي. على الرغم من ذلك، لم يتلقَّ سوى بعض الصحفيين التدريبات أو التعليم لاكتساب هذه المهارة الهامة،" هذا بحسب ما كتب شيب سكانلن المراسل الذي نال جوائز عن تغطيته الصحفية بالإضافة إلى كونه كاتبًا وروائيًا. "إن الوسيلة الوحيدة للتعلّم هي خلال ممارسة المهنة وذلك بحسب تجارب معظم الصحفيين الذي تعلّموا من التجارب المضنية وارتكاب الأخطاء."
شارك سكانلن بعض النصائح من خلال التحديث الأخير الذي نشره على بوينتر بهدف مساعدة الصحفيين على إجراء المقابلات بشكل أفضل.
كن ذكياً
إن كنت ترغب بالفشل في مهمّتك في إجراء المقابلات، فذلك أمر سهل، لا تقم بالاستعداد. عادةً ما يأتي الصحفيون مسلّحين بقائمة من الأسئلة المرصوصة. خذ وقتك، لكن لا تجعله يطول كثيراً، كي تلملم تفاصيل الموضوع الذي تريد طرحه أو مناقشته. تقوم المراسِلة السابقة في نيويورك تايمز، ميرتا أوجيتو، بإجراء المقابلات مع الخبراء، وقد قالت عبر رسالة بريد إلكتروني: "أحاول أن أثقّف نفسي قدر الإمكان عن الموضوع الذي يلم به الأشخاص الذين أقابلهم، فيظهر وكأننا ندردش." فتابعت الكتابة حول أي. جاي. لايبلينغن، وهو كاتب كبير في نيويوركر، حيث أجرى مقابلة مع جوكي ويلي شوماخير المعروف بصمته. فافتتح المقابلة بسؤال واحد: لماذا تمتضي السرج بينما يكون أحد ركابيه أعلى من الآخر، فانبهر الأخير بسؤال لايبلينغن وبدأ الحديث.
صياغة الأسئلة بطريقة متقنة
أفضل الأسئلة هي الأسئلة المفتوحة التي لا يمكن الإجابة عنها بنعم أو لا فقط. فتبدأ الحوار "بكيف؟" أو "ماذا؟" أو "أين؟" أو "متى؟" أو "لماذا؟"، مما يشجّع الشخص على إعطاء الأجوبة الدسمة التي تطلق العنان للمعلومات المطلوبة في بناء قصّة دقيقة. عادةً ما يكون استخدام الأسئلة المغلقة أكثر محدودية إلاّ أن لها غاية مهمة، اطرحها عندما تريد إجابة مباشرة: هل اختلست أموال الشركة؟ الأسئلة المغلقة تدفع بالناس للإجابة بشكل مباشر. أماّ الأسئلة الأسوأ فهي التي توقف الحوار، مثل تلك الأسئلة المركبة من جزئين أو حتى ثلاثة أجزاء. "لماذا قام رجال الأمن داخل الجامعة برش رذاذ الفلفل على الطلاب المحتّجين؟ هل أنت من أصدر الأمر بذلك؟" إن الأسئلة المتشعبة ذات الأجزاء تمنح الشخص الذي تحاوره الفرصة لتجنّب الإجابة عن الشقّ المحرج في السؤال واختيار الردّ على الجزء الأسهل منه.
قم بصياغة وتجهيز الأسئلة التي تريد طرحها مسبقًا لتضمن إطلاق الحوار بدلاً من إعاقته. التزم بالنص، واطرح سؤالاً واحدًا في كل مرّة. لا تخشى أن تصحّح أسئلتك المطروحة. في أكثر من مناسبة أوقفت نفسي من متابعة طرح سؤال مكوّن من جزئين، وقلت: هذا سؤال سيء للغاية، دعني أطرحة بطريقة مختلفة."
أسّس قواعد وانطلق منها
افترض أنك أنهيت للتو حواراً مع شرطي، أو أحد الجيران، أو محامٍ، وفجأة يقول لك هذا الشخص: "بالمناسبة، حديثنا هذا غير قابل للنشر." هذا هو الوقت المناسب كي توضّح للأشخاص الذين تحاورهم أنه ليس هناك طريقة لاسترجاع أو شطب ما تم التصريح به. تأكّد أن الشخص يفهم ذلك منذ البداية.
فعندما يريد أحد المصادر أن يعلن عن معلومات غير قابلة للتسجيل أو النّشر، أوقفه عن الكلام واسأله "ما الذي تعنيه بذلك؟" في العادة لا يعرف الشخص ما الذي يعنيه فعلاً خاصةً إن كانت هذه المقابلة الأولى التي يجريها. قام الصحفي بيل ماريمو، الذي فاز بجائزة بوليتزر الصحفية مرّتين والذي كشف عن انتهاكات الشرطة في فيلاديلفيا، بإعادة قراءة تصريحات أحد مصادره غير القابلة للنشر للمصدر نفسه. وقد وجد على الأغلب أن معظم المصادر غيّرت رأيها مجرّد سماعها ما يمكن أن يُقتبس على لسانهم.
يمكنكم قراءة ما نشره سكانلن كاملاً على بوينتر هنا.
كُتبت هذه المقالة بعد الاستعانة بمقتطف من بوينتر أونلاين، بعد أخذ الإذن. بوينتر أونلاين، شريك شبكة الصحفيين الدوليين وموقع معهد بوينتر، وهو مدرسة لخدمة الصحافة والديموقراطية لأكثر من 35 سنة. تقدّم بوينتر الأخبار والتدريبات بشكل يتناسب مع أي جدول زمني، مع التدريب الفردي، والحلقات الدراسية وجهاً لوجه، والدورات على الإنترنت، والويبينارات على الإنترنت وغيرها.
الصورة لجيمس فاهان لإنترنيوز أوروبا، قام بمشاركتها على فليكر تحت رخصة المشاع الإبداعي.