في الوقت الذي تعتبر فيه الثقة من أبرز المعايير التي يجب أن تتمتع بها المؤسسات الإعلاميّة والإخبارية حول العالم، أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "غالوب" أنّ 13% فقط من الأميركيين يثقون "بشكل كبير" في وسائل الإعلام، و28% لديهم ثقة قليلة، فيما قال 69% من الديمقراطيين و15% من الجمهوريين و36% من المستقلين إنهم "يثقون في وسائل الإعلام".
وفيما يلي، تقدّم شبكة الصحفيين الدوليين أبرز التوصيات للمؤسسات الإخباريّة في العالم، من أجل بناء الثقة والمصداقية والإبتعاد عن التحيز:
وعلى رأس الأولويات التي يجب أن تصبو إليها غرف الأخبار، بناء الثقة، حيث يجب إشراك الجمهور في أي مناسبة أوحدث يشارك فيه الصحفي، ولا بدّ أن ينفتح الصحفيون على المتابعين، من خلال اجتماعات تحريرية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل استخدام البث المباشر على فايسبوك والسماح للمتابعين بطرح أسئلة والإجابة عنها، وكذلك من خلال ما يُعرف بـ"إسأل أي شيء" على رديت.
كذلك لا بدّ من إطلاع الجمهور على بعض التفاصيل حول ما يحصل وراء الكواليس، وأن يكون الصحفيون أكثر وضوحًا في عملهم من أجل بناء الثقة مع متابعيهم. على سبيل المثال، إعلامهم بكيفية تجميع القصص واختيار ما سيتمّ عرضه على الصفحة الأولى.
وفي هذا الصدد، يمكن اللجوء إلى "قصص إنستجرام" حيث يمكن للصحفيين والمراسلين إظهار كيف يعملون وراء الكواليس، خلال تحضيرهم لتقارير جديدة.
توازيًا، أظهرت دراسة جديدة أنّ الكثير من المتابعين لا يعرفون كيفية إنتاج التقارير الصحفية ولا يفقهون المصطلحات التي يستخدمها الصحفيون. وخلص إستطلاع أجرته وكالة رويترز بالتعاون مع "إيبسوس" إلى أنّ 60% من المجيبين يعتبرون أنّ الصحفيين والمراسلين يحصلون على المال من المصادر "أحيانًا أو في كثير من الأحيان".
وهنا تقول جوي مايير، مديرة مشروع Trusting News الذي يختصّ بالثقة بالأخبار، إنّ المتابعين يعتقدون أنّ الصحفيين لا يعرفون من هو المصدر، عندما ينسب هؤلاء الأخبار إلى "مصادر مجهولة".
وبالنسبة للحياد، فهو مبدأ هامّ جدًا، فالتحيّز السياسي والحزبي يقلّص من الثقة.
من جهتها، رأت المديرة التنفيذية لـ"هيركين" جينيفر براندل ورئيسة تحرير The Evergrey مونيكا جوزمان أنّ على الصحفيين أن يسألوا عمّا بإمكانهم فعله لمساعدة الجمهور على فهم الأخبار، وليس كما كانوا من قبل ينشرون الأخبار ويعتبرون أنّ على المتابعين فهمها.
وأضافت الصحفيتان أنّه لا يجب أن يبدأ الصحفيون بطرح أفكارهم، بل بعرض المعلومات التي يحتاجها الجمهور. ولهذا يمكن الطلب من الجمهور الإجابة عن أسئلة، أو يستمع الصحفيون لما يحتاج الجمهور معرفته، ومن خلال هكذا طرق، يمكن إنتاج قصص جديدة وبطرق مختلفة.
وإضافةً إلى ما تقدّم، على الصحفيين التواصل مع أشخاص مختلفين ومن فئات ومستويات تعليمية مختلفة، كذلك لا بدّ من أخذ آراء النساء بشكل أوسع.
ومن المهمّ أيضًا نشر أخبار تشجّع المتابعين على الدفع مقابل الحصول على أخبار، وبحسب دراسة أعدّها معهد "رويترز" عن متابعي الأخبار الرقمية في الولايات المتحدة، فإنّ 16% فقط يدفعون مقابل الحصول على الأخبار، عبر الاشتراكات أو العضوية أو التبرعات. وتُعتبر هذه الطريقة بالحصول على الأخبار مهمّة خصوصًا وأنّ أكثر من 1800 صحيفة أميركية أغلقت منذ العام 2004.
وبما أنّ المتابعين باتوا يتابعون الأخبار على هواتفهم الذكية، فيتوجّب على غرف الأخبار أن تصقل مهارات موظفيها الرقميّة، وتحسّن معداتها ومواقعها الإلكترونية والمحتوى الذي تنشره.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على أنسبلاش بواسطة فريد كارني