تغطية تغير المناخ من خلال عدسة الحلول والبيانات

بواسطة Sherry Ricchiardi
Mar 14, 2024 في تغطية قضايا البيئة
الشجرة وتوربينة الرياح في الحقل

أصبحت تغطية تغيّر المناخ من خلال عدسة الحلول أكثر رواجًا في وسائل الإعلام، ولا يتعلق هذا الأمر بسرد القصص الإيجابية التي تحظى بالقبول عن البيئة، إذ يستخدم هذا النموذج التقنيات الاستقصائية والبيانات التي تعتمد على التغطية الدقيقة لتحديد السياسات والممارسات للمساعدة في التخفيف من حدة الأزمة.

وقال مدير مشروع البيانات في شبكة صحافة الحلول، ماثيو كوفمان: "تبحث تقارير الحلول عن الاستجابات الناجحة، وتُسلط الضوء على الأماكن التي يُمكن التحقق من تعاملها مع الأمر بصورة صحيحة"، كما أشار في مدونة على الموقع الإلكتروني للشبكة: "عندما تطرح المؤسسات الإعلامية هذا السؤال: "من يفعل هذا الأمر بصورة أفضل؟"، وتجيب عليه، فإنّها تساعد بذلك جمهورها على رؤية فرص التغيير المُحتملة واستكشافها".

كيف يُطبق ذلك المفهوم في غرف الأخبار اليوم؟

لحظة فاصلة

تصف الأمم المتحدة أزمة المناخ بأنّها "أكبر تهديد واجهه الإنسان المعاصر على الإطلاق". وتُظهر السجلات أنّ العقد الماضي كان أكثر العقود سخونة في تاريخ البشرية، وزادت حرائق الغابات والفيضانات مما شكّل مُعضلة للصحفيين.

وأفاد تقرير صادر عن الرابطة العالمية لناشري الأخبار أنّ "علينا سد الفجوات الكبيرة بين ما قد تحتاجه الجماهير من التغطية الإخبارية لتغير المناخ وبين الموضوعات التي يُغطيها مقدمو الأخبار". كما طرح التقرير سؤالًا: "هل من الممكن أن يُساهم الصحفيون عن غير قصد في التقاعس عن العمل المناخي؟".

وعلى مدار العشرين سنة الماضية، بحث العالم الشهير ماكسويل بويكوف، ، الذي يقود مرصد الإعلام وتغير المناخ في جامعة كولورادو في كيفية تغطية وسائل الإعلام لتغير المناخ، وقال: "وجد الباحثون أنّ التغطية التشاؤمية زادت من الوعي، ولكنّها قد تشل الناس بشكل فعّال عن اتخاذ الإجراءات اللازمة".

ويراقب المرصد 131 مصدرًا عبر الصحف، والإذاعة، والتليفزيون، في 59 دولة في 7 مناطق مختلفة حول العالم؛ لقياس التوجهات الشائعة في تغطية قضية المناخ.

تعاون الحلول والبيانات

كما وصف كوفمان ثلاثة أساليب حول كيفية تفاعل البيانات مع صحافة الحلول، مُقدمًا روابط لقصص مناخية تكسر قالب التغطية السلبية، وإليكم أساليبه الثلاثة:

ويعتبر طرح الأسئلة الصحيحة جزءًا مهمًا من المعادلة، وتقترح شبكة صحافة الأرض البدء بمثال محلي عن إجراء بشأن تغير المناخ، وربط ذلك بتوجه أو قضية أوسع.

وتقترح شبكة صحافة الأرض هذه الأسئلة من بين أسئلة رئيسية أخرى التالي:

  • من أين جاءت هذه الفكرة؟
  • ما هو الدليل المتاح لإظهار نجاح الحلول؟
  • ماذا يقول الباحثون؟
  • ماذا توضح الأرقام؟
  • مَن هم النُقاد وماذا يقولون؟
  • ما هي المقاييس المهمة عندما يتعلق الأمر بقياس النجاح؟
  • هل الحلول التي تحدث في مكان ما تعتبر نموذجًا لمكان آخر؟

أمثلة أخرى لصحافة الحلول المتعلقة بالمناخ:

ويسرد قسم حلول المناخ في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية "قصص المبتكرين والابتكارات عبر كل شكل من أشكال الصحافة التي نعرفها، بداية من السرديات الغنيّة ووصولًا إلى المرئيات الجذابة"، وأحد الأمثلة على هذه القصص: "لماذا تتسابق الشركات لبناء أكبر مزارع الحشرات في العالم".

وسلط تقرير الجارديان الخاص "أسباب تدعو إلى الأمل: الحلول المناخية المتاحة الآن"، الضوء على ما تفعله الصناعات الرئيسية، مثل إزالة الغابات والزراعة والتصنيع، للمساعدة. وتُعد هذه القصة جزءًا من "تغطية المناخ الآن"، وهو تعاون عالمي لتغطية قضية المناخ.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، استضافت NBR، "أسبوع الحلول المناخية"، مُسلطة الضوء على القصص والمحادثات التي تدور حول البحث عن الإجابات. وكان من بين الإسهامات مقال بعنوان "الإجراءات الفردية التي باستطاعتك اتخاذها لمواجهة تغير المناخ".

ويُمكن أن تحدث مثل هذه القصص فرقًا، إذ وجدت دراسة أجرتها جامعة ميريلاند أنّ متابعي الأخبار الذين قرأوا الحلول شعروا بقدرتهم على التأثير بصورة أفضل على السياسة المتعلقة بتغير المناخ ودعم الإجراءات اللازمة لمعالجة هذا الأمر. كما وجد التقرير أنّ التركيز على الجوانب السلبية لتغير المناخ فقط يُعطي انطباعًا مغلوطًا بعدم وجود إجراءات يُمكن اتخاذها في هذا الشأن.

موارد أخرى


هذه المقالة مُقتبسة من تقرير نُشر في الأصل على DataJournalism.com، وتم تحريرها وإعادة نشرها على شبكة الصحفيين الدوليين بإذن.

الصورة حاصلة على رخصة الاستخدام على أنسبلاش بواسطة كارستن وورث.