في الوقت الذي تنفتح فيه وكالات الأنباء بشكلٍ متزايد على الحاجة إلى إشراك الجمهور والقرّاء بشكلٍ أفضل، لا تزال تعريفات "إشراك الجمهور" غير متناسقة، لا بل بعيدة المنال.
خلال الدردشة الحيّة التي أجرتها شبكة الصحفيين الدوليين مؤخرًا، شدّدت روبينا فيليون، وهي محرّرة رقمية في "ذا إنترسبت"، على أنّ المشاركة هي في الأساس حول مدى تفاعل المؤسسة الصحفية مع القرّاء سواء قبل أو بعد نشر القصّة.
وقالت: يُمكن أن تكون المشاركة قبل أو بعد نشر القصّة. فالمسألة تكمن بالتاكّد من أنّ القرّاء مشتركون في العمليّة، أي أنّهم يشعرون بأنّهم يملكون إمكانيّة للدخول الى غرف الأخبار، وليس فقط إستهلاك المحتوى.
لكن ماذا تعني مشاركة القرّاء؟ عن هذا الأمر يجيب جاك باتسيل وهو مساعد بروفيسور في الجامعة الميثوديّة الجنوبيّة والذي نشر كتابًا عن الصحافة التشاركيّة والتواصل مع المجهور الإخباري رقميّا، إذ قال إنّ الإنخراط والتفاعل مع القرّاء ليس فقط من أجل إبقاء الصلة، بل هذا الأمر ينعكس على البقاء المالي لغرفة الأخبار أو إنكسارها.
توازيًا، فإنّ المشاركين في الدردشة شاركوا بأفضل الأدوات المجانيّة التي يعرفونها لقياس حجم مشاركة الجمهور.
مقاييس وتحليلات
Google Analytics تعدّ أفضل نقطة للإنطلاق لقياس التفاعل مع موقعك، بحسب ما شرحه باتسيل الذي أوضح أنّه من أجل قياس نجاح المؤسسة على مواقع التواصل الإجتماعي، فكلّاً من تويتر وفايسبوك يقدّمان طرقًا للقياس.
إضافةً إلى ما تقدّم، فهناك أدوات مثل كم مشاركة وقياس المشاركات وغوغل كروم، تقدّم نظرة على المرات التي شوهد فيها المحتوى ونشر على منصات التواصل الإجتماعي.
قياس المشاركة
وفيما تعطي التحليلات لقطات فعّالة حول عادات التصفّح لدى جمهورك، فإنّها لا تظهر الصورة الكاملة لكيفية تفاعل القرّاء مع المحتوى، مما يؤدّي إلى إستراتيجيات قصيرة المدى لتقدّم غرف الأخبار وإستدامتها، وفقًا لما قاله الصحفي فريديرك فيلو في كوارتز.
وأضاف فيلو: "في الألعاب على الإنترنت، اكتشف الناشرون المقاييس التي ينبغي أن تكون دافعًا للإنخراط. لكنّ معظمهم عالقين في هذا النموذج غير الناجح والذي قد يسفر عن خسائر فادحة".
من جهته، قال رافين سامبات، من كبار المنتجين حول مشاركة وتفاعل الجمهور في شبكات بي بي سي، إنّه "في مرّات عدّة، يمكن أن يكون البحث عبر تويتر أو فيسبوك طريقة فعّالة للعثور على الأشخاص الذين يتفاعلون مع محتوى الأخبار".
ولفت إلى أنّ هناك طريقة أخرى لقياس التفاعل، وتتمثّل بوضع الرابط على تويتر واكتشاف عدد الأشخاص الذين يتحدّثون عن منشورك. وقال: "أنا أفعل هذا الأمر دائمًا، فأمضي قدمًا وأعطي مواضيع أخرى ذات صلة".
إلى ذلك، إقترحت دانييلا غيرسون، وهي بروفيسورة مختصّة في المجتمع والعرقيّة والبحث عن مشاركة وسائل الإعلام في جامعة كاليفورنيا، إستخدام تعقب الأثر الذي يقدّمه مركز التقارير الإستقصائيّة، كمنصّة مصادر مفتوحة من أجل رصد ووضع تصوّر بعيد المدى لتأثير المقالات مع مرور الوقت.
قياس الأخبار، التي أنشأها معهد الصحافة الأميركي، يمكن أن يقدّم مقاييس أكثر إستراتيجيّة.
إضغط هنا لرؤية الدردشة كاملة. للبقاء على إطلاع حول آخر الدردشات المباشرة، تابعونا عبر تويتر.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على تويتر بواسطة أرون كروي.