شهدت غرف الأخبار في السنوات الخمس الأخيرة تطورًا نوعيًا، يتمثّل بالصحافة التعاونية التي أدّت إلى نتائج عمليّة مميّزة، فعلى سبيل المثال تمّ العمل على وثائق بنما عام 2016، وعلى أوراق الجنة (Paradise Papers) عام 2017، وقد تخطى التعاون الصحفي الحدود بين صحفيين من دول مختلفة، وفي النتيجة علاقات ماليّة بين شخصيات نافذة حول العالم.
كذلك فقد تعاونت بعض غرف الأخبار في الولايات المتحدة، وكشفت ملفات مهمة. وبدورها نشرت شبكة الصحفيين الدوليين خلال العام 2019 مجموعة أدوات خاصّة بالصحافة التعاونية وهي معززة بموارد قدّمها خبراء صحفيون، كما سلّطت الشبكة الضوء على Petrofraude، وهو تحقيق تعاوني عابر للحدود كشف الفساد في أميركا اللاتينية، إضافةً إلى تقاريرThe Pangolin التي تلقي الضوء على التجارة غير المشروعة بالحيوانات البرية.
وقد تحدّثت شبكة الصحفيين الدوليين مع بعض المؤثرين والعاملين في مشاريع صحفية تعاونية، من أجل الإطلاع على توقعاتهم لهذا النوع من العمل خلال العام 2020. وفيما يلي أبرز إجاباتهم:
تقول راشيل جليكهاوس وهي مديرة شراكات ProPublicaإنّ العام المقبل سيكون عامًا حاسمًا بالنسبة للشراكات بين غرف الأخبار، لا سيما وأنّ الإنتخابات الرئاسية الأميركية ستجري في 2020، ومن المهم أن يعمل الصحفيون معًا لخدمة الجمهور. وأضافت أنّ الشراكات بين المؤسسات الإخبارية في الولايات المتحدة تعاونت بشكل كبير، سواء على مستوى المدن أو الولايات، وأملت جليكهاوس أن ترى المزيد من التمويل لضمان استمرار الشراكات بين غرف الأخبار.
من جهتها، توقعت سارة غوستافوس المتخصصة بصحافة الحلول في إحدى الشبكات الإخبارية الأميركية أن يشهد العام 2020 المزيد من التعاون بين المؤسسات الإخبارية، فهذه الخطوة تسهم في تغطية المشكلات المشتركة مثل الإسكان ووصول الصحفيين إلى جماهير جديدة والتغلب على قيود الموارد في غرفة الأخبار.
ويتوافق باتريك بوهلر، المحرر في swissinfo.ch مع الصحفيتين السابقتين، متوقعًا المزيد من المشاريع التعاونية، التي ستشعل التنافس بين غرف الأخبار أيضًا بهدف إنتاج محتوى مميّز، وتضافر الخبرات، إضافةً إلى التوزيع والنشر بشكل أكبر. ورأى الصحفيان كاسي هاينز وأندريه ناتا أنّ الصحافة التعاونية ستعود بفوائد كثيرة، وستنقل العمل نحو مستوى أفضل.
وختامًا، توقعت الصحفيتان والعاملتان في مركز الإعلام التعاوني، ستيفاني موراي وسارة ستونبلي أنّ العمل في المشاريع التعاونية سيزيد عام 2020 وكذلك التحقق من المعلومات وتقصي الحقائق، لا سيما في ظلّ السعي لتحقيق الاستدامة الاقتصادية في العصر الرقمي، حيث أثبت التعاون الذكي أنه أحد أكثر الطرق الموثوقة للمؤسسات الإخبارية لتزيد مواردها وتعزيز تأثيرها.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة بروكي كاجل.