خسرت مؤسسات إخباريّة كثيرة مصداقيتها وتعدّدت الأسباب، ففي الوقت الذي يعتبر بعض الصحفيين أنّهم يدركون ماذا يفعلون وعلى المتابعين أن يثقوا بهم، تتعرض الصحافة للهجوم والمراقبة، وعلى المؤسسات الإعلامية أن توضح للناس لماذا يتعيّن عليهم أن يثقوا بها.
وفي هذا السياق، قالت الصحفية الاستقصائية تينا كايزر التي تعمل مع Die Welt في ألمانيا، خلال حديثها مع مجموعة من الصحفيين والمراسلين من كلية أوروبا، إنّ هناك الكثير من الخطوات التي يمكن أن يقوم الناشرون بها لتحسين المصداقية.
وفيما يلي أبرز الإرشادات التي تطرّقت إليها:
تصحيحات شفافة: على الصحفي الإعتراف بأخطائه بسرعة وأن يكون شفافًا حول كيفية ارتكابها. فعندما تقول إحدى المنظمات إنّ المعلومات التي نشرها الصحفي غير صحيحة، سيشكّك فيها الجمهور ويسأل إن كان هناك أي خرق للمعايير الصحفية أو وجود معلومات غير دقيقة مقدمة من مصدر ما.
إعداد القصص: بالنسبة للتقارير الإستقصائية والمشاريع الكبيرة، على المؤسسة الإعلامية أن ترفق شرحًا حول كيفية الحصول على المعلومات، وأن توضح المصادر والأماكن التي قصدها الصحفيون لمقابلة أشخاص وإجراء البحوث، وكيف تمّ التحقق من المعلومات وتطبيق المعايير المهنية.
إجراء المقابلات: بالنسبة للمقابلات، لا سيما التي يتم إجراؤها مع الشخصيات المثيرة للجدل أو المعروفة، ينبغي أن يتضمن نص المقابلة معلومات حول موعد ومكان إجرائها، إن كانت أجريت عبر الهاتف أو باستخدام البريد الإلكتروني أم كانت مقابلة شخصية في مكتب الشخص أو منزله، والوقت الذي استغرقته ومن كان حاضرًا، وكيف تمّ تحريرها. ولا بدّ أن يعرف القراء أو المشاهدين سياق الأسئلة والأجوبة، إن تخللها توتر أم كانت عادية.
تصوير جميع المصادر: يجب على المراسلين التقاط صور لجميع الأشخاص الذين يقابلونهم، لأنّ نشر صور المصادر الرئيسية التي وافقت على تصويرها يسمح للقراء بالاطلاع على المعايير المهنية المستخدمة لجمع المعلومات والتحقق منها. كذلك على الصحفي التقاط صور للمواقع الرئيسية وعناصر القصة.
نشر الوثائق: بالنسبة للتقارير الاستقصائية والمقالات الطويلة، يمكن نشر روابط لمستندات من مصدرها على الانترنت، ما يتيح للقراء أن يطلعوا عليها.
لا مصادر مجهولة: هناك أسباب تدفع إلى عدم ذكر المصدر من أجل حماية سلامة المصدر وعائلته وبحال اضطر الصحفي ألا يذكر هوية المصدر، على رئيس التحرير أن يشرح الأسباب للجمهور.
هذا التقرير نُشر للمرة الأولى على مدونة جيمس برينير لرواد الأعمال وأعيد نشره على شبكة الصحفيين الدوليين بعد الحصول على إذن.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة جون تايسون.