في إطار سعي شبكة الصحفيين الدوليين إلى صقل مهارات الصحفيين وإطلاعهم على الأدوات الجديدة التي تطوّر أعمالهم، تُطلق الشبكة بنسختها العربية كلّ عام، دعوة للصحفيين والمؤسسات الإعلاميّة كي يشاركوا في برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. والدورة السادسة انطلقت.
خلال الدورة الخامسة، فازت بالمركز الأول بدور المطيري من الكويت عن جريدة برواز الإلكترونية، وبالمركز الثاني نور ينم من سوريا عن منصّة باندا لنقل وتحليل أخبار التسويق، ثمّ حلّ في المركز الثالث محمد علي من مصر عن منصة شبابيك المتخصصة بأخبار الشباب والجامعات، ليتبعه أشرف الريفي من اليمن الذي نال الجائزة الرابعة عن مؤسسة منصة للإعلام والدراسات التنموية.
بعد إعلان النتائج، نعرّفكم على المشاريع الأربعة وأصحابها وندردش معهم حول تجربتهم في البرنامج وأين وصلوا بمشاريعهم الحالية وما يخططون له في المراحل المستقبلية.
الصورة من الدورة الخامسة لمركز التوجيه
من حساب عشوائي إلى جريدة الكترونية!
وفي هذا السياق، تحدّثت بدور المطيري عن تجربتها في مركز التوجيه للشركات الإعلامية الرقمية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين، والذي انتقل مشروعها من خلاله، من مجرّد حساب على موقع "تويتر"، إلى جريدة إلكترونية، وذلك بعدما أوضح لها المدربون والموجهون أهميّة الموقع الإلكتروني ووجود منصة مركزية في العمل الإعلامي حالياً.
وأوضحت أنّ مشروعها توسّع الآن، وأصبحت جريدة برواز تضمّ 4 محررين و3 مراسلين من اليمن والجزائر ومصر، يعدّون تقارير خاصّة في الموقع، الذي بدأ يحظى بمتابعات ويدخله عدد جيّد من القراء شهريًا، وذلك بعد اتباعها توجيهات المدربين في المركز.
وأضافت: "قبل مشاركتي في المركز، كان لديّ حساب عشوائيّ، إلا أنني تعلّمت طرق كتابة العنوان وصياغة المحتوى والتدقيق بالخبر والمهنية وأبرز التقنيات للبحث وسرد الحقائق، وإعداد القصة الإخبارية المطورة باستخدام تقنيات جديدة، إضافةً الى الإلتزام بحقوق الملكية الفكرية، لا سيما بما يتعلّق بالصور".
ولفتت المطيري التي تعرّفت على المركز من خلال بحثها على محرّك البحث "جوجل" عن موضوع، فوجدته على موقع الشبكة، وتاليًا رأت الإعلان عن دورة جديدة في مركز التوجيه، فتقدّمت للمشاركة، والآن أصبح لجريدتها حيثية في الكويت، وتُدعى لنشر بعض التقارير تزامنًا مع صحف مرموقة ولها تاريخها في البلد.
إشارةً إلى أنّ بدور أعدّت مقالاً تضمّن ما تعلّمته في شبكة الصحفيين الدوليين بعنوان "المحتوى المعد من قبل الآخرين.. كيف يمكن أن يفيد الصحفي؟"، يمكن الإطلاع عليه عبر الضغط هنا.
مركز التوجيه.. دعماً للمشاريع الناشئة ولرائدات الأعمال!
من جانبها، عرّفت نور ينم التي فازت بالمركز الثاني عن مشروعها وإسمه "باندا"، قائلةً: "إنّه عبارة عن منصة إعلامية رقمية مختصّة بنشر وتحليل المحتوى التسويقي، وقد انطلقت مطلع عام 2017 من دمشق، وكنّا قد باشرنا بالعمل، ولكن بعد مشاركتنا تغيّر توصيف مشروعنا وأصبح عبارة عن قصة إعلاميّة رقمية مختصة بالأخبار المتعلّقة بصناعة الإعلام عمومًا، لا سيما الإعلام الحديث الذي يشمل السوشيال ميديا، إضافةً الى تحليل سياسات المؤسسات الإعلامية وحتّى الأفراد في تعاملهم مع هذه المنصات الحديثة، إضافةً الى تعاملهم مع المؤسسات الإعلامية الأخرى وطرق عملها".
ولفتت الى أنّها علمَت بمركز التوجيه من خلال موقع الشبكة، الذي تتابعه بشكل يومي، لافتةً إلى أنّ المقالات تجمع ما بين الخبرة والمعرفة والنصائح، كما يقدّم الفرص، وقالت إنّها تعتبر الشبكة مصدرًا مهمًا لها وتعلّمت الكثير من خلاله، وتنتظر الرسالة الأسبوعية التي تُرسلها الشبكة لقرائها للتعرف إلى آخر الفرص والمقالات.
وعن مشاركتها في مركز التوجيه، نوّهت بتشجيعه للمشاريع والأفكار الجديدة ودعمه للمرأة، وأوضحت أنّ من بين التدريبات التي تلقتها، استفادت من كيفية تحويل مشروعها الإعلامي إلى مشروع يحقق عائد مالي، وكيفية التفكير بمسار المشروع، إضافةً الى طرق صناعة المحتوى الإعلامي وصياغة القصص الإخباريّة، بشكل يناسب القراء والمتابعين، كذلك تعرّفت على طرق وأدوات تُسهّل عمل الصحفي.
الصورة لمنصة باندا
وشدّدت على أهمية متابعة الموجهين الذين يتمتعون بخبرة عالية في مجال الصحافة وإعداد المحتوى وصياغة الاستراتيجيات التي تصبو لديمومة المشروع. ينم، فخورة بما وصل إليه المشروع، لا سيما وأنّه تمّ اختياره من بين 200 مشروع عربي، وتقول "أعتقد أنّ المتابعين لاحظوا أنّ النشر أصبح بشكل يومي وهناك خطّة عمل، وتمكّنا من تطوير عملنا خلال أشهر معدودة وبوقت قياسي".
وختامًا، نصحت ينم الصحفيين ولا سيما النساء بالتفكير بإنشاء مشروع خاص، والتقديم الى مركز التوجيه، فهذه فرصة ذهبية من حيث الخبرة والتوجيه والتعرّف إلى صحفيين لديهم الشغف نفسه، من جميع أنحاء العالم العربي.
إشارةً الى أنّ نور كتبت مقالاً على شبكة الصحفيين الدوليين بعنوان "منصّة باندا.. تجربة إعلامية جديدة تجمع الصحفي ورائد الأعمال والمسوّق بمكان واحد!"، يمكن الإطلاع عليه عبر الضغط هنا.
من الشباب.. وإلى الشباب
من جانبه، تحدّث الفائز بالمركز الثالث محمد علي عن منصة شبابيك المتخصصة بأخبار الشباب والجامعات، وأوضح أنّه تعرّف على مركز التوجيه من خلال موقع "فايسبوك".
وفي حديثه مع شبكة الصحفيين الدوليين قال: "مشروعي هو موقع شبابيك وهو عبارة عن منصة إعلامية تهتم بأخبار الشباب وطلاب الجامعات في مصر، وتُعنى بالتعليم عبر الانترنت والعمل الحر وريادة الأعمال ومناقشة القضايا الاجتماعية التي تهم الشباب".
الصورة لمنصة شبابيك
ولفت الى أنّه من خلال المشاركة في مركز التوجيه، حصل تطوير في العمل وإدارة المحتوى باحترافية وبأسلوب إداري أفضل، إضافة إلى تنويع مسارات العمل والتركيز على إنتاج موضوعات وقصص تخدم أهداف وجمهور الموقع. إلى جانب تطوير إنتاج مواد مرئيّة أي تهتم بالصورة وتواكب تطلعات الجمهور.
وأضاف أنّ أبرز ما استفاد منه هو تكوين شبكة علاقات مع أصحاب مشاريع من اقطار عربية مختلفة، وتوجّه إلى كلّ من لديه أفكار ومشاريع ناشئة لكي يتقدم إلى مركز التوجيه، للإنطلاق بالمشاريع بشكل محترف.
وقد كتب محمد علي مقالاً بعنوان "في 5 خطوات.. كيف تكسب من تأسيس "موقع إلكتروني" مع أصدقائك؟"، يمكن قراءته عبر الضغط هنا.
قصة نجاح يمنية رغم التحديات!
توازيًا، فقد أسهب أشرف الريفي في التحدّث عن مؤسسة "منصة" للإعلام والدراسات التنموية، مشيرًا الى أنّها منظمة غير حكومية مستقلة وغير ربحية تعني بقضايا الإعلام والحقوق والحريات في اليمن والتأهيل والتدريب الاعلامي والبحوث والدراسات الاعلامية والتنموية.
الصورة لـ"منصة"
وقال الريفي لشبكة الصحفيين الدوليين: "عرفت بمركز التوجيه الإعلامي التابع لشبكة الصحفيين الدوليين عن طريق موقع الشبكة، حيث اطلعت على اعلان بخصوص برنامج دعم المشاريع الناشئة وتقدمنا ضمن 200 مشروع وتم اختيارنا، ثم تأهلنا مع سبعة مشاريع أخرى إلى المرحلة النصف نهائية وشاركنا في برنامج التوجيه سواءً من خلال الإجتماعات مع المشرفين أو من خلال المعسكر التدريبي الذي أقيم في الأردن وكذلك من خلال التدريب والتوجيه عن بعد، عبر الانترنت". وأضاف: "كانت مشاركتنا في برنامج دعم المشاريع الناشئة موفقة ومثمرة حيث اكتسبنا مهارات وخبرات توجيهية من الموجهين وكذلك من خلال ورش العمل في الأردن، وقمنا بتوظيفها في العمل وتحديث الخطط لمؤسستنا واتباع الملاحظات والنصائح التي تلقيناها".
وعن أبرز النقاط التي تم انجازها في "منصة" خلال المشاركة في البرنامج، قال الريفي: "أولاً، أجرينا تعديلات فنية في الموقع الالكتروني وبطريقة عمله مستقبلاً، كما أعدنا النظر في طريقة إدارة المؤسسة سواء من خلال التعامل المشجع مع العمل الطوعي أو طريقة البحث عن شراكات ودعم للأنشطة لضمان الاستمرار".
وتابع الريفي: "طوّرنا مشروع مواجهة خطاب الكراهية والتحريض لإعداد دليل مواجهة خطاب الكراهية والتحريض في وسائل الإعلام اليمنية ونعمل حالياً على اصدار الدليل ومعجم بالمصطلحات المحرضة على الكراهية في وسائل الإعلام اليمنية، كذلك أنجزنا عددًا من المشاريع خاصة بالإعلام الرقمي ونقوم بترويجها لدى جهات مختصة لدعمها. كما عقدنا شراكات واستحصلنا موافقة أولية بخصوص بعضها". وأشار الى أننا "استقطبنا خبراء اعلام للعمل مع المؤسسة كهيئة استشارية ما يجعلنا نستفيد من خبراتهم وافكارهم وعلاقاتهم. كذلك الأمر، اكتسبنا مهارات في كيفية إدارة المحتوى الإعلامي وفي ريادة الأعمال ووسائل التواصل الاجتماعي، إضافة الى الاستثمار في الصحافة وقضايا الإعلام".
الصورة من مؤتمر حول خطاب الكراهية أقامته "منصة"
كذلك فقد كتب الريفي مقالاً على شبكة الصحفيين الدوليين بعنوان "منصة.. تحديات منظمة مدنية في زمن الحرب"، للإطلاع عليه، إضغط هنا.
الجدير ذكره أنّ مركز التوجيه للشركات الإعلامية الرقمية التابع لشبكة الصحفيين الدوليين يفتح الباب اليوم أمام الصحفيين للتقديم والمشاركة، كي ينقلوا مشاريعهم الناشئة إلى مكان أكثر تخصصًا، بمساعدة مشرفين مختصين.
الصورة الرئيسية من برنامج مركز التوجيه.