لم يكن العام 2020 عاديًا على العالم، وسيدخل التاريخ ويتذكّره الناس بسبب تفشي جائحة كوفيد 19 خلاله. لكنّه أيضًا سيحفر بذاكرة العالم لأنّه كان العام الأكثر دفئًا وسجّلت فيه الحرارة أرقامًا قياسية.
وبما أنّ تداعيات التغير المناخي باتت واضحة، زادت المسؤولية المترتبة على الصحفيين وعلى غرف الأخبار ما يحتم عليهم وضع استراتيجيات ديناميكية تساعد في إعداد التقارير البيئية المتخصصة.
انطلاقًا مما تقدّم، ناقشت لجنة تضمّ عددًا من الخبراء كيفية إنشاء نهج شامل ومتكامل لغرف الأخبار يمكّنها من تغطية القضايا المرتبطة بالمناخ خلال ويبينار "تغطية المناخ الآن"، أداره المدير التنفيذي في CCNow والمراسل المتخصص بالبيئة مارك هيرتسجارد، وشاركت فيه الخبيرة في الأرصاد الجوية ومديرة ClimateMattersبرناديت وودز بلاكي، والمحررة في هافنجتون بوست كايت شيبارد، والمراسل المتخصص بالشؤون البيئية في شبكة "سي بي أس" الإخبارية بين ترايسي ومراسل الشؤون المناخية في مجلة "تايم" جاستين وورلاند.
وفيما يلي أبرز ما دار خلال الويبينار:
أولًا، نهج متكامل في غرف الأخبار
- أوضحت المحررة في هافنجتون بوست كايت شيبارد أنّها تحاول تطبيق نهج شامل في التعامل مع القضايا المتعلقة بالمناخ في غرفة الأخبار، ولفتت إلى أنّ التغير المناخي يشكّل تحديًا في معظم المواضيع التي تتم تغطيتها، فهو مرتبط بالسياسية والعلوم وله أثر بالعلاقات دولية ويؤثّر على قضايا الصحة. ومن هنا شدّدت على ضرورة أن يفهم الصحفيون الروابط بين المناخ والمسائل الأخرى، خلال العام 2021.
- أشار الصحفي المتخصص بالشؤون البيئية في شبكة "سي بي أس" الإخبارية بين ترايسي إلى أن دوره جديد في الشبكة وهذه هي المرة الأولى التي تستعين الشبكة بصحفي متخصص في تغير المناخ. وتوقع أن يحمل المستقبل المزيد من الأخبار والإجراءات المتعلقة بالمناخ بحال أوفت الإدارة الأميركية الجديدة بوعودها.
- أضاف ترايسي أنّ الشبكة لجأت إلى الصحافة التعاونية داخل غرفة الأخبار من أجل إنتاج تغطية شاملة للقضايا المتعلقة بالمناخ، والتي شملت موعد عودة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ، ولهذا التقى ترايسي المبعوث الخاص للرئيس الأميركي حول المناخ جون كيري، وساعد ذلك بنشر تقرير في الشبكة عن اتفاق باريس للمناخ.
- شدّد مراسل الشؤون المناخية في مجلة "تايم" جوستين وورلاند على أهمية تعرّف الصحفيين على العلاقة بين التغطية المناخية والعدالة البيئية، على سبيل المثال تداعيات التلوث على الناس والعلاقة بكوفيد 19، إضافةً إلى الآثار الصحية التي تتركها الإنبعاثات السامة من المنشآت.
- وعن العدالة البيئية، أوضحت كايت شيبارد أنّ الكثير من الصحفيين يتتبعون كيف أدت جائحة "كوفيد 19" إلى زيادة عدم المساواة والضعف داخل المجتمعات.
ثانيًا، إشراك المشككين في تغير المناخ
- أشار المتحدثون إلى أنّ الأشخاص الذين يشككون بالقضايا المناخية والتغير الحاصل، لم يشعروا بعد بآثاره على حياتهم. ولهذا يمكن أن يجري الصحفيون إتصالات بهؤلاء وسؤالهم عن بعض القضايا. وقالت المحررة شيبارد: "من خلال خبرتي المهنية، تعلّمت ضرورة ربط ما نعرفه عن تغير المناخ بالأمور التي تهمّ الناس في الواقع"، موضحةً أنّ الأمر سهل، كالحديث عن الأمطار الشديدة الهطول وغير ذلك.
- أوضح ترايسي أيضًا ضرورة التقرب من مناهضي قضايا المناخ، وتشجيعهم على زيادة معارفهم عنها، وهذه المهمة أساسية في العمل الصحفي الذي يوجب على الصحفيين أن يساعدوا الناس في فهم كيفية تأثير قضية يشككون فيها على حياتهم.
- يتطلب إعداد التقارير حول المناخ تناول هذه القضية من زوايا مختلفة، من بينها استخدام أدوات التحقيق واللجوء إلى الموارد لكشف المزيد من القصص المتعمقة وتوضيح تأثيرها للناس.
ثالثًا، موارد حول التغطية الصحفية للمناخ
- يجب أن يكون الصحفيون جاهزين لإعداد التقارير المناخية، والإطلاع على التقارير الصحفية المعدّة سابقًا والبحث عن التدريبات المتخصصة. وقال ترايسي إنه كان يقرأ التقارير من أجل التحضير لعمله الصحفي الجديد المتخصص بالبيئة، مثل متابعة التحقيقات الصحفية المتعلقة بتسرب النفط من إحدى الشركات.
- أوضحت شيبارد أنّها تتابع الدورات التدريبية للصليب الأحمر في مجال السلامة، والتي تساعدها خلال أحداث الطقس القاسية بحال كانت تعدّ أي تقرير عنها. ودعت الصحفيين للإستعداد لأنّ أزمة المناخ ستستمرّ وقتًا طويلًا.
توصية بموارد إضافية خلال الويبينار
أفضل 10 خطوات في التغطية الصحفية للمناخ
كيف اكتسب مراسل تلفزيون تكساس الثقة لتغطية التغير المناخي
أبيجايل أدكوكس هي متدربة في المركز الدولي للصحفيين. الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على بيكسيلز بواسطة عقيل مازومدير.