إليكم كيفية تجربة "مساحات تويتر" في التغطية الصحفية

بواسطة Sarah Scire
Mar 10, 2022 في الإعلام الإجتماعي
شعار تويتر عبر شاشة هاتف

في البداية، وُصفت خدمة "مساحات تويتر" بأنها محادثات صوتية "عابرة"، ولكنها الآن أصبحت أكثر ديمومة. فقد أتاحت منصة تويتر لمستضيفي المحادثات أن يسجلوا الجلسات المباشرة، وسمحت لمن يرغبون في تحقيق الدخل من مساحاتهم بأن يبيعوا التذاكر، كما خصصت مساحة كبيرة وبارزة لهذه الخدمة في التطبيق. وعلاوة على ذلك، تم تشجيع غرف الأخبار والصحفيين على استضافة المحادثات.

وكانت "مساحات تويتر" قد أُطلقت كخدمة متاحة عبر الهاتف المحمول فقط ولعدد محدود من العملاء في ديسمبر/كانون الأول عام 2020، أي قبل بضعة أشهر من وصول تطبيق "كلوب هاوس" إلى ذروته (هل تذكرون هذا التطبيق؟). وبعد ذلك تمّ طرح الخدمة على نطاق واسع في مايو/أيار من العام التالي. (ويستطيع أي شخص لديه أكثر من 600 متابع أن يستضيف جلسة عبر "مساحات تويتر").

من جانبه، قال إريك زاكرمان، مدير شراكات الأخبار في الولايات المتحدة لدى تويتر، إنه وفريقه تواصلوا مع غرف الأخبار حول استخدام "المساحات" على مدار العام الماضي. وقال في اقتراحه إن المنصات الصوتية الإجتماعية مثل "مساحات تويتر" بمثابة "فرصة لغرف الأخبار والصحفيين لإجراء محادثات مفتوحة وصريحة مع جمهورهم حول ما يحدث بالعالم وحول القصص التي يغطونها".

ولطالما جذبت منصة تويتر الصحفيين الساعين إلى التواصل مع الجمهور والمصادر، إذ تتيح لهم العثور على أفكار للقصص والرد على الأسئلة وبناء الثقة من خلال عرض المزيد من أعمالهم. وأضاف زاكرمان أنّ "مساحات تويتر" تُعد طريقة أخرى ليواصل الصحفيون هذه المحادثات. فداخل هذه "المساحة" أو المحادثة، يستطيع المستضيفون – من غرف الأخبار أو الصحفيين – دعوة المتابعين للاستماع إلى المقابلات أو المحادثات أو الحلقات النقاشية، كما يمكن إعطاء الكلمة (افتراضيًا) إلى المتابعين لينضموا إلى الحديث.

ومن بين "المساحات" التي استضافتها غرف الأخبار مؤخرًا كانت المقابلة المختصرة التي أجراها ستيف إنسكيب من راديو إن بي آر مع دونالد ترامب، وكذلك النظرة خلف كواليس التحقيق الاستقصائي الذي أعدته صحيفة "ميامي هيرالد" على مدى أشهر حول انهيار مبنى "سيرفسايد"، إضافةً إلى استجابة صحفيي "واشنطن بوست" إلى خبر استحواذ مايكروسوفت على شركة ألعاب الفيديو "أكتيفيجن".

كما لجأت غرف الأخبار إلى "مساحات تويتر" لتغطية تقارير الذكرى السنوية أيضًا. ففي 6 يناير/كانون الثاني، قام المؤسسات التالية: هافينغتون بوست وأخبار بازفيد ويو إس إيه توداي وصفحة الرأي لدى نيويورك تايمز وذا ديلي بيست وبوليتيكو وأسوشيتد برس بعقد "مساحات" لتغطية الذكرى السنوية للهجوم على مبنى الكابيتول الأميركي.

ومن أفضل "المساحات" التي استمعت إليها كانت تلك التي يشارك فيها الصحفيون ما يعرفونه وما يحاولون معرفته. فعندما ظهرت أخبار بشأن نية شركة فيسبوك أن تغير اسمها، أجرى الصحفيان كارا سويشر وكيسي نيوتن المتخصصان بالتكنولوجيا نقاشًا مع العديد من الشخصيات البارزة حول ماهية الاسم الجديد والسبب وراء اهتمام فيسبوك بهذا التغيير. وقد اتسم النقاش بطابع مرح بسبب حرية الصحفيين في تخمين الأسماء، وهو ما لم يكن ممكنًا في التغطية المطبوعة.

***تحذير: عند تصفح قائمة "المساحات"، قد تبدو كأنها تنحصر في موضوع واحد: "الرموز غير القابلة للاستبدال" (NFTs)، وهو ما يُعد أمرًا جيدًا إذا كان هذا موضوع اهتمامك. ولكن يبقى الاعتدال واستكشاف الموضوعات ذات الجودة العالية بمثابة تحدٍّ كبير لدى هذه الخدمة. وعند التعمق في المساحات، قد تجد نفسك غارقًا في المعلومات المضللة حول كوفيد-19 والعنصرية والمقترحات الخادعة.

فعلى سبيل المثال، استمعت إلى مساحة بارزة منذ بضعة أيام، وكانت زاخرة بالمعلومات المضللة التي كان سيتم الإبلاغ عنها إذا نُشرت في تغريدة، وفيها استمر المشاركون في الإدلاء بتصريحات مثل أن "اللقاحات قتلت عددًا أكبر من الناس، مقارنة بكوفيد-19".

ولكن غرف الأخبار والصحفيين لا يواجهون نفس المشكلة عند استضافة المحادثات، فالخدمة توفر للمستضيفين عددًا من الخصائص لمساعدتهم في إدارة النقاش، بما في ذلك سحب الكلمة من المشاركين المسيئين. وقد سُئل زاكرمان حول التناقض بين ما يُسمع عبر "المساحات" وبين باقي سياسات تويتر.

ورد زاكرمان قائلًا إن "المساحات" التي تخالف إرشادات تويتر يمكن الإبلاغ عنها، كما أنها تحصل على الأولوية عند النظر في البلاغات، ويتعامل معها فريق مختص.

وأوضح أن "’المساحات‘ أُطلقت لتتيح المحادثات المفتوحة والدقيقة والحقيقية، مع إعطاء الأولوية لضمان سلامة المشاركين وتشجيع النقاشات السليمة منذ بداية تطوير الخدمة"، وقال: "إننا ملتزمون بخدمة مستضيفي ’المساحات‘ ومستمعيها بشكل أفضل".***

هناك دليل شامل حول كيفية استخدام "مساحات تويتر"، ولكن زاكرمان يقول إنّ أول ما ينصح به غرف الأخبار هو الاستماع إلى "المساحات" الأخرى وتجربة الخدمة بين الموظفين أولًا. وتتفق معه في هذه النصيحة سارة فيلدبرج، محررة المنتجات الناشئة والصوتية لدى صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل.

ونصحت فيلدبرج بإجراء "التجارب ثم التجارب ثم التجارب"، قائلة إن "الخدمة سهلة الاستخدام، ولكن وظيفتها يتم تحديثها باستمرار، لذا من المهم البقاء على اطلاع بشأنها والتأكد من معرفة الضيوف لكيفية الانضمام إلى ’المساحة‘ والتحدث بها".

وقد استضافت صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل أربع "مساحات" حتى الآن، إحداها كانت نقاشًا حول هدايا عيد الميلاد، وأخرى تضمنت مقابلة مع ناقدي المطاعم سولي هو وسيزر هرناندز، إضافةً إلى اثنتين بالشراكة مع البودكاست الإخباري الشهير لديهم Fifth & Mission، حيث أجرت كل من مذيعة البودكاست سيسيليا لي والصحفية المتخصصة بالصحة إيرين أولداي مقابلات مع خبراء الصحة العامة حول كوفيد-19.

وفي هذا الصدد، قالت فيلدبرج إن هذه "’المساحات‘ أتاحت الفرصة أمام جمهورنا للاستماع مباشرة إلى الخبراء المحليين والحديث عن القضايا المُلحة فيما يتعلق بالجائحة، بما في ذلك النصائح لأولياء أمور الأطفال الصغار الذين لا يسمح سنهم بتلقي اللقاح، إضافةً إلى المخاوف بشأن آثار كوفيد-19 طويلة الأمد". وأضافت أنه "تم تسجيل هذه المحادثات واختيار المقاطع المهمة لإذاعتها في حلقات البودكاست لاحقًا".

أما راديو إن بي آر، الذي استضاف أكثر من 60 "مساحة" حتى الآن، فقد استطاع أيضًا أن يعيد استخدام هذه المحادثات. وأشار مات أدامز، محرر مشاركات الجمهور لدى إن بي آر، إلى محادثة واسعة النطاق بين الناقد الثقافي إريك ديجانز ومحرر قصص الإدمان لدى إن بي آر بريان مان ومؤلفة كتاب Dopesick بيث ميسي وكاتب المسلسل المبني على نفس الكتاب داني سترونج، والتي تم تسجيلها من أجل المستمعين الذين فاتهم النقاش المباشر ونتجت عنها ثلاث قصص رقمية.

كما أُذيعت مقابلة مع كبير جراحي الولايات المتحدة – مع أسئلة الجمهور المباشرة – على نطاق واسع أيضًا.

من جهته، قال أدامز إن "الصحفيين يفتتحون النقاش ويتحدثون عن التغطية الصحفية الأخيرة ويطلعون الجمهور حول ما يجب معرفته. ولكنني أعتقد أن أهم ميزة للمحتوى الصوتي الاجتماعي هي الجزء الاجتماعي، أي إعطاء الكلمة للجمهور لطرح الأسئلة التي يمكنها أن تساعدنا في العثور على موضوعات لم نقم بتغطيتها بعد، أو لمعرفة آرائهم في تغطية إن بي آر الإخبارية". وأضاف أنه عمل في المجتمعات عبر الإنترنت "لمدة طويلة وقبل بداية إرسال استطلاعات الرأي أو سؤال الأعضاء حول كيفية تحسين الخدمات... وبالنسبة لي، يُعد المحتوى الصوتي الاجتماعي استطلاعًا حقيقيًا وفوريًا، إذ يتيح لنا معرفة آراء الجمهور وجذب المزيد من الأعضاء الجدد".

وبالنسبة لراديو إن بي آر، نجحت بشكل خاص "مساحات تويتر" التي تضمنت المشاهير والصحفيين الذين يغطون أخبار البيت الأبيض والكونجرس الأميركي. فعلى سبيل المثال، استمع إلى حلقة الممثل ماثيو ماكوناهي أكثر من 4,000 شخص، عندما علق على إمكانية ترشحه لمنصب سياسي. وبمجرد أن تبدأ "المساحة"، يمكن لغرف الأخبار أن تجذب المستمعين عبر نشر تغريدات تتضمن مختارات من المحادثة، أو بالإعلان مسبقًا عن فتح باب المشاركة أو تلقي الأسئلة.

وأوضح أدامز أن "مساحات تويتر" أصبحت جزءًا من الاستراتيجية الأكبر لراديو إن بي آر، والتي تشمل التفكير في إمكانية وصول شركة إذاعية "إلى ما هو أبعد من موجات الأثير والصفحات الرقمية" والاستماع إلى "مجموعة واسعة من الضيوف والمصادر".

وأضاف: "لقد بدأنا نطرح أسئلة مثل ’هل يمكن إذاعة هذا الموضوع كمحتوى صوتي اجتماعي؟ وكيف يمكننا جذب الأصوات المتنوعة، سواء للجمهور أو المصادر؟‘"، واختتم قائلًا إن هذه "المساحات" أصبحت "جزءًا من استراتيجيتنا بالتساوي مع ما ننتجه للراديو".


 تمت إعادة نشر هذا المقال بعد الحصول على إذن من موقع مختبر نيمان.

الصورة الرئيسية من انسبلاش بواسطة سارة كورفيس.