يقدّم المركز الدولي للصحفيين وشبكة الصحفيين الدوليين ويبينارات ضمن منتدى تغطية الأزمات الصحية العالمية، والتي تهدف إلى تغطية آخر مستجدات "كورونا" عبر استضافة خبراء وأطباء وتقديم موارد للصحفيين. لمعرفة المزيد عن المنتدى إضغط هنا ويمكنك الإنضمام إليه من خلال فايسبوك
هذا المقال هو جزء من الموارد التي تقدّمها شبكة الصحفيين الدوليين باللغة العربية عن التغطية الصحفية لـ"كوفيد 19"، للإطلاع على المزيد من الموارد إضغط هنا.
أصبح العمل الصحفي يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا والتقنيات الجديدة، التي باتت في الوقت نفسه تشكّل عامل ضغط كبير على الصحفيين، لا سيما المراسلين الذين يغطّون القضايا المرتبطة بجائحة كوفيد19. وفي هذا السياق، علّقت الصحفية الحائزة على جائزة بوليتزر مار كابرا خلال الجلسة الأولى من برنامج التحقيق الذاتي، الذي نظمته كابرا مع مدربة القيادة الشخصية المتخصصة في الحد من التوتر والناشطة في مجال حرية الصحافة كيم برايس، بدعم من المركز الدولي للصحفيين وجمعية الأخبار المفتوحة والأخبار على الإنترنت، قائلةً: "يمرّ الصحفيون في مرحلة لم يسبق لها مثيل في التاريخ، حيث نجد الكثير من الأمور غير المتوقعة، وتؤدّي هذه المحفزات المفاجئة إلى تغيير الطريقة التي تعمل بها أدمغتنا، لأنّها ليست مصممة للكثير من التحفيز بهذه السرعة".
وخلال الجلسة التدريبية الأولى التي عقدت عبر الإنترنت، سلطت المدربتان الضوء على تقنيات محددة يمكن أن يستعين بها الصحفيون للتعامل مع الإجهاد بطريقة صحية، وقد أوضح الصحفيون المشاركون من حول العالم في الجلسة أنّهم واجهوا تحديات مماثلة، مثل صعوبات العمل من المنزل، الضغط الرقمي، زيادة القلق وانعدام الأمان الوظيفي.
من جهتها قالت برايس: "نمتلك جسدًا واحدًا فقط، يسمح لنا بفعل كل شيء وبالشعور كل ثانية من اليوم من لحظة ولادتنا وحتى لحظة وفاتنا، وهو الجسد الوحيد الذي نحصل عليه، لذا يجب أن نتعلم الاستماع إليه". وفي هذا السياق، تعلمت كابرا أن للتكنولوجيا تأثيرًا علينا أكبر مما هو معروف بشكل عام، إذ يعاني الكثير من الأشخاص، من حالة "توقف التنفس أثناء الجلوس أمام الشاشة" خلال استخدام أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف، وقالت كابرا إن تنفسهم سيصبح أكثر صعوبة أو حتى يتوقف.
في المقابل، فإنّ المدرّبة كابرا التي كانت تعمل كمحررة بيانات في الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، والتي كانت جزءًا من الفريق الحائز على جائزة بوليتزر بعد إعداد أوراق بنما، وعلى الرغم من عملها مع فريق مميز يضمّ صحفيين من جميع أنحاء العالم، إلا أنها شعرت بالحزن الشديد في مرحلة معينة. وأشارت كابرا إلى أنّها عملت مع برايس للتعافي من الإرهاق وذلك بعد نحو عام من نشر أوراق بنما، قائلةً: "شعرت بالإرهاق الشديد ولم يكن لدي خيار سوى الإستقالة من عملي والبحث عمّا يسعدني".
إقرأوا أيضًا: إذا كنتم تشعرون بهذه العوارض.. خذوا إجازة فورًا
مهارات لإدارة الإجهاد
وأضافت برايس أنّ الصحفيين يوظفون في أعمالهم الخبرة التي يحتاجونها لإدارة الإجهاد، مثل جمع الحقائق، ممارسة المهارات، عقلية فضولية ومنفتحة وتحفيز، مشيرةً إلى أنّ "المفتاح الأساسي هو الوعي الذاتي، إذا كان الصحفي لا يعرف ما الذي يفعله، فبالتالي لن يدرك ما الذي يجب تغييره"، وتابعت: "خلال نصف ساعات استيقاظنا، نسير باتجاهات كثيرة لا ندركها جيدًا". وشدّدت على ضرورة "ملاحظة الصحفي لردود الفعل التلقائية، خصوصًا إذا كانت لا تخدم مصلحته، ومن المهم أيضًا الإنتباه إلى الأفعال حتى لا تتحوّل إلى عادات"، ولفتت إلى أنّه يجب على الصحفيين ملاحظة سلوكياتهم التي تطغى عليهم خلال المواقف العصيبة وتعلم ممارسة استجابة أفضل.
وتحدثت برايس عن ضرورة أن يكون الصحفي فضوليًا ومنفتحًا على نفسه أيضًا، حتى يتمكن من التعاطف مع الذات، وأشارت إلى دراسة أجريت على قدامى المحاربين في العراق وأفغانستان، حيث توصلت إلى أن الجنود الذين كانوا أكثر تعاطفًا مع أنفسهم أقل عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة من الجنود الذين لم يكن لديهم تعاطف مع أنفسهم أو كان لديهم القليل من التعاطف مع الذات، وأردفت أنّ هناك ارتباطًا مباشرًا بين التعاطف مع الذات والصحة الجسدية والعقلية والعاطفية. أمّا المهارة الأخيرة الضرورية فهي التحفيز، إذ لن ينجح الصحفي في إدارة العبء الرقمي والتوتر ما لم يكن لديه الدافع لجعل صحته لا تقل أهمية عن عمله.
وهنا قالت برايس: "عند اتخاذ القرار، إسأل نفسك لماذا هذا أمر مهم بالنسبة لي؟ ما هو الأمر الذي أرغب بالعمل على تحسينه؟"، مضيفةً أنّه يجب الإنتباه إلى أنّ الأمر المفيد للصحفي، يمكن أن يعود بالنفع على الناس وعلى علاقاته بهم.
إقرأوا أيضًا: نصائح وموارد للعناية بالصحة النفسية خلال تغطية "كوفيد 19"
التعامل مع الضغط الرقمي
توازيًا، شجعت كابرا الصحفيين على التفكير في كيفية الحد من تفاعلهم مع التكنولوجيا، حتى يتمكنوا من استعادة السيطرة على وقتهم وانتباههم. وتتمثل إحدى طرق القيام بذلك في تحديد الإشعارات الضرورية وغير الضرورية، إضافةً إلى تفقد البريد الإلكتروني في أوقات محددة خلال النهار.
ونصحت كابرا الصحفيين بمنح أنفسهم وقتًا كافيًا للتفكير فيما إذا كانوا يريدون الإطلاع على مواقع التواصل الإجتماعي قبل فتح التطبيقات، وباتباع الإرشادات الضرورية ليكونوا أكثر وعيًا بهذا الأمر وأن يغيروا سلوكهم.
واقترحت كابرا حمل هاتفين، واحد للعمل وآخر للإستخدام الشخصي، في وقت أوضحت برايس أنّه عندما يخطّط الصحفي لطريقة عمل مختلفة أكثر هدوءًا، فربما يلهم الآخرين فعليًا، وشدّدت على أهمية التواصل مع الآخرين عندما يكون العمل من المنزل.
وبرأي كابرا وبرايس، فمن المهم إيجاد الأنشطة التي تجعل الصحفي يشعر بالرضا على أن يقوم بها بشكل منتظم، حتى تزرع هذه الأنشطة شعورًا لديه بالراحة والمزيد من الإنفتاح والتواصل مع نفسك والآخرين.
برنامج التحقيق الذاتي برعاية Stars4Media، ويشترك بتمويله الإتحاد الأوروبي.
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة Tengyart.