إنّ مجرد التفكير في بناء شبكة علاقات مهنية مع زملائك قد يثير لديك نفس التوتر الذي تشعر به عند وقوفك أمام جمهور كبير لتقديم شيء ما، فقد تتعرق راحة يديك، وتجد صعوبة في ترتيب أفكارك، أو تنسى الموضوعات التي كنت تريد قولها، ثم ينتابك بعد ذلك شعور بالارتباك الشديد في معدتك.
ولكن، إذا قمتُ بالتدريب الجيد للعرض الذي ستُقدمه من خلال قيامك بالتخطيط المُسبق له، فيمكن أن يُصبح التشبيك المهني عملية سلسلة ومُجزية.
وإليكم بعض الطرق لبناء علاقات مهنية قيّمة مع المحترفين، وخطوات مهمة لتسهيل عملية التشبيك معهم وجعلها أكثر سلاسة وأقل حرجًا:
استفد من علاقتك بأساتذتك
قد يكون من السهل التغاضي عن العلاقات التي تملكها بالفعل، ولكن إذا تحدثنا عن الأساتذة على سبيل المثال،، فإنّهم يتمتعون بشبكة واسعة من العلاقات والتي تضم الزملاء الحاليين والسابقين، والطلاب السابقين الذين يعملون الآن.
استفد من ساعات العمل في المكتب لتعزيز علاقاتك مع أساتذتك، ويمكن أن تساعدك هذه الطريقة في بداية الانطلاق نحو تكوين شبكة علاقات مهنية.
ولنفترض أنك ترغب في التحدث مع أحد خريجي الجامعة الذي يعمل في وسائل الإعلام الإذاعية، وكان طالبًا سابقًا لأحد أساتذتك. فبدلاً من إرسال طلب اتصال عبر موقع لينكدإن فجأة، تواصل مع هذا الأستاذ واشرح له سبب رغبتك في بناء علاقة مهنية. ومن المرجح أن يستجيب الخريج بشكل أفضل عندما تأتي الدعوة بتوجيه من أستاذه. وإذا لم يتمكن أستاذك من تقديم التعارف، اسأله عمّا إذا كان بإمكانك ذكر اسمه في رسالة بريد إلكتروني ترسلها.
العثور على مُدرب
يُشكل الخبراء ذوو الخبرة المتوسطة والعليا، والذين يسجلون أنفسهم كمرشدين في برامج التوجيه، كنزًا ثمينًا أثناء قيامك بالتشبيك المهني في رحلتك العملية.
وإليكم بعض المنصات التي يمكنكم استخدامها للعثور على مرشدين مُتخصصين في مجال الصحافة:
-
JournalismFund Europe's mentors: تُوفر هذه المنصة إمكانية البحث عن موجه مهني من خلال البحث عن البلد أو تخصص صحفي معين باستخدام أيقونة التصفية في خانة البحث.
-
برنامج التوجيه Digital Women Leaders Mentorship Program التابع لجمعية الأخبار الإلكترونية: يُتيح البرنامج للصحفيات الناشئات الفرصة للتواصل مع السيدات اللواتي يعملن في المناصب القيادية في صناعة الإعلام.
- وهناك أيضًا برنامج التوجيه Media Mentors، والذي تم تصميمه للصحفيين الذين يرغبون في معرفة المزيد عن صناعة الإعلام بشكل عام، بما في ذلك استراتيجيات الجمهور وهندسة المنتجات والتسويق، كما يتضمن البرنامج مسارًا مخصصًا لأولئك الذين يطمحون لأن يكونوا صحفيين استقصائيين.
- برنامج التوجيه للمبتكرين الإعلاميين التابع للمعهد الدولي للصحافة: إذا كنت ترغب في التعرف على فريق النمو والإستراتيجية في إحدى المؤسسات الإعلامية أو العمل معه، تواصل مع المرشدين من خلال برنامج التوجيه التابع للمعهد الدولي للصحافة. وبالنسبة لرواد الأعمال وأصحاب المشروعات من الصحفيين الذين يطمحون في بدء مبادراتهم الخاصة، فتوفر هذه المنصة قائمة من المستشارين في جميع أنحاء العالم الذين ساعدوا شركات إعلامية صغيرة على النمو.
وعلى الرغم من أنّ الموجهين المهنيين يعتبرون مصادر رائعة لبناء العلاقات، يجب أن تضع في اعتبارك أنهم قد لا يساعدونك في الحصول على وظيفة، وما يمكنهم فعله بشكل أفضل هو مساعدتك في تحسين مسار حياتك المهنية، وتحديد الفرص المهنية، ومعرفة كيفية استثمار وقتك.
اقرأ هذه المقالة من معهد Poynter حول كيفية تواصل الطلاب مع الموجهين المحتملين للحصول على نصائح مفيدة لهم قبل إرسال طلبك الأول للحصول على الإرشاد.
تواصل مع أعضاء الفريق الذي ترغب في الانضمام إليه
عندما تنشر منظمة معينة إعلانًا عن وظيفة شاغرة أو فرصة عمل جديدة، تتولى عادةً فرق التوظيف والاتصالات مسؤولية الترويج لها. وفي هذا الصدد، يميل البعض بشكل طبيعي إلى التواصل مع الأشخاص الذين يعلنون عن تلك الفرص لإخبارهم بأنهم قد قدموا طلبهم، إلا أن الأمر قد يكون غير واضحًا حول ما إذا كانت هذه الرسائل تصل فعليًا إلى الفريق الذي يبحث عن الأعضاء الجُدد.
وبإمكانك أيضًا البحث في قسم "الأشخاص" على صفحة المنظمة في لينكدإن أو صفحة الموظفين على موقعها الإلكتروني لتحديد أعضاء الفريق المسؤول عن التوظيف. اكتب إليهم بشأن طلبك. وتذكر أن هذه الرسالة ليست خطاب تقديم، بل بيان اهتمام يوضح مهاراتك واهتمامك بالمنظمة.
التواصل مع المصادر
يمتلك الصحفيون وطلاب الصحافة بطاقة ذهبية. وفي الواقع، يشكل جزء كبير من مهامهم طلب إجراء المقابلات مع مجموعة متنوعة من المصادر. وغالبًا ما يكون هؤلاء الأشخاص خبراء في مجالاتهم، مما يجعلها فرصة أخرى مفيدة لبناء شبكة علاقات مهنية.
وإذا كنت ترغب في التواصل مع مؤسس شركة ناشئة تهتم بها، فكّر في كيفية الاستفادة من معارف هذا الشخص وخبراته كجزء من قصة تقوم بتغطيتها، وبالتالي تستطيع أن تكتب إليه طالبًا إجراء مقابلة معه من أجل مساعدتك في مقالة تكتبها، وقد تحصل على استجابة أسرع وأكثر إيجابية مقارنة بمجرد محاولتك التواصل معه فقط.
وعندما يتم التواصل مع هؤلاء الأشخاص للاستفادة من خبراتهم بدلاً من مجرد التشبيك المهني معهم، فمن المرجح أن يكونوا أكثر استعدادًا لتكريس وقتهم للتواصل معك، ويمكن أن تتطور هذه المقابلات إلى بناء وتكوين علاقات مهنية دائمة معهم، لأنك قد أظهرت بالفعل اهتمامًا حقيقيًا بعملهم. وبهذه الطريقة، لن تحصل فقط على معرفة قيّمة حول موضوع معين فحسب، بل قد ينتهي بك الأمر أيضًا إلى كتابة قصة رائعة، وتكوين علاقات مهنية للمستقبل.
احضر معارض التوظيف
توفر معارض التوظيف فرصة للتواصل مع مسؤولي التوظيف والمحترفين، ويساعد التحضير المُسبق لهذه الفعاليات في الاستفادة القصوى من وقت جميع الحاضرين.
- التحديد: قم بتحديد 15 منظمة ترغب في التواصل معها أثناء هذه الفعاليات، ويُمكنك معرفة الأعمال التي تقوم بها، والفرص التي تقدمها عادة. وإذا لم تتمكن من العثور على معلومات معينة مُسبقًا، قم بكتابتها وسؤال المختصين عنها، وهذه الخطوة تظهر قيامك بالبحث، وقدرتك على تحديد النقاط التي تحتاج إلى توضيح.
- الجولات التجريبية التي تقوم بها: قم باختيار 5 منظمات لست مهتمًا بها كثيرًا وذلك من بين 15 منظمة قمت بتحديدها مُسبقًا، وبعدها ابدأ بالتحدث مع واحدة أو اثنتين منها لتخفيف حدة توترك، ولنفترض أنك ارتكبتُ أي خطأ، فلن تشعر بالإحباط، أما إذا سارت الأمور بشكل جيد، ستتعرف حتمًا على فرص جديدة وتزداد ثقتك بنفسك، مما سيجعلك أكثر استعدادًا للتواصل مع المنظمات التي تهتم بها فعلاً.
- البحث: من المفيد حقًا الاستفسار عن الأشخاص العاملين في المنظمات، والوظائف المختلفة التي تقوم المنظمة بتقديمها، وإذا كنتُ معجبًا بعمل شخص معين، فإنّ معارض التوظيف تُعد فرصة جيدة لطلب معلومات التواصل معه، أو الحصول على توصية مباشرة.
ضع في اعتبارك هدف التشبيك المهني
تذكر جيدًا أنه ينبغي أن يكون التشبيك المهني موجهًا نحو تحقيق هدف معين، ولكن لا ينبغي أن يكون هدفك هو مجرد الحصول على وظيفة معينة، بل يجب أن يكون غرضك منصبًا نحو بناء علاقات مهنية متبادلة المنفعة تنمو مع مرور الوقت، وعندما يكون هذا تفكيرك، فإنك ستخفف من الضغوط المصاحبة بعملية التواصل، كما يساعدك أيضًا في التعاون مع الأشخاص الذين تتواصل معهم.
وعلى عكس الاعتقاد السائد، فإنّ التشبيك المهني ليس مجرد لعبة أرقام، فالأشخاص الذين تتواصل معهم يمكن أن يكون لهم تأثير كبير على أهدافك المهنية وتطلعاتك المستقبلية، ويمكنك التحدث مع الأشخاص الذين يتشابهون معك في خلفياتهم المهنية، وقد سلكوا أيضًا مسارات مهنية يمكنها أن تلهمك وترى فيها نفسك في المستقبل.
أما إذا تحدثت مع شخص يختلف معك في شيء ما أنت تؤمن به أو تطمح إليه، فلا تأخذ الأمر بشكل شخصي، بل فكّر بعقلانية فيما قاله لك، وخذ رأيه في اعتبارك، والأهم من ذلك، فإذا كنتُ ملتزمًا بطموحاتك فلا تتخلى عنها.
للحصول على المزيد من الموارد، يُمكنك الاشتراك في نشرتنا البريدية الإخبارية الشهرية للطلاب IJNotebook، والتي تُقدم فرصًا مهنية وموارد عملية لمساعدتك على النجاح في مشوارك الصحفي.
الصورة حاصلة على رخصة المشاع الإبداعي على موقع Pexels بواسطة fauxels.