يُمكن لبناء السمعة القوية عبر الإنترنت والحفاظ عليها أن يساعد في تعزيز ملفك الشخصي بشكل كبير في هذا العصر الرقمي. وقد يبدو لك في البداية أنّ بناء ملفك الشخصي ومحاولة فهم كيفية التعامل مع الجمهور مهمة شاقة، ولكن هناك بعض الخطوات الأساسية التي يمكنك اتخاذها لتوضح بشكل أفضل ما تقدمه إلى صناعة الإعلام.
في هذا الإطار، قدّم المركز الدولي للصحفيين (ICFJ)، التابعة له شبكة الصحفيين الدوليين (IJNet)، بالتعاون مع الرابطة الوطنية للصحفيين من أصل اسباني (NAHJ) وبدعم من مشروع ميتا للصحافة، برنامج "بناء السمعة" لمساعدة الصحفيين ذوي البشرة الملونة في الولايات المتحدة بتحقيق هذا الهدف. فمن خلال سلسلة من ورش العمل التي قدمها خبراء المجال، استطاعت المبادرة تدريب الإعلاميين على المهارات اللازمة لتسويق أنفسهم بطريقة واضحة ومتسقة وآمنة.
إليكم بعض النصائح المقدّمة خلال سلسلة ورش العمل التي يمكنكم اتباعها لبناء سمعتكم الشخصية:
حدد هدفك
أثناء إحدى ورش العمل، قالت إلفيا ليمون، محررة المنصات المتعددة لدى صحيفة لوس أنجلس تايمز، إنّ من بين أهم الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك عند محاولة بناء السمعة هو: "ما هو الهدف الذي أحاول تحقيقه من خلالها؟". فهذا السؤال من شأنه أن يساعدك في تحديد الجمهور المستهدف وكيفية القيام بذلك ولماذا ينبغي أن تكون أنت مصدر الأخبار لهم.
كما يُعدّ هذا وقتًا مناسبًا لتسأل نفسك كم من الوقت يمكنك تخصيصه لبناء سمعتك الشخصية. وسوف تساعدك هذه الأسئلة في تحديد شكل تواجدك عبر الإنترنت.
كُن جادًا في تواجدك عبر الإنترنت
لبناء سمعة قوية عبر الإنترنت، عليك أن تكون متاحًا، أي أن تجعل حساباتك متاحة للجمهور. وهذا لا يعني أنك لا تستطيع أن تخصص حساباتك الشخصية للتواصل مع الأصدقاء والأقارب، ولكن ينبغي أن تكون حساباتك العامة متاحة للجمهور، ويجب أن تحاول التفاعل مع القراء بشكل منتظم عبر هذه الصفحات. كما أن هذا التواجد العام يمكنه أن يساعدك في مراقبة الموضوعات الشائعة وتحديد طرق التفاعل معها، بالإضافة إلى زيادة جمهورك.
وعلاوة على ذلك، عليك أن تدرك أنّ المنشورات قد تحتاج إلى بعض التعديلات حسب كل منصة. فعلى سبيل المثال، يمكنك نشر منشور طويل عبر فيسبوك، ونسخة أقصر عبر تويتر، وفيديو قصير عبر تيك توك، وجرافيك عبر إنستجرام. ويمكن لكل هذه المنشورات أن تحمل نفس الرسالة، ولكنها مصمّمة بطرق تتناسب مع مختلف المنصات والجماهير.
وحسب نصائح أدريانا لاسي، الخبيرة الاستراتيجية وأستاذة الصحافة، لا ينبغي أن تشعر بأنك مضطر لاستخدام جميع المنصات إذا كان الأمر ضاغطًا، أو إذا كانت بعض الصيغ لا تناسب هويتك التي تروجها عبر الإنترنت.
فكّر في إرسال نشرة إخبارية
يمكن أن تكون النشرة الإخبارية طريقة رائعة للحفاظ على اتصال مباشر مع جمهورك. فعلى الرغم من أن مواقع التواصل الاجتماعي تتيح لك الوصول إلى أعداد كبيرة من القراء، إلا أنها لا توفر لك نفس القدر من التحكم الذي توفره نشرتك الإخبارية. وعلاوة على ذلك، قد تكون هذه المواقع غير متوقعة، فأي تحديث كبير أو تعطل للموقع يمكنه أن يعطل أي إعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي مهما كان التخطيط له جيدًا.
وحسب المحررة إلفيا ليمون، فإن النشرات الإخبارية تُعد أيضًا وسيلة فعالة من حيث التكلفة للترويج للمحتوى الخاص بك، كما أنها توفر تحليلات يسهل قياسها.
انتبه إلى أثرك الرقمي
أوضحت لاسي أن تواجدك الإلكتروني يتجاوز حدود ما تنشره عبر الإنترنت، لذا من المهم أن تقيّم أثرك الرقمي، الذي يشمل البصمة والظل والمسار.
تشير بصمتك الرقمية إلى ما تنشره عن نفسك، ويشمل ظلك الرقمي ما ينشره الآخرون عنك، أما مسارك الرقمي فهو سلوكك عبر الإنترنت، كعادات التسوق على سبيل المثال، أو عمليات البحث التي تسجلها ملفات تعريف الارتباط في المواقع التي تزورها.
ومن خلال الانتباه إلى المعلومات المتاحة عنك عبر الإنترنت، يمكنك أن تفهم بشكل أفضل كيف يراك الجمهور. وبالتالي، يمكنك تحسين ما يتم تداوله عنك وعن سمعتك.
لا تنس الأمن الرقمي
أوضح خورخي سيباستيان سييرا، الحائز على زمالة النزاهة الرقمية المقدمة من صندوق التكنولوجيا المفتوحة (OTF)، أنّ ممارسات الأمان الرقمي القوية يمكنها أن تساعدك في بناء الثقة مع جمهورك. فمتابعيك يرغبون في معرفة ما إذا كانت زيارة موقعك أو المواقع التي تنشرها على صفحتك آمنة. وإذا كانوا يشاركون المعلومات الشخصية – كعنوان البريد الإلكتروني – معك، فهُم يريدون القيام بذلك بشكل آمن.
وينبغي أن تشمل هذه الممارسات استخدام كلمات المرور القوية وغير المكررة عبر الحسابات الأخرى، بالإضافة إلى التحقق من المستخدم عبر خطوتين والتأكد من إعدادات الخصوصية والأمان. وإذا كان لديك موقع شخصي، عليك تحديث البرامج والمكونات الإضافية بشكل مستمر واستخدام خصوصية نطاق الإنترنت لفصل معلوماتك الشخصية وتحديد تدابير الأمن السيبراني المضمنة في الخدمة المضيفة الخاصة بك.
وأضاف سييرا أنّ فهم الأمن الرقمي يمكنه أن يساعدك في مواجهة المضايقات عبر الإنترنت بشكل فعال، سواء كان موجهًا من المستخدمين أو الروبوتات. وانتبه إلى أنّ الرد على التعليقات السلبية من المستخدمين قد يسلّط عليها الضوء بدون قصد، لذا من الأفضل ألا ترد، إلا إذا كنت متأكدًا من أنّ اتخاذ موقف حاسم ومختصر سيساعدك في التصدي لهذه المضايقات.
الصورة الرئيسية من انسبلاش بواسطة حلول مبيعات لينكد.