لا يقتصر تطبيق "تيك توك" الذي أُنشئ في الصين عام 2017 على تحديات ورقصات عصرية، فبما أنّ الإبداع متجذر فيه والأفكار الخلاقة تشكّل أساسًا له، يمكن أن يحقّق مكاسب كبيرة لغرف الأخبار.
وقد شقّ التطبيق طريقه إلى الولايات المتحدة الأميركية منذ تفشي جائحة "كوفيد 19" وزاد استخدامه وتنزيل الفيديوهات، حتى تضاعف عدد المستخدمين ثلاث مرات.
والجدير ذكره أنّ شركة "ميوزكلي" وهي خدمة وسائط اجتماعية تتخذُ من شنغهاي في الصين مقرًا لها، دمجت ما تقدّمه مع تطبيق تيك توك، الذي كان يُعتبر خاصًا لجيل "Z"، الذي ولد بين عامي 1996 و2015، أمّا الآن فقد أصبح يضمّ أشخاصًا من أعمار مختلفة. وبحسب التحليلات، فاعتبارًا من شباط/فبراير 2020، كان حوالي 50% من جمهور تيك توك يبلغون أقلّ من 34 عامًا، فيما زاد الجمهور ممّن تبلغ أعمارهم أكثر من 18 عامًا، 5.5 مرات خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية مما يجعل التطبيق مكانًا مناسبًا جدًا للوصول إلى جماهير جديدة.
إقرأوا أيضًا: "تيك توك" ليس للأطفال فقط.. نصائح ليستخدمه الصحفيون
وعلى الرغم من الميزات الكثيرة التي يقدّمها التطبيق، لا تزال هناك بعض التحديات أمام المستخدمين في الولايات المتحدة، التي بدأت منذ أن أصدرت إدارة ترامب أمرًا تنفيذيًا لحظر التطبيق بسبب مخاوف أمنية. فما كان من ByteDance وهي الشركة الأم لـتيك توك إلا أن رفعت دعوى قضائية ضد الإدارة، طالبةً من المحكمة الفيدرالية التدخل، وفيما لم يصدر القرار النهائي، يستمرّ المستخدمون والمبدعون بإنشاء محتوى مرئي.
وبغض النظر عن التردد في استخدام البعض لهذا التطبيق، إلا أنّه ليس بالأمر الصعب، ولهذا جمعت شبكة الصحفيين الدوليين بعض النصائح حول دمج "تيك توك" في عمل غرفة الأخبار، والتي قدّتها الخبيرة الإستراتيجية في وسائل التواصل والشبكات الاجتماعية شاونا رامبيل:
فهم تركيبة التطبيق
يتألّف تطبيق "تيك توك" من خوارزمية غير مرتبة زمنيًا، مثل تلك الموجودة في فايسبوك وتويتر، لذلك يتم نشر المحتوى على صفحات المستخدمين "For You" - لأجلك، بناءً على ما يرغبون في مشاهدته، وعلى هذه الصفحة يتفاعل الجمهور مع المنشورات ويبدون الإعجاب بها، وكلما زاد الوقت الذي يقضيه المستخدم في التطبيق، زادت دقة الخوارزمية.
وأضافت رامبيل أنّ الحساب على تيك توك لا يتطلب الأمر عددًا كبيرًا من المتابعين لكي تنتشر الفيديوهات بسرعة، بل يمكن استخدام الوسوم والتأثيرات الخاصة بالتطبيق، ما يجذب المستخدمين الذين يبحثون عن نفس المحتوى.
إنشاء فريق
من أجل ضمان انتشار المحتوى الخاص بغرفة الأخبار، لا بدّ من إنشاء فريق يصبّ تركيزه على التطبيق، على أن يتألّف من أشخاص مطلعين على تصميم الفيديوهات ويعرفون تيك توك. ويختلف عدد الأشخاص في الفريق بحسب حجم غرفة الأخبار.
وبعد إنشاء الفريق، يجب تحديد الأهداف والوقت الذي سيقضيه كل عضو في الفريق في التطبيق، على أن يتمّ تخصيص 20% من الوقت لتطوير الأفكار وتجربة "تيك توك". وتوصي رامبيل بإنشاء حساب على تطبيق "سلاك" من أجل التواصل بين أعضاء غرفة الأخبار.
وعند الدخول إلى التطبيق، يجب تجنّب تشتيت الإنتباه والتركيز على ما حددته غرفة الأخبار، وعدم قضاء أكثر من بضع دقائق على التطبيق من أجل جمع الأفكار لإنشاء الفيديو الخاص. ويتمثّل الهدف الرئيسي في جعل "تيك توك" مناسبًا للعمل اليومي وليس أن يصبح المهمة الوحيدة التي يركز عليها الصحفي.
إقرأوا أيضًا: نصائح قيّمة للصحفيين لبناء ثقة مع المتابعين
البحث عن تخصص
يمكن أن تندرج مقاطع فيديو تيك توك ضمن فئات المحتوى مثل الأداء والرياضة والترفيه والتعلم وغيرها. بناءً على الزاوية التي تريدها المؤسسة الإخبارية والمحتوى الذي يمكن أن ينتجه الفريق، يتمّ تحديد كيفية تقديم المحتوى.
من جهته، ينشئ دايف جورغنسن من صحيفة واشنطن بوست محتويات قريبة من الكوميديا، بينما تميل مؤسسات أخرى مثل منظمة الصحة العالمية إلى تقديم محتوى مرئي إرشادي وتعليمي.
@washingtonpost If the vaccines are approved, this would be an unprecedented scientific accomplishment. #coronavirus #vaccinations
♬ original sound - Logan Isbell
التكرار حتى إيجاد المكان المناسب
يمكن تكرار إنشاء المحتوى واختبار مدى التفاعل معه من خلال منصات أخرى، وتشدد رامبيل على أهمية أنّ التجربة تساهم في اكتشاف التخصص المناسب الذي يميّز المحتوى لغرفة الأخبار عمّا تقدّمه غيرها من المؤسسات.
مراجعة التحليلات
يمكن إنشاء حساب يعرض التحليلات الأسبوعية والشهرية، فالتطبيق يتيح تتبع عدد المتابعين والمشاهدات الخاصة بالفيديوهات، مما يساعد على إنشاء المحتوى الذي يحظى بأكبر نسبة من التفاعل. وهذا ما أوضحته رامبيل عندما نصحت منشئي المحتوى على تيك توك بمتابعة كيفية زيادة المتابعين وما هي الفيديوهات التي يتفاعلون معها، حتى يستمرّوا بإنشاء المحتوى الذي يجذب الجمهور.
وكلما شاهد المستخدمون نوعًا معينًا من الفيديو، يزيد ظهور هذا النوع من المحتوى في صفحة "من أجلك" للمستخدم، بحسب ما تنظّمه خوارزمية تيك توك.
سوّق لنفسك قليلًا
يمكن تطبيق قاعدة 80/20 على محتوى تيك توك، أي أنّ 80% من المحتوى يرتكز على الأفكار الخلاقة والإبتكار، والـ20% منها الأخرى للتسويق. وبحسب رامبيل فإنّ المستخدمين ينزعجون من كثرة الإعلانات والتسويق، لذلك يفضّل توجيه القراء إلى المحتوى الخاص بغرفة الأخبار من دون الطلب بشكل مباشر. وخير مثال على ذلك، الخطوة التي أقدمت عليها صحيفة "دالاس مورنينج نيوز" للتواصل مع قرائها، من خلال محتوى يهمّ مجتمعاتهم، إذ أنّ مستخدمي "تيك توك" لا يميلون إلى النقر على الروابط.
@dallasmorningnews We aren’t able to gather in the newsroom, but we’re still working to keep #northtexas informed. #dallas #texas #quarantine #fyp #dfw
♬ Buttercup - Jack Stauber
وفي الختام، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ "تيك توك" يحظى باهتمام كبير، ويمكن لغرف الأخبار الإعتماد على النصائح الواردة في هذا المقال للإنطلاق برحلة جديدة وإنشاء فيديوهات ومحتوى مميّز، والبحث عن قائمة الصحفيين الناشطين على التطبيق.
نعومي كاي هي متدربة مع شبكة الصحفيين الدوليين
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة سولين فايسا