يقدّم المركز الدولي للصحفيين وشبكة الصحفيين الدوليين ويبينارات ضمن منتدى تغطية الأزمات الصحية العالمية، والتي تهدف إلى تغطية آخر مستجدات "كورونا" عبر استضافة خبراء وأطباء وتقديم موارد للصحفيين. لمعرفة المزيد عن المنتدى إضغط هنا ويمكنك الإنضمام إليه من خلال فايسبوك.
في وقت يتوقّع فيه العلماء أن يسجّل العام 2020 رقمًا قياسيًا في أعلى درجة حرارة لكوكب الأرض، يحذّر خبراء المناخ من أنّ هذه الأزمة قد تحدّ من التطور المرتبط بصحّة الإنسان الذي حصل خلال القرن المنصرم، كما أنّ المجتمعات التي سيطالها تغيّر المناخ هي من بين أكثر المجتمعات تضررًا خلال جائحة كوفيد 19.
توازيًا، يزيد الإهتمام بقضية التغيّر المناخي والطاقة المتجددة، وكان لافتًا اتخاذ الرئيس المنتخب في الولايات المتحدة الأميركية، التي تعدّ من أكثر الدول تلويثًا للبيئة قرارًا بالإنضمام مجددًا إلى اتفاق باريس حول المناخ.
وفي هذا السياق، نظم المركز الدولي للصحفيين ويبينارًا تطرّق فيه إلى أزمة المناخ العالمية، وناقش فيه المشاركون أبرز القصص التي يجب تغطيتها في 2021. وشاركت في الويبينار رئيسة شبكة الفيلبين للصحفيين البيئيين إيملدا أبانو، مؤسس ومحرر الموقع المتخصص بالمناخ Callaway Climate Insights دايفيد كلاوي، مؤسس موقع إنفو أمازونيا الموجود في البرازيل وهو محرر استقصائي بيئي في مركز بوليتزر جوستافو فاليروس، إضافةً إلى مديرة مشروع في المركز الدولي للصحفيين جينيفر دوروه.
زوايا القصة
فيما ترتكز أفكار القصة المحددة على المنطقة التي ستتم تغطيتها، اعتبر المشاركون أنّ تغيّر المناخ سيؤثر على دورة الأخبار. وقالت أبانو: "إنّ القصة الرئيسية في آسيا هي التقاطع بين تغير المناخ والكوارث الطبيعية". من جهته، رأى فاليروس أنّ "التوترات السياسية الناجمة عن قضايا المناخ ستشكّل محورًا مستمرًا للتقارير خلال العام 2021 وما بعده".
وفي الوقت نفسه، أشار كالاوي إلى أنّ القصة الأكبر والأبرز التي ستطغى على التقارير في مستهل عام 2021 في الولايات المتحدة هي إنتقال السلطة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن، واستكشاف سياساته بشأن تغير المناخ وتأثيرها على مستوى العالم، إلى جانب قضية التعافي العالمي من جائحة كوفيد 19 وانعكاسها على البيئة.
إقرأوا أيضًا: عصر الأزمات المتزامنة: كيف نغطّي تغيّر المناخ مع "كورونا"؟
التواصل مع الجماهير
وعلى الرغم من أهمية قضية المناخ، لا يزال اهتمام الجمهور بها عاديًا، إذ أوضح فاليروس أنّ "تغير المناخ يمسّ كل جانب من جوانب حياة الناس، ومن خلال دمجه في مختلف المجالات، يمكن للصحفيين سد الفجوة والدفع نحو فهم أكبر لهذه القضية لدى الجمهور".
من جانبه، اعتبر كالاوي أنّ "جزءًا من المشكلة يتمثّل بأنّه جرى إعداد تقارير عن تغير المناخ على أنه أمر سيحدث في المستقبل، ولهذا لم يصل الإحساس بالأمر الطارئ إلى عامة الناس حتى الآن".
أمّا أبانو التي قارنت التغطية الصحفية اليوم بالتقارير التي أعدّت سابقًا، فلاحظت تضمين وسائل مبتكرة مثل إعداد تقارير عبر الموبايل، استخدام الخرائط، الرسوم البيانية والمحاكاة، وقد ساهمت هذه الوسائل بإضفاء ميزة لإعداد التقارير البيئية ككل، وإنشاء جسر تواصل مع الجماهير.
التقارير المناخية
فيما تشكّل التقارير المناخية مهمة صعبة في التغطية الصحفية، مع وجود الكثير من المواضيع الفرعية التي يمكن استكشافها والعشرات من المجالات المحتملة، أسدى كالاوي نصيحة مفادها التركيز على منطقة معيّنة لإعداد التقرير عنها، لافتًا إلى أنّ عدم تحديد المنطقة يمكن أن يجعل الصحفي يضيع في توسّع التقرير. وأوضح أنّ "صحافة تغير المناخ لا تزال في مرحلة مبكرة نسبيًا، لكن هناك الكثير من الفرص للصحفيين الشباب المهتمين بإدماجها في تقاريرهم وتحقيقاتهم".
ويتمثل أحد التحديات الرئيسية التي تواجه صحافة تغير المناخ في إيجاد طرق لمنافسة الأخبار السياسية والحساسة. وفي هذا السياق، قالت أبانو: "الخبر السار هو أن المزيد من الصحفيين يرغبون في تغطية القضايا المتعلقة بالمناخ".
تطوير تغطية المناخ في المستقبل
لدى أبانو أفكار لتطوير صحافة تغير المناخ في المستقبل، حيث شددت على أهمية تعزيز قدرة ومهارة الصحفيين في فهم قضايا تغير المناخ، فبحال لم يفهم الصحفي القضية، فكيف سيفهمها الجمهور. وأضافت أبانو: "علينا إعطاء بعد إنساني للمناخ في التفاعل إذا أردنا الحصول على اهتمام بهذه القضية".
من جهته، أكّد كالاوي أنّه يجب أن يكون الصحفيون مستعدين لفهم هذه المفاهيم العلمية المجردة ومجموعات البيانات الضخمة واستخدام أدوات مثل الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أنّ "التقارير البيئية موجودة منذ فترة طويلة، ولكن عندما تصبح أكثر شيوعًا، حيث يبدأ الجمهور والعالم في إدراك أهمية هذه القضية الطارئة، ستندفع وسائل الإعلام ومعها الصحفيون للقيام بهذا النوع من التغطية".
وحثّ فاليروس الصحفيين الذين يسعون إلى دمج قضايا المناخ في تقاريرهم إلى التعرّف على اللغة العلمية وأخلاقيات إجراء المقالات البحثية. كما أوصى بتعلم تفكيك البيانات البحثية الصعبة من أجل إنشاء عناصر مرئية وطرق أخرى لترجمة كلّ ما يتعلّق بقضايا المناخ، قائلاً: "علينا الإستمرار بالتواصل وتنفيذ بعض التقارير التعاونية، فأنا أرى إمكانية كبيرة للصحفيين للعمل معًا على قضايا مختلفة".
الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام على أنسبلاش بواسطة Science in HD