رغم تعريف "نوى" ذاتها بأنها شبكة نسوية إخبارية، إلا أنها لا تعنى بقضايا النساء فقط ولكن لها الأولوية، فهي تعالج كل المواضيع على الساحة المحلية الفلسطينية من منظور نسوي، تأكيدًا لوجود المرأة وأهمية رأيها في معالجة الواقع على مختلف الصعد.
وتركز نوى التي أطلقتها مؤسسة "فلسطينيات" في كانون الأول/ديسمبر 2012 على القصص الصحفية وتغطية الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية عبر تقارير معمقة، وصور وفيديو، وانفوجرافيك ومختلف الفنون الصحفية. وتعتمد الشبكة معظم فنون الكتابة الصحفية، القصة على رأسها لاهتمامها بإبراز الجوانب الإنسانية للقضايا التي تطرحها، بتعدد تصنيفاتها لا سيما لو كانت ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمرأة.
وبهدف جذب القراء، وتغيير النمط الإخباري المعتاد، وإشباع رغبة المتصفح بالمعرفة، تحرص نوى على تغيير وتنويع أساليب عرض الأخبار، والتطرق للخفايا التي تكمن ما وراء الخبر، من خلال التفصيل الذي يتيح تقديم المزيد من المعلومات.
وعند تنفيذ تغطية إعلامية لقضايا النساء، يتوجب التركيز على أمور عدة، وفق ما ذكرت المحررة بالشبكة آلاء أبو عيشة، وأول ذلك الجانب القانوني أي الحق والإطار الذي يضمن عدالة مسار واتجاه القضية.
اقرأ أيضًا على شبكة الصحفيّين الدوليّين: تجربة مميزة لمنظمة في عالم الصحافة.. دفاعًا عن النساء والشباب
وتضيف أبو عيشة في حديثها لـ "شبكة الصحفيين الدوليين" أنه "من المهم التركيز على الجانب الإنساني المنوط بوضعها داخل المجتمع، الذي غالبًا ما يهدر حقها، بالتعنيف والإهانة، ويساومها مقابل التنازل عن الكثير من حقوقها، الميراث، الحضانة، الراتب...إلخ من القضايا المتعددة".
وحول كيفية مساهمة نوى بكسر الصورة النمطية عن المرأة في وسائل الإعلام، تجيب أبو عيشة "أولًا بأقلام كاتباتها، المؤمنات تمامًا بحقوق المرأة، وعدالة مطالبها في مجتمعٍ يعلي الذكور عليها عقلًا ودينًا".
وثانيًا _والحديث لمحررة نوى_ بتصديرها للكثير من قصص النساء اللاتي تمكّن من القفز عن عقبات المجتمع المقيتة، وصدحن عاليًا بإبداعاتهن، وآرائهن، وإنجازاتهن، التي يعجز كثير من الرجال عن تقديم ما يشابهها، مشيرة إلى سعي نوى لدمج النساء المهمشات في المجتمع رغبةً في دمجهن، من خلال تسليط الضوء على إبداعاتهن، وقدراتهن المميزة.
وترى أن الإعلام العربي في غالبيته حصر المرأة في (الراتب والوظيفة، زواج القاصرات، عمل المرأة غير المشروط)، ولم ينصفها في أي منها لأنه إعلام موجه على الأغلب، يتبع لفكر المجتمع والجهة التي تموله. بينما يعتمد في كثير من الأحيان –حتى الإعلام الذي يصنف نفسه منصفًا للمرأة- مصطلحات تؤذي كيان المرأة التي قد تكون ناجحةً جدًا في مجال عملها وتخصصها الدراسي، مثل لفظ "عانس" للمتأخرة في الزواج على سبيل المثال.
وأمام ما سبق تبرز أهمية تجاوز تلك الملاحظات، وعن ذلك تتحدث سكرتير تحرير الشبكة منى خضر، قائلةً: "حاولنا تخطي حواجز المنظومة المجتمعية "الضيقة" طالما أن ما نطرحه، لا يقدم إسفافًا، ولا يخترق خصوصية أحد، ولا يؤذي أو يزعج أحد.. الإعلام الحر لا ينصاع لتقاليد المجتمع "على عماها".. الإعلام الحر ينقل، والمتلقي له مطلق الخيار، فإما يرفض وإما يقبل".
وتتابع خضر: "صرنا في عام 2020، وحتى الآن بعض وسائل الإعلام العربية والمحلية تتحدث عن قيادة المرأة للسيارة.. هذه القضايا البديهية لا نتطرق إليها أصلًا لأنها أضحت بمثابة إسفاف وتأطير لعقلية المتلقي أصلًا وتوجيه له للرجوع نحو عشرات السنين إلى الخلف".
وفي سياق التحديات وتجاوزها، تعطي نوى أهمية لجذب الجمهور عبر ساحات النشر المختلفة، سواء بالموقع الإلكتروني أو منصات التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى استخدام نوى عناوين جاذبة، لضمان إشعال شغف المتصفحين بالقراءة، واتباع المناهج الجديدة في صياغتها لتحقيق ذلك.
وفي شبكة نوى أقسام متعددة، منها زاوية "عين نوى" التي تعتمد على نشر القصص المصورة، كَفَنْ مستقل بذاته، من خلال الاعتماد على مصورين ذوي خبرة، ولتلبية شغف المتصفح المغرم بالصور، "فيديو نوى" ينشر من خلالها فيديوهات قصيرة، إما على هيئة قصص يتكلم أبطالها بأنفسهم فيها، أو على هيئة فيديوغراف مختصر حول قضية معينة.
ولتطوير قدرات الخريجين الجدد واكسابهم مهارات تساعدهم في الدخول لسوق العمل تفتح نوى الباب أمام الخريجات الجديدات، أو الصحفيات ذوات الخبرة والتجربة، للعمل من خلال مشاريع الاستكتاب التي تطلقها سنويًا. وذلك يشجع الصحفيات بعد النشر "وبمقابل مادي" على الاستمرار في الكتابة، والتصوير وإعداد مقاطع الفيديو المختلفة، على عكس مساحات النشر الأخرى التي غالبًا ما تقبل من الخريجات الجدد كتاباتهن مقابل "النشر" فقط، وبشكل تطوعي.
الصورة الرئيسية من موقع شبكة نوى