تحديات الصحفيات الفلسطينيات والتدخلات المطلوبة في مؤتمرهن السادس

Dec 4, 2021 em موضوعات متخصصة
صورة

تزامناً مع حملة الـ16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، عُقد مؤتمر الإعلاميات يتحدثن للسنة السادسة على التوالي، في فلسطين، بقطاع غزة والضفة الغربية عبر تقنية الفيديو كونفرس، وقد بحث أبرز تحديات الصحفيات الفلسطينيات على وجه الخصوص، وظروفهن الصعبة.

استهلَّت المؤتمر وفاء عبد الرحمن وهي مديرة مؤسسة فلسطينيات ورئيسة شبكة نوى، مُعربةً عن غضبها وباقي الصحفيات في فلسطين، مما يتعرضن له أثناء عملهن من شتّى أنواع الإساءة اللفظية والجسدية والنفسية.

إقرأوا أيضًا: توصيات ونقاشات خاصة بالعمل الصحفي في مؤتمر "الإعلاميات يتحدثن 4"

الصحفيات في الخطوط الأولى "في الحرب"

ارتُكِب بحق الصحفيين الفلسطينيين 59 انتهاكاً في الحرب التي وقعت على قطاع غزة في أيار/مايو الماضي هذا العام، وقد طالت هذه الانتهاكات 31صحفي/ة، و28 مؤسسة إعلامية، رغم أنّ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1738، يُدين الاعتداءات على الصحفيين ووسائل الإعلام والأفراد المرتبطين بهم ويدعو إلى وضع حد لهذه الممارسات ولاعتبارهم مدنيين ويجب حمايتهم واحترامهم، بالإضافة إلى ذلك اعتُبرت المعدات والمنشآت التي تستخدمها وسائل الإعلام أيضاً؛ أنها أهداف مدنية وبالتالي يجب عدم استهدافها.

وبحسب الصحفية تهاني قاسم، فإنّ العنف الذي تعرضت له الصحفيات هذا العام بسبب الحرب، وقع على ثلاثة أوجه:

  1. عنف نفسي، وتمثل في:
  • الخوف الشديد جرّاء المشاهد التي رأتها الصحفيات خلال تغطيتهن للحرب.
  • أعراض جسدية: فقدان الشهية، ألم بالمفاصل، ألم بالمعدة، دقات القلب المتسارعة.
  • أعراض سلوكية: صعوبة النوم، أو محاولة تجنبه خوفًا من الكوابيس المتكررة والمتعلقة بالحرب، فقدان السيطرة على المشاعر والغضب الشديد.
  1. عنف اقتصادي:

وتمثل في فقدان الصحفيات وخاصة صحفيات المستقلات مصادر دخلهن بسبب استهداف منازلهن، وأماكن عملهن.

  1. عنف اجتماعي:

ويكمن في المعيقات التي تفرضها الأسرة على الصحفيات خلال التغطية الإخبارية وقت الحرب، كونها أنثى، وخاصةً الصحفيات المستقلات، نتيجة عدم تمتعهن بأي حقوق عمالية من تعويضات في حال الإصابة أو الوفاة لعدم وجود عقود، كذلك تركيز بعض وسائل الإعلام على الذكور واستبعاد الإناث.

خلُصت دراسة قامت بها الصحفية قاسم إلى أنّ الصحفيات بحاجة إلى:

صورة

  1. تقديم خدمات الدعم النفسي، وتوفير أدوات الحماية والسلامة لكافة الصحفيات، ومخاطبة المجتمع الدولي بضرورة العمل على إدخال هذه الأدوات اللازمة إلى قطاع غزة.
  2. توفير غرفة عمليات مركزية، تُستخدم أوقات الطوارئ كبديلٍ عن لجوء الصحفيين/ات للمستشفيات خلال الحرب، وإعداد خطة طوارئ بالتنسيق مع الأجسام الصحفية.

صورةالصحفيات في المواجهة المباشرة

توصَّلت الصحفية ليندا الشويكي التي تعمل لدى شبكة أريج للصحافة الاستقصائية، في دراسة أجرتها حول تجارب عمل الصحفيات خلال المواجهة، إلى التالي:

  • اعتمدت الصحفيات في عموم فلسطين على مواقع التواصل الاجتماعي في التغطية، من خلال استخدام البث المباشر ونشر القصص والتقارير المصورة على موقع فيسبوك، إضافة إلى خاصية "Story" والبث المباشر على انستجرام، وهو ما لم يكن شائعاً في تغطية المواجهات السابقة.
  • تواجدت الصحفيات ميدانياً ليلاً ونهاراً وقد برز دور الصحفيات في الداخل والقدس بشكل كبير في المواجهة الأخيرة، وكان التواجد الأكبر لفئة الصحفيات الشابات.
  • واجهت الصحفيات في القدس سياسة التمييز، ومُنعن من دخول أماكن الحدث.
  • 39,4% من العينة التي استهدفتها الدراسة تعرضن للاعتداء أثناء التغطية.
  • تعاني 54,5% من الصحفيات من ضعف المورد المالي مقارنة مع الجهد المبذول، و51,5% من ندرة فرص العمل، و42,2% من ضعف التدريب على أساليب وآليات الحماية، وعدم توفر معدات الأمان أثناء التغطية، وكانت 24,2 منهن يعملن بنظام القطعة.
  • بعض الصحفيات بالرغم من دورهن البارز في التغطية، واجهن سياسة التنميط لدورهن في العمل الميداني، تمثلت في عدم تقبل فكرة وجودهن في الميدان مجتمعياً.

التدخلات لدعم وحماية الصحفيات والصحفيين

أظهرت الصحفية نور أبو عيشة الباحثة في الشؤون السياسية، في دراسة بحثية أجرتها أن 80% من الصحفيين ضمن عينة الدراسة "العشوائية" مستاؤون من التدخلات المقدمة على مستوى الدعم اللوجستي، من توفير مقرات، وأدوات سلامة شخصية للصحفيين، لاسيما للعاملين بنظام القطعة منهم.

وتقول أبو عيشة: "إن 88% ممن شملتهم الدراسة قالوا إن خدمات الدعم النفسي التي قدمتها المؤسسات لم تكن مقبولة، كونها غير كافية ولم تصل لكافة الصحفيين/ات"، مضيفة أنّ "20% من الصحفيين عدّوا التدخلات المقدمة فيما يخص رصد الانتهاكات غير كافية، كونها لا تستند إلى خطط عمل منظمة؛ مما يجعل عملية تطويرها والبناء عليها في غاية الصعوبة".

إقرأوا أيضًا: مؤتمر "الإعلاميات يتحدثن5" وتحديات العمل الصحفي في ظل كوفيد-19

أسباب القصور في دعم وحماية الصحفيين/ات

  • أسباب موضوعية:

يتمثل في الصراع والانقسام السياسي الفلسطيني، حيث يجري دعم الصحفيين تبعاً لهويتهم الحزبية، مما يخلق فجوة في التواصل ما بين المؤسسات الإعلامية والرسمية.

  • أسباب ذاتية:

تتجسد في سوء إدارة المؤسسات الإعلامية، وضعف تمويل المؤسسات الفلسطينية، خاصةً الحزبية.

مؤسسات تتصدّى للانتهاكات الرقمية

حيث يقوم فيسبوك بسياسة حجب المحتوى الفلسطيني، وهناك ضعف في مواجهة هذا التمييز الرقمي، إلا أنّ بعض المؤسسات نشطت لرصد الانتهاكات ومحاولة مواجهتها:

  • مركز صدى سوشال: أنشأ خلال الحرب الأخيرة "الغرفة الموحدة للأنشطة الرقمية الفلسطينية" لتنظيم الجهود الرقمية لإنتاج محتوى قابل للنشر على منصات التواصل، وترجمتها إلى عدة لغات، فضلاً عن حراكه القانوني في لندن حيث نجح المركز في إعادة تفعيل أكثر من 500 حساب وصفحة تم إغلاقهم بسبب مخالفة السياسة التحريرية لفيسبوك.
  • المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي (حملة): أنشأ مؤخراً منصة الكترونية تحمل اسم المرصد الفلسطيني لانتهاكات الحقوق الرقمية "حر"، وهي مفتوحة أمام الجميع، لتقديم بلاغات عند حدوث أي انتهاكات رقمية.

توصيات بالتدخلات المطلوبة لحماية الصحفيين وحقوقهم

توصي دراسة الصحفية أبو عيشة بـ:

  1. ضرورة توفير مقر للصحفيات والصحفيين عمومًا تتوفر فيه الخدمات اللوجستية كافةً، وتتوفر به معدات السلامة إضافةً إلى العمل على توظيف المصابين منهم، كنوعٍ من الأمان الوظيفي.
  2. ضرورة إنشاء لجنة قانونية أو حقوقية تستند على قاعدة بيانات خاصة بالصحفيين لتتبع خطواتهم، والتبليغ عند تعرضهم للخطر.
  3. تطوير برامج الدعم النفسي الجماعي والفردي للصحفيين، خاصةً المصابين منهم، الذين يحتاجون للتدخل النفسي العميق.
  4. وضع استراتيجية إعلامية حقوقية رقمية، من خلال التعاون بين المؤسسات الإعلامية الرسمية والحقوقية والنقابية لمخاطبة شركات التواصل الاجتماعي والمؤسسات العالمية المعنية بالمحتوى الفلسطيني.

الصورة الرئيسية من المؤتمر.