أعتني بنفسك

par Anonyme
30 oct 2018 dans السلامة الرقمية والجسدية

مِن قِبل آن نيلسن، مدرسة خريجين كولومبيا مِنْ الصحافةِ والدّكتورِ دانيال نيلسن، إم دي، جامعة Cincinnati

 إن بعض الصحفيين أنفسهم الذين يشاهدون الكارثة من الممكن أن تتطور لديهم أعراض هذه الصدمة نتيجة لحادث ما أو فقدان شخص عزيز.


حتى أن بعض الصحفيين الذين يقومون بتغطية أخبار الكوارث قد يعانون كما يقول بعض العلماء النفسيين مما يسمى بصدمة " ثانوية" وفيها يمتصون بعض من الألم أو الحزن الذي يصادفونه أثناء المقابلة.

 
الإجهاد
 

يشعر العديد من الصحفيين في المراحل الأولى من تغطية الكوارث باندفاع هائل للطاقة في أجسادهم. حيث أن أدمغتهم تغرق أجسادهم بهرمون الجهد والأدرينالين. فهم ينشغلون بالمهمة ويندفعون بأنفسهم إلى ما هو أكثر من طاقتهم .( وهناك اعتبارات أخرى مثل دفع الفواتير تلبية حاجات العائلة ممكن أن تصادفهم أيضاً).وبعد عدة أيام وهذه الفترة تتفاوت من شخص لأخر ستستنفد الغدة الكظرية طاقتها وهذا سيؤدي إلى خمول ونقص في الطاقة وهو شعور بالكآبة وهو شعور مؤقت.

 

يطلق الأطباء النفسيين على مثل هذه الحالة "رد فعل حاد" ويمكن أن تتضمن هذه الحالة أحلامً مزعجة أو حالات أرق وفقدان الشهية على الطعام. ويمكن أيضاً أن يحدث حالت تذكر للحادث أو للمشاهد المؤلمة. وبعض الناس يواجهون تأثيرا مباغتاً تبعاً لتعرضهم أو قربهم للحادث فكلما تقرب الشخص لمركز الحدث كلما كانت ردة الفعل لأوضح. . إن هذه الأعراض مؤقتة ولا تعتبر مرضاً .

في أغلب الأحيان يجد الأشخاص أو العائلات التي تعاني من أمراض نفسية أن هذه الأحداث تفاقم مشاكلهم.بعض التأثيرات المتوسطة ممكن أن تتمثل بأمراض كتلك مثل ظهور اندلاع في الجلد وردود طبيعية أخرى. أما الردود العقلية يمكن أن تتمثل في التركيز السيئ أو مشاكل في الذاكرة أو التأنيب . فإذا لم تواجه أي مشاكل من هذا النوع فأنت طبيعي فهذه ردود فعل طبيعية لحالات غير طبيعية.

 
ما الذي يمكننا فعله ؟


يُمْكِنُ للصحفيين ومن حولهم أَنْ يُخفّفوا البعض مِنْ هذه الأعراضِ. فإنه من غير الطبيعي أن توقف إفراز الأدرينالين في خبر عاجل لكن من الضروري أن تنهيه .
وغالباً قبل القصة.لذا فعلى مديري الأخبار أن يتوقعوا مثل هذا حتى بأكثر صحفييهم نشاطاً. لذا عليهم أن يقوموا بنوع من تغيير العمل (( الدوران)) وجعل أولوياتهم في خلق بيئة غرفة أخبار مساعدة .

 

يجب على الصحفيين أن يدركوا بأن الجرع الزائدة من الكافيين التي من ممكن أن تزيد أعراض الإجهاد ويمكن أن تضر بالذاكرة.لذا حاول أن تزيد من شرب القهوة. الكحول أيضا يجب أن يكون بجرعات محددة ومن الأفضل أن يترك نهائياً. إنه مسكن لكن من الممكن أن يزيد ردة الفعل عندما تحدث .وإن النسبة العالية ولفترة طويلة منه قد تزيد خطر الإصابة بمرض عقلي .

إن الصحفيين المنشغلين عن طعامهم ولا يأكلون لأيام سيكون خطر إصابتهم بردة فعل عنيفة أسوأ. وإذا استشرت خبيرا رياضيا عن تحمل جسمك باعتباره جسما رياضيا ليتأكد من أنك تستهلك كلا من البروتين والكربوهيدرات بشكل صحي.ومن أنك تحصل على الفيتامينات وخاصة فيتامين بي وآي . ومما يفقدك مقاومتك حمية الكافيين والأغذية قليلة الفائدة والكحول.ويضيعان وقت عملك بالنهاية. أضف تمرينا رياضياً على الأقل إلى يومك , وإذا لم تستطع فعليك بفواصل زمنية و بالإجازات القصيرة من الأخبار . ولا تخف إن وجدت نفسك منغمساً في الهروب أو المرح طالما أنه لا يؤذي أحد. فهذه اندفاعات طبيعية.

 
النوم مهمُ


إذا كنت تعاني من مشكلة في النوم فلا تشاهد الأخبار على الأقل بساعة قبل الذهاب للنوم. حاول أن تقرأ شيئاً مملاً . وتقترح الدراسات بأن جرعاً صغيرة من ميلاتونين (1-3 ميللي غرام) المتوفرة يمكن أن تساعد على النوم . أما الدواء الآخر فهو البنيدريل وهو دواء يصرف بدون وصفة طبية يأخذ يجرع من 25-50 ميللي غرام وهذا يساعد لمد أربعة أو خمسة أيام.وإياك من أن تستخدم الكحول كمهدأ فكما هو مذكور في الأعلى فإنه يضر أكثر مما ينفع. أما إذا كانت مشكلة النوم لديك بشكل مستمر وتراودك الأفكار السلبية عندها أن بحاجة لأن تتكلم مع طبيبك الذي يستطيع أن يوصف لك الدواء المعتدل للمساعدة.

 
من الجيد أن تتكلم عما يحدث معك .
 

 يَجِدُ الصحفيون في أغلب الأحيان المادّةُ التي يقومون بتغطيتها بإنها مؤلمةُ أَو مخيفةُ جداً أَنْ تُناقشَ مَع عوائلِهم. ويستحسنون الاتصال بصديق قوي كفاية وقادر على الاستماع. يكون البكاء في أغلب الأحيان إيجابي وخاصة أمام صديق حميم ولا يؤثر على عائلتك. يمكن لأخصائي الصحة العقلية أن يساعد لا لكونك مريض نفسي بل لأنه يملك من التقنيات والخبرات التي تساعدك على تجاوز الضغط والإجهاد.أما إذا كنت متدين فإنه الوقت المناسب لتتابع فيه وإن صار لك فترة لم تزاولها . لذا كن رحيماً بنفسك وافعل الشيء الذي يجعلك ترتاح.

 
قضايا أخرى:
 

1- يشعر بعض الصحفيين بالذنب لأنهم يحرزون تقدما من خلال سوء حظ الآخرين. يتأقلم البشر مع الكوارث من خلال خلق قصة توضيحية أو بأشكال من الحزن العام. حيث قامت وسائل الإعلام بتبني بعض من هذه الأدوار لثقافتنا.فهي تساعد الناس على إخبار قصصهم بطريقة محترمة وحساسة والذي يمكن أن تكون علاجاً للمصابين. لذا على المراسلين أن يتعلموا التقنيات التي من شأنها أن تساعدهم على تفادي الممارسات الصحفية الخاطئة أو الضارة.

 

2- عندما تتأثر بقصة ما خذ في الحسبان بأن أكثر الناس يتعافون من مأساتهم ويستمرون بحياتهم.حتى أن أكثر المفجعين ألماً فإن التشخيص مفيد للأغلبية الواسعة. يَتعافى أكثر الناسِ مِنْ التأثيراتِ الطبيعيةِ للصدمةِ العاطفيةِ الحادّةِ ضمن حوالي ستّة أسابيعِ. (وفي حالة الخسارة أَو الفاجعة المؤلمة كثيراً، فإن مشاعر حادّة مِنْ الحزنِ في أغلب الأحيان أخيراً تزول من ستّة إلى اثنا عشرَ شهرِ.

 

3-إحدى العواطفِ الأكثر شيوعاً وسطالصحفيين  مأساة الشعور بالوحدة " ملحق".يقارن  الصحفيون أنفسهم مَع الزملاءِ الذين يُواجهونَ أدوارَ "بطوليةَ" في التغطيةِ، ويَبْدونَ عديمة الفائدة وناقصين. لكن عليهم أن يعرفوا ان مثلهم كمثل الأطباء فهناك أطباء في غرفة الإسعاف وآخرين أخصائيين بالسرطان .لذا يجب أن يعرف الصحفيين الذين ليسوا في الخطوط الأمامية للتغطية أن الجهد الذي يقدمونه ثمين للغاية.علاوة على ذلك فإن الأخبار تنتقل بسرعة إلى مراحل مختلفة وكل منها يتطلب المهارات والمصادر المختلفة.

4- يمكن أن يشعر الصحفيون بأنهم لم "يؤهلوا" بالشكل الأمثل لتلقي ردود الأفعال إن لم يتعرضوا لكارثة حقيقية.لكن العديد منهم في الحقيقة يواجهون صدمات ثانوية وذلك لكثرة تعرضهم وإجرائهم لمثل هذه التقارير.ولا يسمح عملهم من إبعاد أنفسهم كباقي الناس. حيث بدأت منظمة الصحة تعترف أن مثل هذه الكوارث تخلق صدمة لهم ولأن الصحفيين هم من عامة الناس لذا أصبحت قضية الصحة الفكرية قضية عامة.

5- لا يمكنك القول بأن الحزن والكآبة هما الشيء ذاته. فالحزن العميق هو رد فعل طبيعي للمأساة. من جهة أخرى فأن التعريف العام للكآبة هو مشاعر اليأس والعجز والمستقبل الكئيب, والذي يمكن أن يستمر لأكثر من أسبوعان. ويوجد عوارض أخرى مثل الاستحواذ والأفكار السوداء لإيذاء نفسه أو حتى إيذاء الآخرين.ويمكن أن تتضمن التأثيرات الطبيعية غثيان وصداع. أما الصحفيون و الأطباء , عمال الإغاثة وآخرون فإن تأثير الكوارث عليهم متوسط المدى في أغلب الأحيان ويمكن أن تستغرق فترة مابين تسعة إلى إثنا عشر شهراً ليعودوا لحالتهم الطبيعية. ويمكن أن تطول هذه الفترة إذا لم يكن هناك فرصة للعمل خلال المحنة.كما أن اتخاذ الإجراءات الوقائية مبكراً قبل الكارثة من شانه أن يخفف الصدمات.

 آن نيلسن طوّرتْ a منهج في ذِكْر حقوقِ الإنسان في كولومبيا. و أخوها الدّكتور دانيال نيلسن، طبيب أطفال نفساني الذي قادَ وحدةَ الإخطارِ العائليةِ في التفجير في مدينة أوكلاهوما