مبادئ يجب مراعاتها خلال التغطية الصحفية لقصص وتقارير عن الأطفال

نوشته Hadeel Arja
Mar 5, 2021 در موضوعات متخصصة
صورة

كتبت هديل عرجة وهي مشاركة في الدورة السابعة من برنامج مركز التوجيه للمبادرات الإعلامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لشبكة الصحفيين الدوليين:

قبل عامين وتحديداً في الشهر الثالث من العام 2019 قامت إحدى المنظمات الإغاثية بتسجيل مقطع فيديو للفتاة السورية عبير المحمد، تحدثت فيه عن أوضاع نزوحها وعائلتها، هذا المقطع تسبب بقتلها لاحقاً مع أخيها.

التفاصيل التي روتها حينها عبير جلبت تعاطفاً كبيراً، فهي يتيمة الأب تهتم وحدها بوالدتها المشلولة وأخويها أحدهما من ذوي الاحتياجات الخاصة، نزحوا جميعاً من مدينتهم تدمر السورية وانتهى بها المطاف في مخيم بريف إدلب الشمالي. وإلى جانب التعاطف حصلت عبير على مساعدات مادية فاقت قيمتها عشرة آلاف دولار، الأمر الذي تم الكشف عنه حينها على الشبكات الاجتماعية ووسائل إعلام محلية وبين أقارب هذه الفتاة الذين قاموا بذبحها وأخيها الصغير وسرقة المبلغ، ومن ثم التبليغ عن الحادثة!

هذه الحادثة تعدّ مثالاً عن قصص وتقارير تناولت قضايا الأطفال من دون أن تراعي حساسية القضية وخصوصية عمر الشخص الذي يتم تناوله إعلامياً والمعايير المهنية والأخلاقية، ما ينعكس سلباً عليه. فالتحديات كبيرة عند عملية إعداد التقارير حول الأطفال، لأنها قد تعرّض الطفل لخطر العقاب أو الوصم الاجتماعي.

وكانت منظمة اليونسيف، منظمة الأمم المتحدة للطفولة، قد أصدرت ميثاقًا خاصًا للصحفيين خلال تغطيتهم قضايا الأطفال تحت اسم "المبادئ الأخلاقية المتّبعة في إعداد التقارير الإعلامية حول الأطفال"، تعرض فيه مبادئ وإرشادات تساعد وسائل الإعلام على تغطية شؤون الأطفال بطريقة تناسب أعمارهم وتراعي حساسية قضاياهم.

من هذه المبادئ:

  •  لدى مقابلة الأطفال أو إعداد التقارير عنهم، ينبغي إيلاء اهتمام خاص بحق جميع الأطفال في الخصوصية الشخصية والسرِّية، وفي الاستماع إلى آرائهم، وفي المشاركة في اتخاذ القرارات التي تمسهم وفي توفير الحماية لهم من الأذى والعقاب، بما في ذلك حمايتهم من احتمالية أو إمكانية تعرضهم للأذى والعقاب.
  • ينبغي استشارة أقرب الأشخاص لوضع الطفل وأفضلهم قدرة على تقييم ذلك الوضع، حول ما يترتب على التقرير الصحفي من تبعات سياسية واجتماعية وثقافية، وحول هذه النقطة تطلب بعض المؤسسات الإعلامية من مراسليها الحصول على موافقة خطية أو ما يسمى بـ"نموذج الموافقة على مشاركة الطفل" موقّع من قبل من ولي الأمر يصرّح فيها على الموافقة بإجراء المقابلة مع الطفل.
  • امتنع عن نشر أي قصة إخبارية  أو خبر إعلامي  أو صورة يمكن أن تعرّض الطفل أو أشقاءه أو أقرانه للخطر حتى عندما يتم تغيير هوية الطفل أو طمسها أو عدم  استخدامها.

على سبيل المثال: فريق إعلامي تابع لمنظمة إنسانية في إفريقيا قامت بإجراء مقابلة مع طفل مقاتل، ثم بنشر صور له مع التقرير، الطفل بعد انتشار تقرير عنه وتفاصيل حياته كمقاتل تعرّض وعائلته لتهديدات بالقتل ما دفع المنظمة للتدخل وإخراجه من البلاد.

وهنا رغم موافقة الطفل والعائلة بإجراء الحوار، يجب تقييم الحالة والتأكد من أن التقرير لن يعرّضه للخطر ومناقشة ذلك مع الشخص المسؤول عن الطفل.

وكان موقع يد صغيرة Tiny Hand، المتخصص بقضايا الأطفال وقصصهم في مناطق الحروب والنزاعات، قد نشر تقريراً تحت عنوان "منظمات إغاثية ومساعدات "الطفل الواحد".. عندما يصبح الطفل نجماً في السوشيال ميديا"، تحدّث فيه عن توجيه صحفيي بعض المنظمات الإنسانية طلبًا للأطفال للقيام بعروض تمثيلية خلال روايتهم لموقف تعرّضوا له سابقاً، وفي هذا السياق ذكرت اليونيسيف في دليلها عن المبادئ الأخلاقية خلال إعداد التقارير حول الأطفال بأنه يجب "الامتناع عن طلب العروض التمثيلية: لا تطلب من الأطفال رواية قصة أو القيام بعمل يشكل جزءاً من تاريخهم".

تغيير الأسماء وعدم ذكر مكان إقامة الطفل: منظمة إنقاذ الطفولة مثالاً. إذا كنت من المهتمين بقضايا الأطفال فمنظمة إنقاذ الطفولة Save The Children هي واحدة من العاملين في هذا المجال، فإلى جانب عملها الإنساني والإغاثي فإنها تولي اهتماماً كبيراً لتغطيتها الإعلامية لقصص الأطفال وتنشر بشكل مستمر تقاريراً عن أوضاعهم في مناطق النزاعات والحروب.

المنظمة حسمت قرارها بعدم ذكر اسم الطفل ولا مكان إقامته، وغالباً ما تضع نجمة صغيرة إلى جانب كل اسم لتنوّه في نهاية التقرير أنه تم "تغيير الأسماء لحماية الهويات".

وفيما يلي مجموعة من الإرشادات، قمنا بتلخصيها لك من دليل اليونيسيف حول كيفية إعداد التقارير الإعلامية حول الأطفال:

  • يجب توفير سياق دقيق لقصة الطفل.
  • تجنّب تصنيف الأطفال إلى فئات أو إطلاق صفات تعرّضهم للإساءة أو التمييز ضدهم.
  • عندما تكون في شك مما إذا كان الطفل معرضاً للخطر اكتب تقريرك عن الوضع العام للأطفال عوضاً عن الكتابة عن طفل بعينه.
  • لا تلحق الأذى بأي طفل: تجنّب طرح الأسئلة وإبداء التوجهات غير المراعية لحساسية القيم الثقافية، أو تلك التي تبعث من جديد في نفس الطفل الألم والحزن الناجم عن أحداث مؤلمة سابقة.
  • عند إجراء المقابلات لا تميّز خلال اختيارك للأطفال بسبب جنسهم أو عرقهم أو دينهم أو وضعهم أو خلفيتهم التعليمية أو قدراتهم البدنية.
  • خلال إجراء المقابلة مع الطفل تأكد من أنه يشعر بالارتياح، ويساعدك في ذلك تقليل عدد الأشخاص الموجودين خلال تسجيل المقابلة، وتأكد أنه قادرة على رواية قصته دون ضغط خارجي.
  • يجب على القصة ألا تعرّض الطفل للخطر أو تؤثر عليه بصورة سلبية في مجتمعه المحلي.
  • اضمن أنّ الطفل والوصي عليه يعرفان أنهما يتحدثان مع مراسل إعلامي، واشرح لهما الغرض من المقابلة.

وأخيراً إليكم الحالات التي تفرض تغيير اسم الطفل وطمس هويته المرئية:

  • ضحية للإساءة أو الاستغلال الجنسي.
  • مقاتل سابق أو حالي.
  • مصاب بفيروس نقص المناعة.
  • مرتكب لإساءة بدنية أو جنسية.

الصورة الرئيسية من موقع Tiny hand.