خطوات سهلة تساعد الصحفيين في إدارة الأزمات الصحية الكبرى

نوشته Asma Qandil
May 8, 2020 در تغطية كوفيد 19
دليل وسائل الإعلام

يحتاج جمهور وسائل الإعلام إلى خطاب إعلامي مستنير حيال تعرضه للأزمات الصحية والكوارث البيئية، والتي تحاول فيها الوسائط الإعلامية جاهدة تفسير أسبابها، وطرق الوقاية منها، والآثار المترتبة عليها من كافة النواحي الاقتصادية، والاجتماعية، والصحية، وبالتالي يجب أن يلتزم الإعلاميون بمدونات السلوك المهنية، ويقومون باستيفاء جوانب الكتابة الخبرية في موضوعاتهم، وأن يزودوا الجمهور بالمعلومات الصحيحة، وخصوصاً فيما يتعلق بالموضوعات الصحية التي تزخر بالتفاصيل، والتي يتعين عليهم تقديمها في قالب جذاب وممتع للقارئ.

وهناك العديد من الأدلة الإرشادية التي أعدتها المؤسسات الإعلامية، والمراكز البحثية والتي تساعد الإعلاميين في إعداد رسائل توعوية للجمهور، وذلك في حال تعرضه للأزمات والطوارئ الصحية والتي تحتاج لطرح مغاير عن بقية القضايا التي يقوم الصحفيون بتغطيتها في روتين عملهم اليومي.

وتُلقي "شبكة الصحفيين الدوليين" الضوء على دليل "وسائل الإعلام للتواصل في طوارئ الصحة العامة" الذي أصدرته "بي بي سي ميديا أكشن"، وقام بإعداده كل من: "جينيفيف هاتشينسون"، و"جاكلين دالتون"، وقد أنتج هذا الدليل لصالح "الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر"، و"الهلال الأحمر IFRC"، وبدعم مقدم من "مكتب الصحة العالمية" و"الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية". ويمكنك تنزيل الدليل من خلال النقر هنا.

ويقع دليل "وسائل الإعلام للتواصل في طوارئ الصحة العامة" في 30 صفحة، ويتكون من خمسة أجزاء هم: "مقدمة الدليل"، و"دور وسائل الإعلام في طوارئ الصحة العامة"، و"ما هي حالات طوارئ الصحة العامة؟"، و"كيف يمكن إنقاذ الأرواح: المبادئ التوجيهية للتواصل؟"، و"مصادر معلومات إضافية". ويوفر الدليل معلومات مهمة للعاملين في وسائل الإعلام حول "أنواع الأمراض التي تتسبب في طوارئ صحية عامة"، و"المصطلحات التي يتوجّب على الصحافيين معرفتها عند تغطية الأمراض والكوارث الصحية"، و"الأشخاص الأكثر عرضة للخطر عند تغطية الأزمات الصحية الكبرى"؟

وفي البداية يحدد الدليل مفهوم "الأزمات الصحية العامة" أو "طوارئ الصحة العامة" بأنها أحداثاً صحية تؤدي إلى المرض أو العجز أو الوفاة لأعداد كبيرة من البشر، ويشير الدليل إلى أن حالات "طوارئ الصحة العامة" هى الأزمات الصحية سريعة التفشي في المجتمعات أو الدول والتي تثقل كاهل الخدمات الطبية، وتعرقل مسار الحياة الطبيعية، وبالتالي تكمن أهمية الدليل في تزويد الإعلاميين، والجمهور بالمعلومات الدقيقة منعاً لانتشار الشائعات والمعلومات المضللة، والتي قد تعرض حياة الناس لخطر أكبر مما يُسهم في زيادة أعداد المصابين، أو زيادة وفيات الأشخاص نتيجة انتشار المرض، وقد تجبر زيادة رقعة انتشار الأزمات الصحية الحكومات إلى إعلان حالات الطوارئ مما ينجم عنه تغيير في وظائف أجهزة الدولة للاستجابة لحالات الطوارئ.

ويقدم "الدليل" أمثلة للأمراض التي يمكن أن تتسبب حالات طوارئ الصحة العامة مثل:

  • الكوليرا: تعتبر من المخاطر الصحية في حالات الطوارئ الإنسانية، وقد أسفر تفشي المرض في هايتي بعد عشرة أشهر من حدوث زلزال 2010 عن وقوع ما يقرب من 600.000 حالة إصابة بالكوليرا و7436 حالة وفاة وذلك في غضون 22 شهراً، حيث كان الاكتظاظ السكاني، وسوء التغذية، ونقص المياه الصالحة للشرب، وعدم وجود مرافق عامة للصرف الصحي، من ضمن الأسباب الرئيسية لسرعة انتشار "الكوليرا" في هايتي.
  • الإنفلونزا: عادة ما تكون موسمية، والأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي  مثل الحوامل، والمسنين، والأطفال دون سن الخامسة معرضون للخطر بصفة خاصة، ويمكن أن تؤدي المستويات العالية من المرض إلى إثقال كاهل الخدمات الصحية، والضغط على الأسر والمجتمعات لرعاية المرضى.
  • تفشي فيروس "الإيبولا" بسرعة خلال الفترة من 2014 إلى 2016 وذلك في غرب أفريقيا عبر سيراليون، وغينيا، وليبيريا مما أدى إلى وفاة الآلاف: ورغم أن تفشي المرض حدث في البلدان الثلاثة، ولكن السفر الدولي أدى إلى حدوث إصابات في الدول الأخرى مثل: "مالي"، و"نيجيريا"، ولقد ارتبط الانتشار السريع للفيروس بعدد من العوامل مثل: الممارسات التي تقع في الجنائز التقليدية والتي تجعل الناس يتعاملون مع المصابين بفيروس "إيبولا" خلال أخطر فترة لانتقال العدوى، فضلاً عن ظروف المعيشة الصعبة في بعض المناطق، وسفر بعض المصابين.

وهناك بعض المصطلحات المهمّة التي يجب على الصحافيين الذين يكتبون عن الأزمات الصحية أن يدركون معناها لكي يوظفونها على نحو سليم، وذلك مثل:

  • العدوى: من مسببات المرض التي يمكن أن تنتقل من شخص لآخر، مثل: الفيروسات، والبكتريا، والطفيليات.
  • التفشي: عندما يصاب عدد أكبر من الأشخاص بمرض يتجاوز العدد المتوقع، وذلك في مجتمع أو منطقة أو خلال موسم معين، ويمكن أن يستمر التفشي لأيام أو أسابيع أو سنوات.
  • الوباء: عندما يصيب مرض معد عددًا كبيراً من الأشخاص في غضون فترة زمنية قصيرة، وينتشر عبر واحد أو أكثر من البلدان.
  • الجائحة: وباء يحدث في جميع أنحاء العالم، حيث يعبر الحدود الدولية، ويصيب عدداً كبيراً من الأشخاص.
  • أمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات: الأمراض التي يمكن الوقاية منها بتلقي اللقاح المناسب.
  • جهاز المناعة: نظام الجسم الذي عادة ما يحارب الأمراض.

ومن أهم الطرق التي تساعد الصحافيين لتقديم سبل الدعم للجمهور أثناء الأزمات الصحية الكبرى، ما يلي:

- أن يكون الصحافيون على علم بالمعلومات الأساسية عن الحالة الصحية الطارئة، وكيفية الوقاية منها، وطرق انتقالها، والعلاج المتاح.

- أن يحدد الصحافيون المصادر التي يمكن أن تمدهم بالمعلومات الصحيحة وتخبرهم بالمزيد عن الموضوع.

- تزويد الجمهور بمعلومات دقيقة عن أسباب الأزمة الصحية، وكيفية الحصول على المساعدات.

- أن يشرح الصحافي للجمهور ما يجب عليهم فعله إذا ظهرت عليهم الأعراض أو على أفراد عائلاتهم.

-أن يحرص الصحافي على إبراز حالات المرضى المتعافين، وأن يشاركوا الجمهور تجربتهم في مواجهة الأزمة الصحية، وذلك من أجل بث روح الأمل والتفاؤل في نفوس الجمهور.

- أن يبتعد الصحافيون عن التنميط، وأن تخلو المواد الصحفية من الألفاظ التي تعبر عن الوصم المجتمعي للأشخاص المصابين بمشاكل صحية.

- أن يناقش الصحافيون الحقائق ويبتعدوا عن الخرافات التي يروجها البعض لكسب المزيد من المشاهدات.

- أن يتعاطف الصحافيون مع الأشخاص المتضررين من حالة الطوارئ وفهم طبيعة ما يمرون به.

- أن يتصدى الصحافيون للشائعات والمفاهيم الخاطئة حول الأزمات الصحية من خلال: دعوة أفراد الجمهور لطرح أسئلتهم عن المرض أو حالة الطوارئ على خبراء موثوق فيهم.

- أن يلقي الصحافيون الضوء على احتياجات الجمهور التي لم يتم تلبيتها، حتى يهتم المسؤلون بحل مشكلاتهم.

وهناك مجموعة من الموارد التدريبية الأخرى التي تساعد الصحافيين في كتابة موضوعات عن المشاكل والأزمات الصحية، مثل:

الصورة الرئيسية مجتزأة من دليل "وسائل الإعلام للتواصل في طوارئ الصحة العامة".