هكذا يتغلب الصحفيون على الرقابة والحجب الالكتروني أثناء النزاعات

نوشتهأشرف الريفيApr 21, 2020 در السلامة الرقمية والجسدية
العمل الصحفي

ازدادت الرقابة الالكترونية وعمليات الحجب الالكترونية للمواقع الاخبارية في اليمن منذ بداية الحرب بشكل كبير، قابل ذلك تطور في طرق مواجهة هذه السياسة القامعة لدى الصحفيين خصوصا بعد اقفال الصحف الورقية.

وفي اليمن، يوجد أكثر من 200 موقع إخباري محلي وعربي ودولي محجوب، وفقًا للإحصاءات الصادرة عن نقابة الصحفيين اليمنيين. كذلك يعاني الصحفيون من الملاحقات والرقابة الالكترونية وعمليات التجسس، ما افقدهم البيئة الآمنة للعمل، ووضع امامهم تحديا كبيرا لمواجهة الوضع المعقد المفروض عليهم.

ويقول نبيل الاسيدي، وهو عضو مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين ان الصحفيين لجأوا إلى ادوات كسر الحجب للتغلب على حجب المواقع الالكترونية كما توزع طواقم العمل في اماكن مختلفة لإنجاز مهامهم عن بعد حيث يتواصلون عبر الوسائط الالكترونية وفق خطط تقنية امنة.

المواقع الاجتماعية والتطبيقات الالكترونية:

واعتمدت الصحافة الالكترونية لفك الحصار المفروض عليها والوصول إلى الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي لبث موادها عبر صفحات فايسبوك، وتويتر، وتطبيقات واتسآب، وانشاء قنوات في تيليجرام من أجل الوصول إلى الجمهور بيسر.

وسهلت هذه الادوات الالكترونية في انتشار وسائل الإعلام بشكل جيد خصوصا اذا ما عرفنا ان غالبية اليمنيين يتلقون المعلومات عبر هذه الوسائط بدرجة رئيسية. حيث كشفت دراسة لمؤسسة منصة للإعلام والدراسات التنموية  أنّ (95.6%) من اليمنيين يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي في الحصول على المعلومات.

وافادت الدراسة أن موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك يأتي في المرتبة الأولى بالنسبة لاهتمامات واستخدام اليمنيين، بنسبة (٩٨٫٧٪) حسب ترتيب المشاركين في الدراسة، فيما حل  "واتساب" في المرتبة الثانية في اهتمامات اليمنيين، بنسبة (٩٢٫٧٪) يليه موقع "تويتر" ثالثاً بنسبة (59%) ومن ثم قناة "تلجرام" رابعاً بنسبة (45٫7%) وقناة "يوتيوب" خامساً بنسبة (38٫3%) وتطبيق "انستجرام" سادساً بنسبة (34%) ومن ثم "المدونة"  في المركز السابع والأخير، بنسبة (15٫3%) من المشاركين في الاستبيان.

برامج التشفير:

توازيًا، يقول الخبير في الامن الالكتروني الدكتور وليد السقاف، المحاضر في الصحافة وتقنية الإعلام في جامعة سوديتورن في ستوكهولم – السويد لـ "شبكة الصحفيين الدوليين" ان امكانية تغلب الصحفيين في البلدان التي تعيش حروبا على الرقابة الالكترونية وعملية الحجب الالكتروني يعتمد بالأساس على أمرين. اولاهما اذا كان الصحفي يريد منع الرقابة على اي اتصال بينه وبين المواقع الالكترونية المختلفة، فهذا قد يتم عبر برامج التشفير مثل  الشبكة الخاصة الافتراضية Virtual Private Network (VPN) والتي لها ايجابيات وسلبيات".

ويوضح ان الجانب الايجابي في هذه البرامج يتمثل بمنع الجهات المحلية من معرفة المواقع التي يتم زيارتها او الخدمات التي يتم استخدامها ولكن ذلك لا يمنع صاحب الخدمة التي يوفرها من التجسس واستخدام البيانات لأي اغراض كانت، ما يستدعي الحرص على استخدام خدمة غير مشبوهة ولا تقوم مثلا ببيع بيانات المستخدمين للحكومات او لجهات أخرى.

 الأمر الثاني حسب السقاف انه في حال كان لدى الصحفي موارد ومعرفة تقنية كافية فيمكنه شراء سيرفر في دولة ما والتحكم به عن بعد لتنصيب برنامج الـVPN مما سيتيح له تجاوز الرقابة والحجب وفي نفس الوقت منع تسرب بياناته لطرف ثالث، ولكن هذا التشفير لا يشمل الرسائل الالكترونية ورسائل الـSMS، فمثل هذه الرسائل النصية يمكن تشفيرها باستخدام برامج PGP والتي يستخدمها الصحفيون عادة لإرسال بيانات حساسة بالايميل لأنه حتى ولو تم اختراق الحساب او التجسس على البيانات فهي في النهاية نصوص مشفرة لا يمكن قراءتها الا باستخدام مفتاح خاص "Encryption key" لا يملكه غير الصحفي نفسه.

لمزيد من المعلومات حول هذه البرامج وامكانياتها ومخاطرها، يفضل زيارة الموقع Security in a Box من هنا.  

ويمكن للصحفيين الاستفادة من الادوات التقنية في ادارة الاعمال الاعلامية في ظل الظروف القامعة والملاحقات المفروضة على وسائل الإعلام.

ففي حال تم احتجاز صحفي وكان لديه مثلا بيانات حساسة، يرى السقاف ضرورة بأن تكون مشفرة حتى لا يتم قراءتها كما يمكن ايضا مسح جهاز النقال بالكامل ان تطلب الأمر وتوجد برامج للتشفير مثل TrueCrypt وكذلك برامج لمسح الذاكرة تماما حتى لو تم سرقة الجهاز أو مصادرته مثل برنامج Android Device Manager من جوجل.

التدريب والتأهيل:

 ويشدد الخبير السقاف على أن هذه البرامج والإجراءات لا تغني عن التدرب على وسائل الحماية الشخصية والرقمية ناصحا جميع الصحفيين بأن يشاركوا في دورات تدريبية حول تقنيات الأمن والسلامة الرقمية للصحفيين.

ويؤكد ان على الصحفيين المبادرة بتوعية انفسهم بشتى وسائل الحماية الرقمية والجسدية لمواجهة اي امكانية للقمع والرقابة والحجب وغيره من الأمور.

ويشير إلى انه لا توجد فائدة كبيرة مرجوة من أي تطبيقات أو برامج إذا لم يكن لدى الصحفيين المعرفة والدراية الكافية بالمخاطر وطرق التعامل مع كافة الاحتمالات، كون الرسالة الصحفية رسالة عظيمة ومهمة وتستحق استثمار الوقت والجهد للحصول على التدريب والتسلح بالمعرفة لمواجهة آلات القمع المختلفة ليس فقط من بعض الحكومات والعناصر الأمنية ولكن من العصابات الرقمية المنتشرة على الإنترنت في هذه الأيام ايضا.

الصورة الرئيسية حاصلة على رخصة الإستخدام علي بيكسيهير.