موارد وإرشادات لتغطية "كورونا" بمهنيّة بعيدًا عن الأخبار المضلّلة

نوشته Sarah Abdallah
Mar 5, 2020 در تغطية كوفيد 19
كورونا

يواجه العالم منذ كانون الأول/ ديسمبر 2019 فيروس كورونا (COVID 19)، الذي اكتُشف في مدينة يوهان الصينية. وقد ترافقت أخبار هذا الفيروس مع الكثير من المعلومات الخاطئة والمضلّلة التي أدّت إلى حالة هلع بين الناس الخائفين على سلامتهم وأمنهم الصحي، ما يُلزم الصحفيين بالبحث عن المصادر الموثوقة والموارد التي تقدّم المعلومات الدقيقة حول الفيروس.

شبكة الصحفيين الدوليين سألت متابعيها عن المصادر التي يلجأون إليها من أجل معرفة آخر المستجدات المتعلّقة بهذا الفيروس، وتقاطعت الكثير من الإجابات بأنّهم يلجأون إلى استقاء الأخبار من المصادر الحكوميّة والرسميّة. فقد قال الصحفي هشام فرحان الذي يكتب في مدونات الجزيرة  في المغرب إنّه يأخذ الأخبار من وزارة الصحة المغربية ومن موقع منظمة الصحة العالمية. من جهته، أوضح ‎الصحفي العراقي‎ حيدر الجنابي أنّ الصحفيين في العراق يتابعون أخبار منظمة الصحة العالمية، وقال إنّه يتابع المؤتمرات الصحفية الخاصة بكورونا ويسعى إلى تفنيد الإشاعات والأكاذيب التي تبثها بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وينشر الأخبار من مصدرها الحقيقي. كذلك قالت الصحفية نسرين علاء الدين: "في سوريا، لجأنا إلى وزارة الصحة وهناك مديرية مختصة بالأمراض السارية، وأجرينا لقاء مع معاون مدير المديرية، وقد بث عبر هواء إذاعة أربيسك".

 وأشار حازم الخالدي من وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إلى أنّه تمّ إنشاء غرفة عمليات في وزارة الصحة الأردنية للتعامل مع فيروس كورونا، حيث يتم تقديم موجز إعلامي يومي لإطلاع وسائل الإعلام والرأي العام،  حول مستجدات التعامل مع الفيروس كورونا، وتقدّم الغرفة إرشادات ومعلومات عن حركة المطارات والدول التي يأتي منها الركاب.

بحثًا عن مصادر موثوقة

من جهته، حذّر الطبيب هوارد إي. ليواين، وهو رئيس تحرير المنشورات الصحيّة في جامعة هارفارد من المعلومات الخاطئة والأخبار المضللة التي تنتشر على الإنترنت، لا سيما في الدول التي تفشّى فيها فيروس "كورونا"، أو اشتُبه بحالات مصابة به. ولفت إلى أنّ نظريات المؤامرة انتشرت أيضًا مع ادعاءات لا أساس لها من الصحة، على مواقع التواصل الإجتماعي والتطبيقات التي يستخدمها الملايين مثل فايسبوك وتويتر وتيكتوك ويوتيوب.

ومن الأخبار المضللة المنتشرة، والتي شاركها كثيرون على حساباتهم الإجتماعيّة، وتناقلتها بعض وسائل الإعلام، عدّد الدكتور ليواين ما يلي:

-"زيت الأوريجانو.. علاجٌ فعال ضد فيروس كورونا": أوضح الطبيب أنّ هذه المعلومة مضللة ولا أساس علميًا لها، ولذلك فهي غير صحيحة.

-"لقاح ضد كورونا في الولايات المتحدة": أشار الطبيب إلى أنّ هذا الخبر نشره حوالى 5000 مستخدم على فايسبوك فقط، ومفاده أنّ إحدى الجهات الصحية في الولايات المتحدة الأميركية حصلت على براءة اختراع للقاح يواجه كورونا منذ سنوات، وأكّد أنّه ادعاء كاذب.

- "الفيروس التاجي الجديد هو فيروس من صنع أشخاص في المختبر": هذه المعلومة انتشرت أيضًا وهي خاطئة.

-انتشار توصيات لا أساس لها لمنع انتقال الفيروس بين الناس من خلال تناول أطعمة تحتوي على فيتامين C وتجنب الأطعمة الغنية بالتوابل.

 وفي هذا الإطار، تعمل شركة فايسبوك على مكافحة الأخبار المضللة والمنشورات التي تقدّم معلومات خاطئة، عن طريق التحقق من مصداقيتها وترتيبها بشكل يجعلها تظهر إلى نسبة أقلّ من مستخدمي الموقع، وكذلك الأمر بالنسبة لتويتر وتيكتوك ويوتيوب، حيث اتخذ المسؤولون عن هذه التطبيقات تدابير تحدّ من انتشار المعلومات الخاطئة، ومع ذلك يستمرّ نشر هكذا معلومات، والتي يصعب ضبطها جميعها، لا سيما تلك التي يتمّ تداولها ضمن مجموعات خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقدّم الدكتور ليواين بعض المصادر الموثوقة والمفيدة حول هذا الفيروس، والتي يمكن للصحفيين والمواطنين في جميع أنحاء العالم الإطلاع عليها، لمعرفة آخر الأخبار الصحيحة حول تفشّي الفيروس، وأبرز طرق الوقاية منه:

-يجب الإطلاع على ما يُعلنه الخبراء الذين يستندون دائمًا على تحليلات علمية وينشرون أبحاثهم في مجلات طبية معروفة وموثوقة.

-مراكز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة الأميركية: استحدث الموقع الإلكتروني الخاص بهذه المراكز دليلاً يقدّم إرشادات حول تقييم مخاطر الفيروس وكيفية التعامل معه.

-موقع منظمة الصحة العالميّة: يقدّم آخر المعلومات المستجدّة حول الفيروس بانتظام، إضافةً إلى طرق الوقاية، الدول التي انتشر فيها، التكاليف التي تتكبدها الدولة لمواجهته والمراكز التي تعنى باستقبال المرضى وإقامة الحجر الصحي عليهم.

-Medline Plus: يقدّم هذا الموقع معلومات هامّة من المكتبة الوطنية الأميركية للطب.

-موقع الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة.

- إدارة الغذاء والدواء الأميركية.

توازيًا، أوضح الدكتور مايكل مينا الذي يدرّس علم الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد تي. إتش. شان في دراسة قدّمها أنّ الفيروس اكتُشفَ في 8 كانون الأول/ديسمبر في متجر لبيع الأسماك في ووهان في الصين، وتوقع استمرار تفشي الفيروس حول العالم، ولهذا يجب زيادة الرقابة الصحية، وشدّد على ضرورة أن تغيّر المدن والمؤسسات طريقة حياتها العادية، مثل العمل من المنازل، إتباع الحجر الصحي الذاتي، إلغاء التجمعات الكبيرة، وقف الدروس وتجمع الطلاب.

من جانبها، عرضت الصحفية والطبيبة سيما ياسمين في كلية ستاتفورد للطب، والزميلة في مركز نايت معلومات حول التغطية الصحفية للأوبئة، موضحةً أنّ هذه التغطية لا تركّز فقط على القصص الصحية، بل تتعلّق أيضًا بإعداد تقارير عن القاعات التي تكتظ بالمواطنين في المدن، وسائل المواصلات، قصص رجال شرطة، التقارير التعليمية. ولفتت إلى أنّ الصحفي سيسمع الكثير من الشهادات من أشخاص عاديين وآخرين يتمتعون بخبرة، ولذلك على كلّ صحفي أن يلجأ إلى مصادر موثوقة ومتنوّعة لتقدّم توصيات للناس، والتفكير دائمًا بمصداقية القصص، وتأثيرها على معدلات الفقر والثقافات. وشدّدت على أنّه لا يجب الحديث عن أي وباء مع التركيز على البلد الذي اكتُشف فيه لأول مرة، والتعامل بعنصرية مع الخبر.

وعند الإنتقال إلى مكان ما لمعاينة أشخاص مصابين مثلاً، على الصحفيين معرفة معدات الحماية الشخصية التي يستخدمها الخبراء، والتزام أخلاقيات المهنة في أي تقرير، إضافةً إلى تحضير لائحة بحسابات المتخصصين بالأخبار الصحية والمسؤولين عن الصحة العامّة.

الصورة الرئيسية من موقع إدارة الغذاء والدواء الأميركية.