تعرَّفوا إلى تجربة تأسيس أوَّل أكاديميَّة متخصِّصة بالتصوير الفوتوغرافي

نوشتهعبدالرحمن محمودOct 22, 2019 در استدامة وسائل الإعلام
عرين أثناء التدريب

قبل بضع سنوات، كانت فكرة تأسيس أول أكاديمية متخصصة بتعليم التصوير الفوتوغرافي في الأراضي الفلسطينية بمنزلة حلم يراود المصورة عرين الريناوي، ولكن في العام الماضي 2018 تُرجِم الحلم إلى واقع.

وتمتلك الريناوي تجربةً لافتةً في التصوير الفوتوغرافي، إذ بدأت مشوارها في عالم الصحافة عام 2010 هاويةً لفن التصوير، وأواخر 2013 أطلقت أول وكالة متنقلة للتصوير الفوتوغرافي في الأراضي الفلسطينية، قبل أن تتميَّز بافتتاح أكاديمية متخصصة بتعليم فنِّ التصوير تمنح شهادات معترفًا بها.

شعار الأكاديميةشعار الأكاديمية

شبكة الصحفيين الدوليين تحدثت إلى المصورة الريناوي للتعرف منها على تفاصيل قصَّة نجاحها، ولتناقش معها أهمَّ النصائح التي تساعد المصورين على التميُّز وكسر النمط التقليدي.

تقول الريناوي: "منذ الصِّغر كان التصوير الفوتوغرافي يسيطر على طموحاتي ونظرتي للمستقبل، فمارسته كهواية وبشغف عبر ما كان يتوافر من كاميرات صغيرة أو عدسات هواتف نقَّالة، مسلِّطة الضوء على جماليات الطبيعة وحياة الناس، إلى أن سجلت لدراسة الصحافة والإعلام في الكلية العصرية عام 2011 في مدينة رام الله".

بموازاةِ دراستها الجامعيَّة بدأت الريناوي تنخرط تدريجيًّا في الميدان الصحفي غير آبهةٍ بالعوائق التي كانت تعترض طريقها، معزِّزة في الوقت ذاته من علاقتها بالجمهور المحليِّ وفئات المجتمع المختلفة، وهو الأمر الذي تعدُّه الريناوي "رأس المال الأول والاستثمار الأنجح" للصحفيين الناشئين في بداية مشوارهم المهني أو الفوتوغرافي.

"كنت أوجِّه عدستي نحو التفاصيل التي قد تكون مهملةً عند الآخرين، أهتمُّ بنقل رسائل الناس خصوصًا، وأعكس الأحداث بطريقةٍ نموذجيَّة غير نمطية، مستغلَّة في الوقت ذاته منصَّات التواصل الاجتماعيِّ في تقديم أعمالي والوصول لأكبر شريحةٍ من المتابعين"، تضيف الريناوي.

الرصيد الكبير من الصور المتنوعة التي وثَّقتها الريناوي في بداية مشوارها الميداني، شجَّعها على إطلاق أوَّل معرض فوتوغرافيٍّ لها في الهواء الطَّلْق وسط مدينة رام الله تحت عنوان "هويتي".

عرين الريناويعرين الريناوي

وعن المعرض تحدثت الريناوي: "اعتمدت على تقديم المعرض في خطوة غير مألوفةٍ آنذاك، وفي تفاصيله جسَّدت الواقع الفلسطينيَّ بمختلف فصوله، وجاء مكان إقامته في مكان عامٍّ بين الناس لكون رسالة المعرض ومحتواه من الناس وإليهم".

بعد نجاحها في إقامة معرضها الأوَّل، قرَّرت الريناوي أن تُنْشِئ أوَّل وكالة تصوير فوتوغرافي متحرِّكة في الأراضي الفلسطينيَّة، كفكرةٍ جديدة تواكب التطوُّر والسُّرعة في نقل الصور ونشرها على منصَّات الإعلام الاجتماعيِّ.

وكان مكتب الريناوي المتنقل عبارةً عن حافلة "باص" جهَّزتها بديكور خاصٍّ وبمستلزمات العمل الأساسيَّة؛ ككاميرات التصوير والحاسوب المحمول ومكتب لتحرير الصور قبل إرسالها بواسطة الإنترنت الذي يتوافر أيضًا داخل الحافلة.

وتُبيِّن الريناوي أن المكتب المتنقل منحها ميزة الجهوزية الدائمة للعمل في مختلف الميادين، موضِّحة أن السرعة في الوصول لمكان الحدث، والقدرة على البثِّ السريع للصور بعد التقاطها، من أبرز الخصائص التي يجب أن تتوافر في المصوِّرين الفوتوغرافيين في "عصر اللحظة". بعد النجاحين السابقين بدأت الريناوي في التخطيط لكيفيَّة تحقيق حلم افتتاح أكاديميَّة متخصِّصة بالتصوير الفوتوغرافيِّ، حتى تكلَّلت محاولاته بعد نحو سبع سنوات بالنجاح، وتحديدًا في منتصف إبريل للعام المنصرم 2018م.

وتعرِّف الريناوي الأكاديميَّة التي تديرها برفقة فريق متخصِّص من 5 أفراد بأنها: "مكان مهنيٌّ لتعليم التصوير الفوتوغرافي للصحفيين والصحفيات الناشئين أو الأفراد الهواة، وكل ما يرتبط بالتصوير من عالم الكاميرات والعدسات وتقنيَّات الالتقاط وهندسة الإضاءة، وهي تمنح شهادة مرخَّصة ومعتمدة".

وتضمُّ الأكاديمية (12) أستوديو (داخلي وخارجي) لتعليم التصوير الفوتوغرافي في مجالاته المتعدِّدة، كتصوير الأشخاص والطعام والطبيعة، وتصوير الماكور والتجريري، إضافة إلى التصوير الصحفي والإعلاني أو التسويقي.

عرين تقف أمام الأكاديميةعرين تقف أمام الأكاديمية

وفي ختام حديثها لشبكة الصحفيين الدوليين قدمت الريناوي عدَّة نصائحَ للمصورين الناشئين، أوَّلها الإتقان التامُّ لأساسيات التصوير، وكيفيَّة التعامل الجيِّد معَ الآلات، والاهتمام بالإبداع والتجديد، وتجنُّب التقليد، وتركيز العدسة على تفاصيل المشاهد والأحداث التي قد لا تلقى اهتمامًا عند الآخرين.

وعلى الصعيد الشخصيِّ، تنصح الريناوي المصوِّرين عامة ببناء شبكة علاقات متعدِّدة الأطراف منذ الأيام الأولى لدخول الميدان، وامتلاك مهارات التسويق الذاتي، والاطلاع الدائم على آخر مستجدات تقنيَّات التصوير، بجانب الإلمام بقوانين وأخلاقيات التصوير، فـ"الصورة قد تبني وقد تهدم".