"التحرّش الجنسي في الإعلام"... دليل يحمي العاملات وأصحاب العمل من مخاطره

نوشته Asma Qandil
Feb 23, 2019 در السلامة الرقمية والجسدية
النساء في الاخبار

كثرت في الآونة الأخيرة شكاوى الإعلاميات والصحفيات من تعرضهن للتحرّش الجنسي سواء داخل غرف الأخبار، أو من قبل زملائهن ورؤسائهن في العمل مما اضطر الكثيرات للتخلي عن طموحن في المجال الإعلامي خوفاً على سمعتهن، فقرر برنامج "النساء في الأخبار" التابع للمنظمة العالمية للصحف وناشري الأنباء (وان-ايفرا)، مساعدة الأطراف الفاعلة في العمل الإعلامي وهم رؤساء العمل من جهة، والإعلاميات من جهة أخرى وذلك من أجل خلق بيئة عمل آمنة، ووقف نزيف الخسائر التي تتكبدها المؤسسات الصحفية بسبب هجر الكفاءات الإعلامية أو ضياع سمعتها جراء تداعيات حالات التحرش الجنسي.

تصفحت "شبكة الصحفيين الدوليين" دليل "التحرّش الجنسي في الإعلام" الصادر باللغتين العربية والإنجليزية من أجل توعية العاملات في المجال الإعلامي بكيفية حماية أنفسهن من مخاطر التحرّش الجنسي. ويتكون الدليل من 48 صفحة ويحتوي على ستة أقسام رئيسية موزعة كالتالي: "حقائق عن التحرّش الجنسي في وسائل الإعلام"، و"ما هو التحرّش الجنسي في العمل؟"، و"دليل صاحب/ة العمل"، "دليل الموظف/ة"، "أدوات"، و"روابط مفيدة".

-"حقائق عن التحرّش الجنسي في وسائل الإعلام": وهو قسم عام لكل رؤساء العمل والموظفين لفهم النطاق العالمي لمشكلة التحرّش الجنسي، وتكلفة التحرّش الجنسي على المؤسسة الإعلامية والمجتمع. وقد استند هذا القسم على استطلاع الرأي الذي أجراه برنامج "النساء في الأخبار" عام 2017 في 9 دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا..فجاءت نسبة "التحرّش اللفظي" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 59%، والتحرّش الجسدي بلغت نسبته 17%، والإعتداء الجنسي بلغت نسبته 3%.

وتناول الدليل الآثار السلبية التي تتكبدها المؤسسة الإعلامية جراء حالات التحرّش الجنسي، ومن أهمها: ضعف جودة المحتوى الصحفي، وانخفاض إنتاجية العاملين، تدهور مستوى العمل الجماعي، ارتفاع معدل تبديل الموظفين، انخفاض جودة أداء العاملين بالوظائف الإدارية لانشغالهم بحل مشاكل مضايقات الزملاء لزميلاتهن، فضلاً عن فقدان نسبة كبيرة من القرّاء المشتركين في الصحيفة أو الموقع الإلكتروني.

- ما هو التحرّش الجنسي في العمل؟                      

عرّف الدليل "التحرّش الجنسي" بأنه تصرف عدائي وغير مرغوب به ذو طبيعة جنسية ينتهك كرامة الشخص ويشعرهم بالإهانة أو الترهيب أو التهديد.

وبالنسبة للتصرفات التي تعتبر تحرّشاً جنسياً فهي كالتالي:

 التصرفات الجسدية مثل: اللّمس الجنسي أو الاغتصاب، تقبيل شخص آخر بدون موافقته، مداعبة الأعضاء الحميمة لشخص آخر، والإمساك غير المرغوب به ليد شخص آخر.

 التصرفات اللفظية: إرسال دعابات جنسية عبر البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي، تعليقات شخصية وفضولية حول ملابس شخص آخر ومظهره الجسدي، ..إلخ.

التصرفات غير اللفظية: النظر لشخص آخر من أعلى إلى أسفل، الإيماءات الجسدية ذات الطابع الجنسي، تعابير الوجه ذات الطابع الجنسي مثل الغمزة أو التقبيل عن بعد، وهدايا شخصية غير مرغوب بها.

التحرّش الجنسي عبر الانترنت: التحرش الجنسي الذي يحدث عبر منصة رقمية عامة أو خاصة ويشمل استخدام الرسائل والمشاركات والصور ومقاطع الفيديو والصفحات، ولا توجد حاليًا مقاربة منهجية للتحرش الجنسي عبر الإنترنت يمكن للمؤسسات الإعلامية والمهنيين الاعتماد عليها، وهذا أمر سيعمل على تطويره برنامج النساء في الأخبار في المستقبل.

كيفية الوقاية من التحرش الجنسي:

- الالتزام بسياسة عدم التسامح داخل المؤسسة: أول وأهم الخطوات التي يمكن أن تتخذها المؤسسات الإعلامية، فيجب أن يأخذ المديرون التنفيذيون موضوع التحرش الجنسي على محمل الجد.

- فهم حجم المشكلة التي تواجهها: تتخوف الكثير من الفتيات والسيدات الإبلاغ عن حالات التحرش الجنسي لخوفهن من فقدان الوظيفة والدخل، أو العار أو الإحراج أمام الجميع، وبالتالي يمكن اقناع الإدارة العليا باعتماد سياسات مناهضة التحرش الجنسي كما يمكن اقناع الموظفين بتغيير سلوكهم.

- وضع سياسة عملية لمناهضة التحرش الجنسي: يجب أن تكون سياسة مناهضة التحرش الجنسي وثيقة مكتوبة ويجب تقديمها بلغة بسيطة وسهلة الاستخدام، ويمكن أن تتضمن هذه السياسة بنوداً أو فقرات متعلقة بما يلي: الأساس القانوني لسياسة مناهضة التحرش الجنسي، الأطراف المعنية، خطة التنفيذ، حقوق الموظف، ومسؤوليات المدير، الهيئة المسؤولة عن التعامل مع حالات التحرش الجنسي، والسرية، والتدابير التأديبية.

- تثقيف المدراء حول التحرش الجنسي: وذلك بصفتهم الحلقة الأهم في المؤسسات الصحفية ويمكنهم ردع التصرفات السيئة للعاملين، وخلق بيئة عمل آمنة تضمن المحافظة على حقوق الصحفيات.

- إعلام الموظفين بسياسة مناهضة التحرش الجنسي: يحتاج الصحفيون إلى معرفة "ما هو التحرش الجنسي في العمل؟"، و"حقوق الموظفين"، و"كيفية تقديم شكاوي في حال تعرضهم للتحرش الجنسي"، و"السياسات والاجراءات المتّبعة للتعامل مع حالات التحرش الجنسي".

- التأكد من سلامة موظفيك في الميدان: هناك تحدٍ آخر يواجه العاملين في مجال الإعلام بسبب الوقت الطويل الذي يقضيه الصحافيون خارج المؤسسة بحثاً عن المواد التحريرية أو لتغطية الأخبار.

- إزالة الأشياء التي تخلق بيئة عمل عدائية: بما أن المؤسسات الإعلامية هي مساحات عمل مشتركة للرجال والنساء، لذلك يجب إزالة الأشياء التي تخلق بيئة عمل عدائية، مثل: إزالة أي محتوى جنسي صريح أو يمكن اعتباره ذا طابع جنسي وذلك الملصقات أو إكسسوارات المكاتب، ويجب عدم تجاهل الموظف الذي تعرض للتحرّش الجنسي أو الاستخفاف به.

- اعتماد السياسات التي تعزز التوازن بين الجنسين: يمكن تحقيق التوازن بين الجنسين داخل فريق العمل من خلال زيادة عدد النساء العاملات في المؤسسة، وأن تهتم المؤسسات بالمساواة بين الرجال والنساء في المهن والوظائف، إضافة إلى إتاحة خيار العمل من المنزل للنساء، وتدريب المواهب النسائية داخل المؤسسات الصحفية على الإدارة الصحفية.

حول رأيها في موضوع التحرّش الجنسي بالصحفيات، قالت "فاطمة خير" مدربة ببرنامج "النساء في الأخبار" التابع للمنظمة الدولية للصحف وناشري الأنباء "وان – ايفرا": "هناك مسؤولية تقع على عاتق المرأة والرجل ومدراء غرف الأخبار، فالصحافية يجب أن تضع حدوداً للتعامل مع زملائها داخل غرف الأخبار، وأن ترتدي الملابس المناسبة لأماكن العمل، إلى جانب الاهتمام بصفحتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي فلا تضع فيها صوراً شخصية يمكن أن يستغلها أي شخص بشكل سيء".

وأضافت "خير": "نحتاج  وقتاً كبيراً لخلق بيئة عمل آمنة للصحفيات، ولكننا نبذل قصارى جهدنا من خلال حملات التوعية وإصدار الأدلة التدريبية والتي تعتبر خطوة مهمة في مشوار مكافحة التحرّش الجنسي وخلق بيئات عمل آمنة للصحفيات".

موارد مهمة لتثقيف الصحفيات بكيفية حماية أنفسهم من مخاطر التحرّش الجنسي:

- يمكنك تحميل دليل "التحرّش الجنسي في الإعلام" من خلال النقر هنا.

- دليل إلكتروني باللغة الإنجليزية لمكافحة الإساءة عبر الإنترنت للصحافيات صادر باللغة الإنجليزية عام 2016، ويمكنك تنزيله من خلال النقر هنا.

- موقع "خريطة التحرّش"، ويمكنك تصفح الموقع باللغة العربية من خلال النقر هنا، وتصفحه باللغة الإنجليزية من خلال النقر هنا.

- يمكنك أيضاً مطالعة موارد مهمة أصدرها مركز "دارت للصحافة والصدمة" عام 2017، وذلك من خلال النقر هنا.