عمرو مجدي، مدوّن مصري: "زمن الخوف انتهى"

نوشته مي اليان
Oct 30, 2018 در الصحافة الرقمية

عمرو مجدي مدوّن مصري شاب، إختار عنوان:"طرقعة كيبورد" لتسمية مدونته. تخرج حديثاً من كلية الطب ويحضّر لماجستير في الطب النفسي، وعمل في الصحافة قبل تخرجه كمراسل لعدد من المواقع أبرزها :موقعي "الجزيرة نت" و"الجزيرة توك". يهتمّ حالياً بالبحوث السياسية.

عمرو مدون منذ 2006، ويستخدم اسمه الحقيقي في مدونته "منذ اليوم الأول إستخدمته في مدونتي، ولا أخاف شيئاً لأن الخوف هو الذي نريد أن نكسره ونتغلب عليه." يخبرنا أنه يعرف تقريبا ثلاثةً يدونون بأسماء مستعارة، لكن برأيه، "زمن الخوف انتهى الى الأبد". ويجد عمرو أن"المظاهرات المصرية حاليا هي في الأساس من أجل الحريات العامة." ويقلق لوجود بعض النشطاء المختفين أو المعتقلين أمثال وائل غنيم (يذكر أنه تمّ إطلاق سراحه اليوم (الإثنين)) وغيره.

وفي الحديث الذي أجرته "شبكة الصحفيين الدوليين" مع عمرو مجدي سألناه ما الذي فعله خلال المظاهرات الأخيرة؟ فأجب أن حاله كانت في المظاهرات كحال الآف المصريين الآخرين، "كنا نتابع الجزيرة والعربية وغيرها في المقاهي القريبة من ميدان التحرير أثناء تناول الغداء أو بعض الشاي، قبل العودة الى الميدان. وأحيانا كنت أذهب الى منازل أصدقاء قريبين من الميدان وأمارس التدوين من هناك. لكني أيضاً كنت على اتصال مع قناة "الجزيرة" و"الجزيرة مباشر" كانوا يتصلون بي كناشط ومدون لأخذ بعض التعليقات. أما الإعلام الرسمي فكان في غيبوبة حقيقية. وظلام دامس."

عن إنقطاع الإنترنت

وعن انقطاع الإنترنت وتأثير ذلك على المدونيين، يخبرنا عمرو :"شعرت أننا عدنا الى العصر الجليدي الأول. فهو لم يؤثر على حرية التعبير فقط ولكن أدى الى فقدان الدولة مليارات الجنيهات في أيام قليلة."

وبالنسبة اليه كان أصدقاؤه في الخارج الذين يعملون في موقع "الجزيرة توك" يتصلون به عن طريق الهاتف وكان يخبرهم بما لديه من أخبار ويقومون بنشرها مباشرة. ويضيف عمرو "طبعاً كان لديّ عشرات الفيديوهات التي كنت أريد أن أرفعها على اليوتيوب لكن انقطاع الإنترنت لفترة طويلة أفقدها أهميتها مع مرور الوقت."

كما لاحظ عمرو أن انقطاع الإنترنت كان، بحسب رأيه، عاملاً إيجابياً لأنه دفع كل النشطاء الى النزول الى شارع، لأنه لم يكن هناك وسيلة أخرى للمشاركة في الأحداث ومشاهدتها سوى النزول للشارع.

نسأله عن إعتماده على موقع التدوين المصغّر "تويتر" أيضاً بعد عودة الإنترنت، فيشير عمرو الى أنه استخدم تويتر الخاص به (إنقر هنا) بكثافة في تغطية الأحداث الأخيرة، ولاحظ أن معظم المدونين المحترفين الآن باتوا يستخدموه أكثر من مدونتهم التقليدية. لكنه لاحظ أيضاً، أن إقبال عامة المصريين على "تويتر" مازال خجولاً مقارنة بإستخدامهم "الفيس بوك". وأن هناك إحصاءات تشير الى أن عدد المصريين على "الفيس بوك" يتراوح ما بين 2.5 مليون إلى 4 مليون، والرقم الأخير يمثل أكثر من ربع المصريين المتصلين بالإنترنت. وأن هناك مثلاً مجموعة حقوقية مثل مجموعة "كلنا خالد سعيد"، تحتوي وحدها على أكثر من 400 ألف عضو. ومصر من أكثر الدول استخداما لل"فيس بوك". ويختم "لقد ساعدنا كثيراً جدا في إيصال أفكارنا للشباب الآخرين."

من أجل الحريات العامة

ويعتبر عمرو أنه منذ عام 2005 والمعارضون يكسبون أرضاً جديدة لحرية التعبير، "وذلك بفضل "الشجعان"، كما يُسميهم، في الصحف المعارضة والمستقلة وجمعيات حقوق الإنسان المخلصة، الذين دفعوا أثماناً باهظة من السجن والاعتقال وغيرهما." ويعتقد عمرو إنه بعد المظاهرات المصرية في 25 كانون الثاني/يناير، "لم يعد أحداً ليجروء على إيقاف حرية الرأي والتعبير في مصر." بل وفي رأيه أن إصلاح الإعلام الرسمي قادم لا محالة، و"قد شهدنا تحولاً كبيراً بشكل نوعي في لهجة الإعلام الرسمي في مصر منذ يوم الجمعة صباحاً 4 فبراير/شباط. ولازلنا نقاتل لأجل حرية الرأي والتعبير ، فالمظاهرات المصرية حاليا هي في الأساس من أجل الحريات العامة، ولا زال هناك بعض النشطاء المختفين أو المعتقلين مثل وائل غنيم (الذي أطلق سراحه اليوم (الاثنين)) وغيره".

ويجد عمرو أن التدوين مهم جداً ففي الأساس تصنع المودنة لأن شخص ما يريد أن يعبّر عن رأيه، وبالتالي من حقه أن يعبر كيفما أراد حتى لو كانت مدونته ذات طابع إخباري، فمن حقه أيضاً أن يقول ما يريد بانحياز، طالما أنه لم يدعي أنه موقع إخباري مثلاً.

كما يجد عمرو أن على المدونين أن تتسع صدورهم أيضاً للتعليقات المخالفة لآرائهم على مدوناتهم، إذ منهم من يقوم بحذفها، ويجد أن ذلك أيضاً يتعارض وحرية الرأي والتعبير.

إصلاح قوانين الإعلام

ويعتبر عمرو أن تطور مهنة الصحافة في مصر، مرتهن تماماً بتطور المناخ السياسي، أما الصحف المستقلة، فبحسب رأيه، بمجملها يتبع لرجال أعمال الذين بدورهم ينتمون الى مجموعات مصالح.

ويعتقد عمرو أن "مهنة الصحافة في مصر لن تتطور أبداً إلا في وجود مناخ سياسي ليبرالي حقيقي. وأنه لا بد من خصخصة الصحف القومية المملوكة للدولة أو على الأقل إشراك القطاع الخاص في إدارتها. بالإضافة طبعاً إلى أمور أخرى تعليمية وتدريبية متعلقة بتطوير التعليم في كليات الإعلام والتدريب على التقنيات الحديثة، وتوفير مواد تدريبية للصحفيين في النقابة. الى جانب "تعديل لائحة النقابة لتسهيل انضمام الصحفيين إليها لتصبح لديهم حصانة صحفية".

وتعجب عمر، كيف أن نقابة الصحفيين في مصر تضمّ فقط نحو 5 آلاف صحفي بينما يوجود في مصر أكثر من 50 ألف صحفي ! ويجد عمرو أن إصلاح قوانين الصحافة وحرية الرأي من المطالب الهامة جداً لثورة 25 يناير/كانون الثاني الآن. ويختم قائلاً :"هي لا تحتمل التأجيل."