سؤال وجواب مع مجموعة "قبيلة" الإعلامية الحائزة على جائزة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا

نوشته Ingrid Ab
Oct 30, 2018 در مواضيع متنوّعة

في ظل الأحداث الأخيرة التي وقعت في مصر، في ساحة التحرير تحديداً، لاحظت مجموعة شبابية مصرية أن الوسط الإعلامي ووسائله المتعدّدة لا تلبّي توقعاتها وآمالها فقرّرت أخد الأمور بيدها. هكدا انطلقت فكرة "قبيلة" التي بدأت بالتبلوّر في أواخر عام 2010.

حينها لم تكن "قبيلة" قد تشكّلت بعد، فكان الفريق يصوّر بعض مقاطع الفيديو حول أقوال مصريّة، إلا أنه لم ينشرها يوماً. أما أول فيديو نشرته مجموعة قبيلة رسمياً فكان على قناتها الخاصة، وكان متاحاً لجميع الناس بتاريخ 11 نيسان/أبريل 2011 وهو بعنوان "كان لازم" والذي تمّ تصويره في ساحة التحرير في مصر.

لاقى هذا الفيديو صدى واسعاً بين الثوّار لأن كلماته تصف الثورة وكيف كان يلزم أن تكون. حينها لاحظ فريق "قبيلة" أنه يجب توفير المحتوى الذي يتوق إليه الجمهور؛ محتوىً يتحدّث إلى عقولهم ويلمس قلوبهم، أي يمزج بين الفكاهة والمشاعر. كما قامت "قبيلة" بتقييم أثر أعمالها بحسب معايير مختلفة؛ مثلاً نسبة المشاهدين لمقاطع الفيديو، أضف إلى سرعة نشر المحتوى.

مؤخراً، شاركت "قبيلة" في مسابقة "أم آي تى" لأفضل خطة عمل فى العالم العربي، والتى ينظّمها منتدى أعمال معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "MIT" فى العالم العربي. وجاءت في المرتبة الثانية.

التقت شبكة الصحفيين الدوليين مع بيريهان أبو زيد من مجموعة "قبيلة" المصرية.

شبكة الصحفيين الدوليين: ما هي أهداف "قبيلة"؟

بيريهان أبو زيد: انطلقت مجموعة "قبيلة" بهدف خلق محتوى إعلامي يستند على حشد المصادر وعلى الإعلام الرقميّ، ويصل إلى الجمهور المستهدف بطرقٍ فعّالة فيها يتفاعل الجمهور بشكل كبير. فـ"قبيلة" تسدّ الثغرة الموجودة حالياً أيّ حاجة الجمهور إلى أخبار مُسليّة وإلى ما يُثير اهتمامه الفكري في نفس الوقت؛ بدءاً من مقاطع الفيديو الترفيهية وصولاً إلى المحتوى الذي يستهدف الإعلام الجماعي. نحرص على أن يصل محتوانا إلى الجمهور المستهدف بشكل ناشطٍ، لذلك فإننا ندرس سلوكه كما نتبنى نموذجًا يستند على حشد المصادر الذي يولّد تفاعلاً قوياً يستحوذ على اهتمام الجمهور ويُسهم في فهمه لهذا المحتوى بشكل أكبر.

شبكة الصحفيين الدوليين: ما الذي تسعون إلى تغييره في الشرق الأوسط، وكيف؟

بيريهان أبو زيد: نعتقد أننا قد قمنا باستحدات مجال صناعة الإنتاج الإعلامي في مصر، وذلك عبر تبني نموذج عمل مستحدث وفعّال، والأهم من ذلك، نموذج واقعي. فهدفنا هو توفير وسائل إعلام بديلة ذات قيمة ترفيهية. في العقود الأخيرة، كان المحتوى الإعلامي في العالم العربي وسيلة تواصل باتجاه واحد، تملي على الجمهور العربي محتوىً محدّداً. بينما نسعى اليوم إلى استبداله بمحتوىً يروق لجمهورنا، ويشجّعه على الاكتساب، ويدعم مهاراته وقدراته التحليلية.

شبكة الصحفيين الدوليين: ما النصيحة التي تقدّمها للصحفيين في الشرق الأوسط حول الإعلام الاجتماعي اليوم؟

بيريهان أبو زيد: استخدموه جيّداً للحصول على آراء الجمهور وعلى ملاحظاته، ولكن لا تعتمدوا عليه كمصدر يعكس الأحاسيس الوطنية؛ لأن نسبّة مستخدمي الإعلام الاجتماعي على شبكة الإنترنت لا تبلغ سوى 4 إلى 10% فقط.

شبكة الصحفيين الدوليين: هل لديك نصائح حول الإعلام الاجتماعي يمكنك أن توجّهها للصحفيين الشباب؟

بيريهان أبو زيد: فليبقى آداؤكم مستقراً، وتأكّدوا دوماً من صحّة المعلومات قبل نشرها. كذلك، فليكن المحتوى متوفراً بلغة "محكيّة"، أي لغة يستخدمها الناس، وتجنّبوا المبالغة و"اللغة المتعالية أوالفوقية".

شبكة الصحفيين الدوليين: كيف استفدتم من تطوّر وسائل الإعلام الاجتماعي؟

بيريهان أبو زيد: وجود قاعدة تتيح للمستخدمين مشاركة المحتوى الذي يريدونه هو ما سهّل علينا بشكل كبير إمكانية مشاركة محتوانا الخاصّ، والحصول على ردود الجمهور الفورية. كما ساهم في نشر محتوانا بسرعة كبيرة لأنه راق للجمهور الشاب والمُلّم بالتكنولوجيا، وذلك لأن للمحتوى علاقة باهتماماته.

شبكة الصحفيين الدوليين: هل من معلومات أخرى مرتبطة بسبب اختيارك قناة فيسبوك لنقل رسالتكم وللوصول إلى جمهوركم؟

بيريهان أبو زيد: لنقل محتوانا على الفيديو اخترنا "اليو تيوب"، أما "الفيسبوك" فاعتمدناه لنشر المحتوى؛ خصوصاً لأن محتوانا يعجب الشباب الذي يُشكّل حوالى 50% من مجتمعنا. أضف إلى أنهم يشكّلون الأغلبية من مستخدمي الإنترنت. فهم لديهم الخبرة في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي، كما يتعلّمون آخر صيّحات التكنولوجيا بسرعة.

شبكة الصحفيين الدوليين: ما هي مشاريعكم المستقبلية؟

بيريهان أبو زيد: ننوي زيادة صفوف الإنتاج لدينا، كما نأمل بتصوير فيلم، وبالتوسّع إلى الأسواق العربية، وبتقديم وحدات عمل جديدة مثل "أكاديمية قبيلة" (حلول ودروس لمحبّي الإعلام).

شبكة الصحفيين الدوليين: هل من دورات تدريبية؟

بيريهان أبو زيد: حالياً، نقدّم تدريباً وظيفيّاً. أما "أكاديمية قبيلة" فسنقوم بإطلاقها في عام 2013، حيث سنقدّم دورات تخصصّ في الإنتاج الإعلامي لمحبّي هذا المجال.

شبكة الصحفيين الدوليين: من هو جمهوركم ولماذا اختاركم هذا الجمهور؟

بيريهان أبو زيد: عموماً، جمهورنا عربيّ والسبب هو أنه بعد "الربيع العربي" أصبحت الشعوب العربية مهتمّة أكثر بنوعية الأخبار وتواقّة إلى اكتساب المعرفة. يوفر المحتوى الذي تقدّمه "قبيلة" المعرفة المطلوبة حول مواضيع شتى؛ تاريخية وثقافية وسياسية واقتصادية وأخرى، وبطريقة مسليّة.

شبكة الصحفيين الدوليين: لماذا يحبّون "قبيلة"، وما الذي يميّزكم عن الآخرين في هذا المجال؟

بيريهان أبو زيد: "نتكّلم وجمهورنا اللغة نفسها، كما نُشْرِكُهم بالأخبار بطريقة تفاعليّة. ببساطة، نقدّم لهم المحتوى الذي يريدونه.

شبكة الصحفيين الدوليين: ماذا عن اعتماد الوثائق لنقل الأخبار، وهل صوّرتم أيّاً منها مؤخراً؟

بيريهان أبو زيد: سبق وصورّنا وثائقاً نشرناها على الإنترنت، أما الآن فنحن في صدّد تطوير صفوف الإنتاج لدينا على نطاقٍ واسعٍ.

لمزيد من المعلومات حول "قبيلة" وأعمالها، انقر هنا. الصورة لمحمود الشافي.