نصائح للصحفيين فى تغطية النزاعات المسلحة تقدّمها "مراسلة حرب" مصرية اعتقلت فى السودان

نوشته Ayaat El Habbal
Oct 30, 2018 در موضوعات متخصصة

"شيماء عادل" ابنة الـ 25 عامًا والصحفيّة في جريدة الوطن المصرية والحاصلة على ليسانس في الآداب قسم الإعلام من جامعة عين شمس عام 2008، أصبحت من المعروفين فى الوسط الصحفي المصري بأنها من أصغر المراسلين الحربيين في مصر في زمن قلت فيه الحروب، ولكن تعالت فيه أصوات الشعوب التى تنادي بالحرية وقابلتها النظم الحاكمة بالقمع فبدلًا أن تبقى ثورات تحولّت إلى حروب وكان ذلك هو سمة المناطق التى عملت فيها.

بدأت رحلة شيماء فى عمل تغطية صحفية فى المناطق ذات النزاعات المسلحة منذ عام 2008 عندما كانت تعمل محررة في "جريدة المصرى اليوم"، وقامت بالسفر إلى غزة اثناء العدوان الإسرائيلي عليه، وقامت بتغطية الأحداث هناك، وبعدها بدأت رحلة شيماء مع العمل فى بلدان الربيع العربى.

كانت البداية من مصر حيث قامت بعمل تغطية صحفية لأيام الثورة الأولى التى حظيت بمعارك شرسة بين المدنيين وقوات الأمن وأيضًا الأحداث التى تلتها خلال الفترة الانتقالية.

فى 2011 ارسلت "جريدة المصرى اليوم" شيماء عادل إلى مهمه صحفية فى ليبيا، وهى تغطية الأحداث والحرب بين كتائب القذافى، وبين الثوار فى ليبيا، وأستطاعت شيماء تقديم تغطية، ومتاعبة شاملة للأحداث هناك، ولكن تحدت ضغوط كبيرة.

من أصعب المواقف التى عاشتها فى ليبيا عندما حاصرت قوات القذافى مدينة مصراته من جميع الاتجاهات عدا البحر وكان الوصول إلي مصراته لا يتم إلا من خلال مركب صيد صغيرة اسمها " الجرافة " والمسافة كانت 425 ميل بحري.

تقول لشبكة الصحفيين الدوليين عن هذه الرحلة:"ركبت الجرافة وبقيت في البحر يومين والناتو كان يتابعنا أول بأول وقبل دخول الميناء بنص ساعة سمعنا قصف واتصالنا بادارة الميناء وبلغونا بتغيرالرصيف لأن القذافي قصف الميناء ولغمها".

تضيف: "أنهيت عملى في مصراتة في يومين وخلال 10 أيام كنت أذهب يوميا إلى الميناء من 9 صباحاً حتى 10 مساء أمل في ركوب جرافة للعودة إلى بنغازي ولم اتمكن من العودة لان القذافي لغم الميناء مرتين وتطهيرها يحتاج وقت."

أما ثانى أصعب مهمة صحفية كانت داخل سوريا حيث دخلت شيماء مدينة إدلب فى بداية 2012 أثناء قيام القوات النظامية التابعة لنظام بشار الأسد باستهداف المركز الإعلامى الذى كانت تسكن فيه، ولكنها استطاعت الهرب بمساعدة الجيش الحر من خلال مزارع الزيتون سيرا على الأقدام مسافة 35 كيلو وتعرضت خلال المشى لإصابة فى رجلها .

وبالنسبة للمهمه الأهم فى حياتها وهى مهمتها فى السودان أثناء تغطيتها للتظاهرات الأخيرة التى اشتعلت فى منتصف 2012 هناك وتم القبض عليها واعتقالها من قبل السلطات السودانية لمدة 15 يوما، وبعد مفاوضات تم الإفراج عنها وجاءت إلى مصر بطائره الرئاسة المصرية بصحبة الرئيس محمد مرسى .

ترى شيماء أنه على الصحفى الذى يعمل فى النزاعات المسلحة أن يجب يكون لديه معرفة جيدة بالتاريخ السياسي للدولة والنظام والوضع السياسى والإجتماعى هناك . وأيضا " على الصحفى أن يهتم بمعرفة التطعيمات المفروض اتخاذها لهذه الدولة" والخرائط أيضا لا غنى عنها فى حقيبة الصحفي وادوات الإسعافات الأولية بالإضافة إلى الخوذه وحذاء مرن وطعام كافى وجهاز كمبيوتر فارغ لا يوجد عليه أى معلومات بحيث لا يتم فقدها إذا وقع الصحفى قيد الاعتقال هذه أشياء ترى شيماء أنه لا غنى عنها في حقيبة الصحفي.

تضيف شيماء "يجب على الصحفي أن يكون دارس لحدود الدولة والبلاد المجاورة للدولة التى بها نزاعات وحاصل على تأشيره لاحدى دول الجوار حتى يمكن أن يتمكن من خروج عبر الحدود فى وقت الحاجة."

وترى أن "وسائل اتصال بين الصحفى ومؤسساته لا يجب أن تنقطع ويجب أن يعطى الصحفي تحركاته أول بأول لمؤسسته حتى تستطيع المؤسسة انقاذه فى وقت الحاجة " وأخيرا على الصحفى أن يكون حاصل على دورات تدريبية حول إجراءات السلامة المهنية فى المناطق ذات النزاعات المسلحة.